طالب معلمون وأكاديميون متخصصون في التربية والتعليم بإيجاد آلية صحيحة لإتلاف كتب رموز جماعة «الإخوان المسلمين» في مدارس التعليم العام، مشيرين إلى أن جهود وزارة التربية والتعليم لسحب الكتب من المكتبات المدرسية لا تضمن الخلاص منها بنسبة 100 في المئة. وأشاروا في حديث ل«الحياة» إلى أن وزارة التربية والتعليم اكتفت بإرسال قائمة بأسماء كتب رموز جماعة الإخوان المسلمين «المحظورة»، وطلبت من الإدارات المدرسية سحبها من قبل أن تجردها مع معلمي المكتبات، من دون استعادتها بمحاضر تسلم أو التأكد من إتلافها. وفي حين ظلت وزارة التربية والتعليم تطبع وتوزع كتب رموز الإخوان المسلمين مثل «معالم في الطريق» و«العدالة الاجتماعية في الإسلام» لسيد قطب وكتب جهادية أخرى في السبعينات والثمانينات الميلادية على المكتبات المدرسية مع وجود الختم الرسمي لوزارة التربية والتعليم (المعارف سابقاً) قبل أن تقرر سحبها من المدارس مطلع الألفية الميلادية الجديدة قبل نحو 13 عاماً، اعتبر معلم المكتبات محمد عبدالله أن الإجراءات التي اتبعتها وزارة التربية والتعليم بعد قرار سحب الكتب المحظورة لا تضمن في شكل قاطع اختفاءها من المدارس، لافتاً في حديثه ل«الحياة» إلى أن التعميمات على المدارس بضرورة سحب كتب معينة وعمليات جرد قائمة الكتب الموجودة في قاعدة بيانات المكتبات المدرسية لا تكفي، بل إن المطلوب استعادة الوزارة للكتب أو التأكد من إتلافها في شكل عملي. وهو رأي سانده معلم المكتبات الآخر خالد مشعل والباحث في الاتصال التربوي وليد آل علي اللذان أشارا إلى أن بعض معلمي المكتبات لا يلتزمون في شكل دقيق بما تطلبه منهم خطابات وزارة التربية والتعليم، لذا فمن الوارد جداً أن تكون هذه الكتب الممنوعة ما زالت موجودة على أرفف المكتبات المدرسية أو في مكان سهل الوصول إليه. أما معلم المكتبات فهد عفيص الذي أمضى 15 سنة أميناً للمكتبة المدرسية، فأوضح في حديث ل«الحياة» أنه لم يصادف أياً من الكتب الممنوعة لجماعة الإخوان المسلمين طوال عمله، على رغم أنه كان يطلع على الخطابات التي تصله إلى مدرسته بقائمة الكتب المطلوب سحبها، لافتاً إلى عدم وجود قاعدة بيانات دقيقة في كل مدرسة، لذا فمن غير المعروف إذا كانت هذه الكتب تم سحبها فعليا أم أن أحداً من المعلمين أو الطلاب أخذها. من جهته أكد عميد كلية المعلمين في الرياض سابقاً الأستاذ في كلية التربية في جامعة الملك سعود الحالي علي العفنان، أهمية تحسين مصادر المعرفة في المكتبة المدرسية وما يتعلق بمشرف مصادر التعلم، مشيراً إلى أن الكتب التي كانت مناسبة للطلاب قبل 30 سنة لا تناسب المكتبة المدرسية في الوقت الراهن. وحاولت «الحياة» الاستفسار من المتحدث الرسمي باسم وزارة التربية والتعليم مبارك العصيمي عن الآليات النظامية المتبعة للتخلص من الكتب المحظورة في المكتبات المدرسية، بيد أنه لم يتجاوب مع الاتصالات المتكررة.