تبدو حصيلة الفرق السعودية في دوري أبطال آسيا مقنعة إذا ما روعيت مشاركة فريق الفتح للمرة الأولى على المستوى القاري، إذ تأهلت 3 فرق من أصل 4، وتصدر فريقان منها مجموعتيهما، فيما تأهل الثالث قبل نهاية دوري المجموعات، وأضحى الصراع محموما في الأدوار التالية، خصوصا في ظل تأكد خروج فريق من هذا الثلاثي في الدور المقبل من المسابقة، بحسب المواجهتين المؤكدتين بين الشباب والاتحاد في الأسبوعين المقبلين. إذ تمكن الشباب من تصدر مجموعته الأولى برصيد 15 نقطة محققا بذلك أعلى عدد نقطي عن مجموعات شرق وغرب القارة، فيما تأهل الاتحاد عن مجموعته ثانيا بفارق نقطة عن العين، في حين انتزع الهلال صدارة المجموعة الرابعة بعد أن قلب الطاولة على منافسيه واعتلى الترتيب برصيد 9 نقاط، وسيواجه فريق بونيديكور الأوزبكي. الشباب الأفضل جاء الشباب رقميا الأفضل بين الفرق السعودية، بالرغم من المستويات المتذبذبة للفريق في الدوري المحلي، إذ تمكن من النهوض قاريا وتصدر مجموعته محققا أعلى معدل نقطي في المجموعات الثمان، وجاء التميز الشبابي نتيجة عمل محكم من الإدارة وتخطيط دقيق للمعترك الآسيوي قبل انطلاقة الدوري وإعلان البطولة القارية أهم أهداف النادي. وبالنظر إلى المعدل التهديفي للفريق، نجد أنه تمكن من تسجيل 12 هدفا، ما يؤكد نجاعة الفريق هجوميا، لكنه لم يرتق في المقابل للمستوى المأمول دفاعيا، بعد تلقيه 8 أهداف، وهو أمر لم يكن مألوفا في ظل قوة الحارس والخط الدفاعي للفريق الشبابي، وبانتصار الشباب الأخير أمس الأول على الجزيرة الإماراتي (2/1) ضرب الليث موعدا هاما مع العميد الاتحادي في الدور ثمن النهائي من البطولة في لقاء سعودي بنكهة آسيوية، لم يكن الأول، إذ تمكن العميد من إخراج الشباب في مواجهة دور الستة عشر قبل 5 أعوام تقريبا. الهلال يتجاوز الصعب الفريق الهلالي الأكثر مشاركة في البطولة كانت مشاركته متباينة، ولم يؤكد تأهله إلا بعد إعلان الحكم الصافرة، وتمكن من تصدر مجموعته الصعبة بفوز صعب خرج معه من عنق الزجاجة، حين تمكن الهلال من قلب الطاولة على منافسيه خلال الدور الثاني من المسابقة، حيث أنهى الدور الأول برصيد نقطتين فقط كان معها في قاع الترتيب، لينتفض بعدها ويتألق في الجولات الحاسمة ويسجل سبع نقاط كانت كفيله بانتقاله للقسم الثاني، إلى جانب نقطتي الدور الأول، وعانى الفريق كثيرا من مسألة إيقاف وغياب اللاعبين، بإصابة البرازيلي نيفيز الذي لم يشارك في اللقاءين الأخيرين، بالإضافة للإيقاف لياسر القحطاني وهداف الفريق ناصر الشمراني وسلطان الدعيع الجولة الماضية. فنيا ورقميا، كان ناصر الشمراني على رأس نجوم الفريق وقاد فريقه لعبور المنعطفات الصعبة، وهو الآن من بين هدافي البطولة، وحل ثانيا برصيد ستة أهداف بعد لاعب العين الإماراتي أسامواه جيان، في المقابل يأتي البرازيلي تياغو نيفيز في المركز الثاني تهديفيا برصيد ثلاثة أهداف على مستوى الفريق. وقاد أنصار الفريق فريقهم إلى نتائج إيجابية على أرضه وتفوقوا من حيث الأرقام على بقية الفرق وتميزوا بالتنظيم بشكل خاص، جعل الاتحاد الآسيوي لكرة القدم يشيد بالحضور الجماهيري الأزرق الذي لعب دورا في النهوض بالفريق. وقال المحلل الفني عبدالله الشريدة إن أداء الهلال متطور ونجح في ترتيب أوراقه وهو مؤهل للمضي قدما إذا ما تعامل لاعبوه مع الأمر بشكل مميز وقوي، وقال إن تألقه في لقاء سابهان وتمكنه من السيطرة على مجريات المباراة يعكس النضج الفني للمدرب الجابر، كاشفا عن أن الفريق أمامه استحقاق هام تمثل في الأدوار المقبلة الأشد صعوبة، خصوصا في ظل بحث الفرق عن لقب البطولة. شباب الاتحاد أبطال تخطى الاتحاد أزمته العناصرية بغياب محترفيه الأجانب الفاعلين باعتماده على عناصر شابة نجحت في تقديم فريقهم بشكل مميز، ولم يكترث الفريق للمشاكل المالية والتغييرات الإدارية التي ساهمت بشكلٍ واضح في تراجع مستويات ونتائج العميد في البطولات المحلية، وجاءت مشاركته الآسيوية متوهجة وسجل حضورا مميزا حسم معه التأهل للدور الثاني قبل نهاية الدور بجولة، وبالرغم من الغياب الواضح وخوض الفريق لمبارياته دون لاعبيه الأجانب، إلا أن كتيبة النمور بقيادة الوطني خالد القروني سجلت حضورا لافتا، ترجمه مختار فلاته هجوميا حين تميز بتسجيله لأربعة أهداف، ومن خلفه الشاب عبدالفتاح عسيري برصيد ثلاثة أهداف. المدرب الوطني بندر الأحمدي قال مستويات الفريق خلال البطولة الآسيوية رائعة، الفريق تجاوز أزمة الإرهاق ومعضلة الإصابات بمستويات مميزة ونتائج ملفته بالرغم من العقبات التي واجهت مستقبل الفريق خلال الأشهر الماضية، وأضاف: الاتحاد استحق التأهل بجدارة واستحقاق عطفا على نتائجه والانتفاضة المميزة التي قدمتها إدارة الفريق بقيادة إبراهيم البلوي، ليظهر الفريق بمستوى مميز، خصوصا في وسط الميدان الذي شهد تميزا ملفتا في البطولة بالرغم من الظروف القاهرة التي مرت على الفريق، أعتقد مستقبل الفريق مميز ويبشر بالخير لأنصاره وللكرة السعودية بتواجد شباب قادر على صناعة الفارق في الفريق الاتحادي لمواسم عدة، أعتقد متى ما تمكنت الإدارة الاتحادية من المحافظة على نجوم الفريق وصقل بعض المواهب، فإن المستقبل الاتحادي ينذر بتواجد كوكبة من النجوم التي من الممكن أن تسيطر على البطولات وتنافس بقوة على البطولات الآسيوية. سنة أولى آسيا لم ترق مشاركة الفتح للمستوى المأمول محليا وخارجيا، باتفاق جميع النقاد والمحللين، عطفا على نتائج الفريق خلال الموسم الرياضي الماضي وتتويجه بلقب دوري زين للمحترفين. وجاءت مشاركة الفتح في البطولة الآسيوية جيدة عطفا على مستويات الفريق التي تذبذبت من لقاء إلى آخر، وأدت نتائج الفريق السلبية إلى المركز الأخير في مجموعته الثانية التي ذمت فولاذ الإيراني وبونيودكور الأوزبكي والجيش القطري، ليحقق نقطتان ويسجل ثلاثة أهداف وتستقبل شباكه 11 هدفا، وتمكن ثلاثي الفريق حمدان الحمدان ومحمد الفهيد والهداف سالمو من تسجيل أهداف الفريق الثلاث، فيما اعتبر عدد من النقاد الرياضيين هبوط مستوى الفريق طبيعي بعد الجهد الكبير الذي بذله الموسم الماضي وقياسا على تنقلات لاعبيه التي ساهمت في هبوط مستوياته، فيما قدمت جماهير الفريق شكرها لإدارة الفريق على جهودهم المميزة في هذا الموسم وافتتاح موسمها ببطولة السوبر السعودي الذي حصل على لقبه الفريق ويسجل بذلك سابقة للفريق. حسابات خروج المغلوب تأتي المواجهة السعودية السعودية في دور الثمن النهائي من المسابقة بين الشباب والاتحاد كأبرز العناوين، بعد أن تصدر الشباب المجموعة الأولى وحل الاتحاد ثاني المجموعة الثالثة ليتقابلا ذهابا في السادس من يناير القادم وإيابا في الثالث عشر من ذات الشهر، فيما ضرب الهلال موعدا مع ثاني المجموعة الثانية فريق بونيودكور الأوزبكي، حيث تنتظرهما مواجهة في السابع من يناير وإيابا في 14 من الشهر ذاته. وتتساوى فرص الاتحاد والشباب محليا وخارجيا، إذ تنتظرهما مواجهتان قبل نهاية الموسم، وربما يتواجهان في نهائي كأس الملك في مشهد مألوف، وربما خلال أسبوع حاسم قاري وعلى المستوى المحلي، وهما الخبيران بنهائي البطولة الأغلى على كأس خادم الحرمين الشريفين، وبينهما حسابات خاصة تزيد من إثارة المواجهات.