25 عاماً أمضاها عاشق التراث سعد بن عبدالرحمن المبيريك في جمع الأدوات الشعبية من شتى الأمكنة حتى كون متحفا رائعا بناه في مقدمة منزله بمواد البناء القديمة وصنف هذه الأدوات تصنيفا نوعيا في خزائن عرض جذابة ومغرية تشتمل على آلات التصوير الضوئي والأجهزة الهاتفية والتلفزيونية والإذاعية وأجهزة تشغيل الأسطوانات والمسجلات وآلات الخياطة والبطاريات الكهربائية والأواني المنزلية والخوصيات وعلب حليب الأطفال وعلب المواد الغذائية والمشروبات الغازية والعصائر وحلي النساء ومرشات العطور والفوانيس والمواقد النارية وألعاب الأطفال مع نماذج صغيرة من السيارات القديمة بمختلف أنواعها وطرزها والوثائق الرسمية والكتب الدراسية والكراريس والساعات الحائطية الكبيرة، بالإضافة إلى الصور الضوئية والصحف السعودية والعملات النقدية والرسائل والمحنطات، وبنى المبيريك عند مدخل هذا المتحف دكانا على الطراز الشعبي يحتوي أدوات الدكان القديم من الموازين ومقاييس الأوزان وبعض السلع التي كانت تباع في الماضي لتموين المنزل، فضلاً عن اهتمامه في الالتقاء بكبار السن وإجراء الحوارات معهم عن حياة الماضي وتوثيقها في أشرطة مرئية وسمعية. «عكاظ» التقت سعد المبيريك وسألته عن بداية تكون متحفه فقال: «بدأت جمع هذه المقتنيات الأثرية منذ عام 1410ه بعد وفاة والدي يرحمه الله الذي خلف لي بعض مقتنياته الأثرية والتي كانت محببه إلى نفسه ولأنني أحبه كثيراً أحببت هذه المقتنيات وغاليت فيها كل المغالاة وآليت على نفسي أن أضم إليها كل ما له صلة بالماضي الذي عاشه والدي، فقمت في البداية بالتردد على الأسواق الشعبية في الأحساء لاقتناص ما يباع فيها من هذه الأدوات ثم توسع نطاق بحثي عنها في أسواق مناطق المملكة والدول الأخرى ولدى هواة جمع التراث الشعبي، وقد ضحيت بالمال الكثير من أجلها حتى تمكنت من جمع كم كبير من مخلفات الماضي ألحت علي قبل 5 سنوات لبناء متحف خاص بها راعيت فيه استخدام مواد البناء التقليدية وتأثيثه بالأثاث الشعبي البسيط حتى أصبح المكان الأرغب لدى زواري من الأقارب والأصدقاء والزملاء وغيرهم، فلا أحد يزورني إلا ويفضل الجلوس معي فيه على الجلوس في مجلس المنزل المؤثث بالأثاث العصري الفاخر وما ذلك إلا لحب أبناء الأحساء لتراثهم العريق وماضيهم التليد وارتباطهم بجذورهم الأمر الذي حدا بالكثير منهم في السنوات الأخيرة لتأسيس متاحف شخصية تجمع تراث آبائهم وأجداهم بعدد يفوق ما يوجد في أية منطقة أخرى من وطننا الغالي. وعن أقدم ما يمتلكه يقول المبيريك هو مخطوط يعود تاريخه إلى 250 سنة ويزورني بعض هواة التراث من داخل المملكة ودول الخليج لشراء بعض مقتنياتي ولولا صغر مساحة منزلي لكان متحفي أكبر من هذه المساحة وأتطلع لبناء متحف خاص على أرض واسعة وأجهزه تجهيزا أفضل وأشمل والمشاركة الدائمة في مهرجان الجنادرية بعد أن أكرمني الله بالمشاركة في مهرجانات سياحية وشعبية في الأحساء لاقت استحسان الجميع. وخلص المبيريك إلى القول:« وأتمنى أن تمنح الهيئة العامة للسياحة والآثار أصحاب المتاحف الخاصة تراخيص لافتتاح متاحف تجارية تستقبل الزوار برسوم رمزية ويتم فيها بيع القطع التراثية على الهواة وتسهم في التعريف بالتراث الغالي لهذه البلاد والرجال العظماء الذين صنعوه والإسهام مع الروافد الأخرى في رفد الحركة السياحية في وطننا العزيز».