قال رئيس الحكومة السورية المؤقتة الدكتور أحمد طعمة، إن لقاء وفد الائتلاف بولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز ووزير الخارجية الأمير سعود الفيصل أمس، كان إيجابيا على كل المقاييس السياسية، وخصوصا على مستوى دعم الثورة السورية والوقوف إلى جانب السوريين في الدفاع عن أنفسهم، واضاف طعمة في حوار موسع مع «عكاظ»، ينشر في وقت لاحق، أن قيادة المملكة أبلغتنا انها ليست داعمة فحسب بل تشاركنا في قضيتنا ضد النظام المجرم، مضيفا أن سمو ولي العهد جدد موقفه الدائم في الدفاع عن الشعب السوري وحقوقه في الانتقال إلى حياة ديمقراطية يختارها بنفسه. وأوضح أن اللقاء مع الامير سعود الفيصل كان تفصيليا، وجرى بحث كل أبعاد الأزمة السورية وتداعياتها الدولية والإقليمية، لافتا إلى أن المملكة تقف إلى جانب ما يجمع عليه السوريون في المعارضة، مضيفا أن تحديات عمل الحكومة المؤقتة استحوذت على مجمل المباحثات مع الأمير سعود الفيصل. خصوصا رفع المعاناة عن السوريين في المناطق المحررة وضرورة توفير الدعم لكي تقوم الحكومة بعملها وفقا لتلبيات احتياجات الشعب السوري. واشار إلى أن المباحثات مع الفيصل عرجت على دور المملكة الفاعل في مجموعة الدول ال 11 الداعمة للشعب السوري، والجهود التي تقدمها المملكة ببلورة موقف دولي يجمع على ضرورة إنهاء معاناة الشعب السوري. معتبرا أن هذه الزيارة جاءت في الوقت المناسب من حيث ضرورة التنسيق والتعاون مع الأشقاء العرب. وأفاد أن الامير سعود الفيصل أكد خلال الاجتماع على ضرورة العمل الجماعي والمشترك للمعارضة، وأن تكون كلمتهم سواء، معربا عن أمله أن يتمكن السوريون أنفسهم من وضع حد لما يجري الآن على الأرض. من جهة ثانية، اعتبر رئيس الحكومة المؤقتة أن ما يروج له النظام من انتخابات رئاسية عبارة عن عمل سخيف، ينم عن انحطاط سياسي وأخلاقي، لافتا إلى أن هذا النظام لا يفهم لغة الصناديق والانتخابات، وإنما لغة القتل والدمار، ولعل ما يجري في حلب وحمص وبقية المحافظات دليل على انتقامية النظام من الشعب، وقال لا أحد يتحدث عن هذه الانتخابات إلا النظام نفسه المعزول دوليا، وبالتالي هي لا تعني المعارضة ولا الشعب السوري الذي خرج ضد الطغيان والإجرام. من جانبه، أكد عضو الهيئة القانونية في الائتلاف السوري المعارض هشام مروة في اتصال مع «عكاظ» أن دعوة بشار الأسد لإجراء انتخابات رئاسية هو في حقيقة الأمر رفض واضح ومباشر لبيان جنيف1، الذي ينص على تشكيل هيئة حكم انتقالية كاملة الصلاحية، وكذلك هو رفض لأي مفاوضات مقبلة يمكن للمجتمع الدولي أن يقوم بها من أجل إيجاد حل سياسي للأزمة السورية. وأضاف مروة ل«عكاظ»: «بشار الأسد لا يهتم بما سيقوله المجتمع الدولي وبما سيفعله لأنه على يقين أن المجتمع الدولي لن يفعل شيئا». وعن نوعية الاعتراض الذي يمكن للمجتمع الدولي أن يقدمه ليكون فاعلا، قال مروة: «المطلوب من المجتمع الدولي دعم الثورة السورية على الأرض، ورفع المحظورات على كل أواعها لناحية تسليحه بالدروع اللازمة بوجه سلاح الجو النظامي». وعن موقف الائتلاف من الانتخابات قال: «إن قرأنا القانون الانتخابي الذي صاغه مجلس الشعب المزور فهو مفصل على قياس بشار الأسد حصرا ولا يمكن لأي مرشح آخر أن يترشح لمنافسته، ونحن كائتلاف لن نشارك بهكذا مسرحية». وختم مروة ل«عكاظ»: «إن الاتحاد الأوروبي وكذلك أمين عام الأممالمتحدة بان كي مون رفضا بشدة موضوع الانتخابات الرئاسية التي ينوي بشار إجراءها، ولكنهم لن يتمكنوا من ثنيه عنها، فبشار لا يستمع إلا لصوته طالما ما زال يتفيأ بظل الفيتو الروسي. من جهة ثانية، اعتبر المتحدث باسم البيت الأبيض، جاي كارني، أن إعلان النظام السوري عن إجراء انتخابات رئاسية في حزيران/يونيو المقبل يفتقد للمصداقية ويعد «محاكاة ساخرة للديمقراطية». كما وصف مسؤولون ألمان إعلان إجراء انتخابات رئاسية في سوريا بأنه إعلان لا جدوى منه ويصب في مصلحة نظام بشار الأسد.