غابت شمس التنمية عن الكثير من قرى قوز الجعافرة غربي محافظة صبيا، فتسلل الياس والإحباط في نفوس المواطنين الذين يقطنون نحو 37 قرية وهجرة أبرزها، قرية الاثلة، الحقاوية، الرجيع، الصنيف، الكومة، العبدة، البطيح، عوانة، الحرف، المجديرة، الحبابية، الحجرين، أبو الطيور، وجه الحسن، العرضة والعواجمة، وهي قرى متناثرة على ساحل البحر الأحمر العريق بتاريخه. جولة «عكاظ» على عدد من هذه القرى كشفت ضحالة المنجز التنموي، وافتقارها للعديد من الخدمات الأساسية، حيث يعتمد السكان بشكل رئيس على الزراعة والصيد، ويشكو المزارعون من غياب وجود آلية حديثة لتسويق منتجاتهم الزراعية الأمر الذي أدى لهجران بعضهم للزراعة، وفي المقابل يشكو الصيادون في قرى القوز من عدم وجود مرسى حديث لقواربهم، وطالبوا بقوارب صيد حديثة تجنبهم مخاطر الصيد وسط الرياح والعواصف، ويعمل قطاع آخر من سكان هذه القرى في تربية الماشية، إلا أن بعضهم هجر هذه المهنة بعد إصابة مواشيهم ببعض الأمراض والاوبئة المعدية وتخلصوا من السليمة منها بالبيع مضطرين، وهو ما يعتبر خسارة كبيرة لقطاع الثروة الحيوانية. طريق الساحل الذي يخترق بعض القرى، بات مسرحا للحوادث اليومية القاتلة، حيث يعاني أكثر من 18 ألف مواطن في 26 قرية تابعة لمركز القوز من سوء ورداءة هذا الطريق الذي يشكل خطرا محققا على الأرواح نتيجة تنامي معدلات الحوادث المرورية التي يشهدها الطريق، وذكر ل «عكاظ» كل من علي حسن شيخ وفتحي عداوي، أن الطريق يشكو منذ زمن بعيد من عشوائية المطبات، وأحصى كل من إبراهيم عبده وحسن شوكان وطارق عقيلي هذه المطبات بأكثر من عشرين مطبا بأحجام كبيرة ومعظمها في أماكن لا يمكن التنبؤ بها، دون وضع لوحات تحذيرية. يؤكد معظم السكان الذين تحدثت إليهم «عكاظ»، تردي مستوى النظافة في قراهم، فعمال النظافة لا يزورون القرى لأسابيع وربما لأشهر -على حد قولهم-، الأمر الذي يتسبب في تراكم النفايات ووصولها لمعدلات تهدد صحة البيئة في هذه القرى، وبين كل من حسين فراس الجعفري، الدكتور حسين الكناني، حسين جعفري، محمد مقنع وعيسى الفتاحي دحلان، أن النفايات تتكدس في بعض القرى أمام المنازل، وأحيانا يتدخل الأهالي بإزالتها بمجهود ذاتي، كما بينت الجولة حاجة معظم القرى للكهرباء، وبالرغم من اتساع مساحة رقعة القرى وسكانها المتزايدين، فالمركز بكثافته السكانية يفتقر لأهم عنصرين من عناصر الأمن والسلامة وهما الدفاع المدني والشرطة، خاصة أن قرى المركز تتعرض أحيانا ومع هطول الامطار الى جريان السيول، كما أن وجود المجهولين في بعض القرى ومخالفي الاقامة يحتم وجود مركز للشرطة، إلى جانب النقص الحاد للمياه، وأشار المواطنون إلى أن إمدادات المياه في قراهم مفقودة، وإن وجدت فهي غير صالحة للاستخدام. وأبدى عدد كبير من الأهالي، استياءهم الشديد من وضع المقابر التي باتت مرتعا للحيوانات الضالة التي نبشت الكثير منها، كما طالبوا بسفلتة شوارع الأحياء الداخلية إلى جانب تنفيذ الأحزمة الدائرية والمداخل والشوارع لحمايتها من الكثبان الرملية والسيول. من جانبه كشف ل «عكاظ» رئيس مركز قوز الجعافرة حسن بن محمد حكمي، عن مشروع سفلتة تحت التنفيذ لعدد من القرى، منها السبخة، العرضة، أبو الطيور والحجرين، مؤكدا إنارة عدد من القرى بناء على اقتراح المجلس البلدي، وقال «سيسلم مشروع سفلتة لعدد 17 قرية للمقاول قريبا، وهناك مشاريع مستقبلية بالتنسيق مع البلدية والمجلس البلدي أبرزها سوق للأعلاف والماشية ومسلخ، مجمع للورش وكذلك سوق للأسماك، فضلا عن استكمال تطوير شاطئ القوز وتحسين الشاطئ وإنشاء مخطط للإدارات الحكومية بالقوز، إلى جانب تحسين وتجميل مداخل القرى ووضع أحزمة لكل القرى».