كشف الباحث خالد الرفاعي، أن تقلبات المثقفين متصلة بالوقائع السياسية والاجتماعية والثقافية أكثر من اتصالها بالذات، ولذلك تبرز المواقف ولا تبرز المنجزات الفكرية أو الأدبية، مشيرا إلى أنها تتجلى في تصريحات تلفزيونية أو تغريدات في «تويتر» أو مقالات قصيرة انفعالية. وأوضح في محاضرة نظمها النادي الأدبي في أبها بعنوان «تقلبات المثقف في الوطن العربي»، أن التقلبات سمة سلبية في المشهد الثقافي تدل على اضطراب المثقف، وتأثره بالسياقات الحافة به أكثر من تأثيره عليها، وعلى ذوبان ذاته في ذوات أخرى، أو في أشياء أو تيارات أو معان أو أنظمة أو أحزاب، مفرقا بين «التقلبات» و«التحولات»، مبينا أن الأخيرة نجدها لدى بعض المفكرين والمثقفين مثل القصيمي والمسيري ومصطفى محمود. وتحدث عن أبرز أسباب تقلبات المثقف، منها: النفعية، والنرجسية، التي تجعله يمنح نفسه صلاحية التصرف الفردي في القيم والمبادئ العامة، وبعضهم يضرب المبادئ بعضها ببعض أو يقيمون تعارضا بينها، ليسوغوا بذلك خروجهم على مبدأ ما، بحرصهم على حماية مبدأ آخر. وتحدث الرفاعي، عن غياب الفردانية (الاستقلالية)، حيث أن المثقف العربي وتحديدا الخليجي ارتهن نفسه لدى تيار أو طائفة أو جماعة وأخذ يتحرك وفق رؤيتها، متطرقا إلى (المكاسبية) التي تهيمن على الخطاب الثقافي العربي وتعد سببا من أسباب تقلباته، وتؤدي في كثير من الأحوال إلى ضرب الموضوعية أو إلى العبث بالمشاريع التنموية أو التاريخ أو الرموز، ومعرجا إلى (الازدواجية) بوصفها أحد أسباب التقلبات، حيث رأى أن من المبدأ والممارسة أحد أبرز أنماط الازدواجية التي تسهم في سقوط مصداقية المثقف وتراجع دوره.