أقام النادي الثقافي الأدبي بالرياض، أمسية ثقافية لمعالي الدكتور علي النملة، بمناسبة مرور عام على وفاة المفكر عبدالوهاب المسيري – رحمه الله – وذلك ضمن النشاط الثقافي المتواصل الذي يقيمه النادي. وقد استهل د.النملة حديثه عن المسيري من خلال حديث تقديمي عام عن الراحل، عبر بعدها إلى حياة المسيري بدءا بمكان ولادته، ومن ثم نشأته وتعليمه ومواصلته للدراسات العليا،وما رافقها من رحلة مع تأليف الكلمة. واستعرض د. النملة العديد من مؤلفات المسيري وفي مقدمتها موسوعته عن اليهود واليهودية والصهيونية، وما بذله من وقت وجهد في هذه الموسوعة استمر لمدة تجاوزت ثلاثين عاما. ومضى معرجا على وقفات من جوانب حياة المسيري العملية بين المملكة والكويت وما وجده من متفرقات في مذكراته وخاصة إبان فترة إقامته في المملكة، والتي تتمثل في عمله في جامعة الملك سعود، وما قدمته الجامعة له من تفرغ وتعاون كبير تعاونا معه في إكمال موسوعته عن اليهودية، إلى جانب ما سجله من انطباعات عن طلاب جامعة الملك سعود. تناول بعد ذلك المحاضر الصفات الخلقية التي كان يتميز بها عبدالوهاب الذي لم يكن يدخل في جدل، ولم يكن ممن يمكن استغلالهم على منبر ثقافي أو فضائي، مشيرا إلى ما كان يتميز به المسيري من هدوء الطبع غير المتصنع، إلى جانب البساطة والابتسامة.. وموقفه من المتصحفين الذين كانوا يقولونه ما لم يقل، وما تميز به من تسامح معهم. توقف د. النملة مع عدد من المواقف التي تعرض لها المسيري من مضايقات يهودية، لم تثن عزيمة المسيري عن الاستمرار في تأليف موسوعته، إلى جانب ما كتبه في مؤلفات أخرى عن اليهود. ومضى د. النملة في مقارنة بين كتابي نهاية التاريخ للمسيري وفوكوياما، وما سبق إليه المسيري من عرض للفكرة وتناول للرؤية، ومدى انعاكاسات الكتابين في المجتمع العربي، الذي صنف كتاب المسيري على غرار ما كان يأمله من القارئ العربي.. مستطرقا المحاضر إلى العديد من مقولات عبدالوهاب في هذا الجانب.. بالإضافة إلى عرض موجز لعدد من المصطلحات التي أوردها المسيري، وفي مقدمتها، اليهود، اليهودية، الصهيونية، العلمانية وأسباب بعدها عن الوضوح. تلا ذلك العديد من الأسئلة والمداخلات، التي تجاذبت العديد من المحاور التي استعرضها د. النملة، إلى جانب الوقوف مع العديد من المقولات التي وردت في ثنايا مؤلفات المسيري،والأخرى التي قيلت عنه، إلى جانب العديد من المحطات العلمية والفكرية في حياة الراحل عبدالوهاب المسيري.