أنشئت وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد قبل عقد ونيف من الزمن لأهداف واضحة وجلية تعتبر الركيزة الأساسية لإيصال ديننا الحنيف بالشكل الصحيح داخليا وخارجيا، فمن ضمن أهدافها للمثال لا للحصر، العناية بالأوقاف الخيرية وبشؤون المساجد والمصليات وصيانتها ونظافتها وإبراز دور المملكة في دعم العمل الإسلامي، إضافة إلى إصدار الكتب الإسلامية ونشرها وتوزيعها وغيرها من أعمال. كما أن الوزارة تسهم من خلال مهامها في تحقيق أهداف التنمية سواء في توفير مختلف مرافق الخدمات الدينية أو في العمل على سيادة السلوك الإسلامي وتحقيق الاستقرار الاجتماعي والتكافل. ورغم التحفظ على الهيكل التنظيمي للوزارة والذي يعتبر مركزيا نوعا ما بوجود ثماني عشرة وحدة تتبع للوزير مباشرة، بالإضافة إلى ثلاثة عشر فرعا للمناطق، إلا أنها وبلا شك تستطيع إدارتها بكل تأكيد، كما أن موقعها الإلكتروني الرسمي دليل قوي على إبداع هذه الوزارة ورغبتها في عمل ما هو جديد. وبناء على أهداف الوزارة أعلاه وبناء على جملة النفقات المستهدفة للوزارة خلال خطة التنمية الثامنة والتي تقدر ب(13272.2) مليون ريال، لا يزال المواطن بصفة عامة يشعر بعدم الرضا عن بعض خدمات المساجد داخل الأحياء، والأمثلة كثيرة، فدورات المياه في المساجد هي مثال واضح على ذلك، وهي من وجهة نظري، يجب أن تخصص للوضوء فقط وتغلق باقي خدماتها نظرا لعدم صيانتها وإصدارها للروائح الكريهة، وهذه هي السمعة السائدة عنها، أو تبقى بشرط أن تصان بالشكل المناسب وهذا هو الخيار المنطقي في ظل توفر الميزانية أعلاه. وهناك أمور أخرى تبدو صغيرة ولكن يجب أن تغفل الوزارة عن الاهتمام بها، ولا يكلف تنظيمها إلا الشيء البسيط، وعلى رأسها تطوير اللوائح الخاصة باشتراطات بناء المساجد بالتنسيق مع البلديات، بحيث لا تغفل على سبيل المثال ضرورة أن تفتح مداخل وأبواب المساجد باتجاه الخارج وليس الداخل، كما هو الحاصل في العديد من المساجد، وذلك تجنبا لمخاطر التكدس عند التزاحم أثناء الخروج أو الطوارئ لا قدر الله، وضرورة الاهتمام بتوفير دواليب للأحذية والتحذير من خطر تركها أمام مدخل المسجد. إنها أمور تبدو صغيرة وليست ذات أهمية، ولكنها تندرج تحت اشتراطات السلامة في المباني العامة، وهي مطبقة في الدول المتقدمة التي تهتم كثيرا بهذه التفاصيل الصغيرة، والتي يرى الكثير من المختصين بأنها ذات أهمية. كما إن هذه الأمور الصغيرة تساهم فعليا بشكل أو بآخر في ترسيخ ونشر مبادئ إسلامية قيمة، فالنظافة والتنظيم وإماطة الأذى هي جزء أصيل من ثقافتنا الإسلامية، وهذه الأمور البسيطة المذكورة في حيز هذا المقال، لها أثر إيجابي ولو كان قدر أنملة، ولو تم تنظيم وتطوير هذه الخدمات المحيطة بالمساجد لتعود المجتمع على النظام والنظافة ابتداء من بيت الله، ولانعكس ذلك على تعميم هذه الجوانب الصغيرة على طبيعة المجتمع ليرسم نموذجا حقيقيا لقيمه السامية (الدين المعاملة) و(النظافة من الإيمان).