سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مساجد "تحتضر" في ظل غياب الأدوار الفاعلة في بناء المنظومة المجتمعية.. فمن المسؤول؟! اتهام بالقصور.. وضيق المساحات.. وافتقاد لآليات منظمة.. وسوء التنظيم.. سؤال قائم في ندوة :
للمسجد منزلة عظيمة في الإسلام، فهو دار للعبادة، ومدرسة للعلم، ومؤسسة اجتماعية، فيه شفاء للأبدان والأرواح والعقول، جعل الله عز وجل له قدرًا كبيرًا حيث يقول كتابة الكريم «وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا». فكلنا يعلم دور المسجد منذ أول وهلة، حيث عرف فيه النور فلم يكن محصورًا على أداء العبادات فحسب، بل كان له دور عظيم، فقد كان البيت الجامع والمؤسسة التعليمية والثقافية، ومع تقادم السنوات لم يعد للمسجد ذلك الدور حتى انحصر دوره في العبادة فقط، نسينا أنه يربي في أبناء الأمة الإسلامية روح الجماعة والاخاء فضلا عن الكثير من الأدوار الفاعة. وفي ندوة »الرسالة» سنحاول أن نستعرض دور المسجد.. وكيفية تطوير فاعليته في قضايا المجتمع ليعود كما كان عليه في أول عهد النبوة.. فإلى مضامين ما قال به ضيوفنا. الإعلام الجديد بداية كان الحديث مع الدكتور أنمار مطاوع حيث انصب حديثه حول تأثير الإعلام الجديد حيث أبان أن الإعلام الجديد قابل للتشكّل والتأقلم مع أي شكل من أشكال الدعوة أو نشر المعلومات أو التأثير في الناس، فيمكن استثماره لكي يخدم المساجد، فعلى سبيل المثال عندما يكون لكل مسجد عنوان على مواقع التواصل الاجتماعي يستطيع أهل الحي التواصل من خلاله، وبالتالي يقوم إمام المسجد من خلال هذا الموقع بالإعلان لأهالي الحي بالفعاليات والمناسبات التي سوف يقوم بها المسجد ونشر التوجيه والإرشاد والنصائح العامة من خلال الإعلام الجديد. فيما اعتبر الشيخ فهيد البرقي أن للمنبر رسالة قوية جدا لتوعية المجتمع ويعتبر وسيلة من وسائل الإعلام، واستخدام التقنية الحديثة في التواصل مع الحي شيء جيد، ذاكرا أن الاهتمام بهذا الجانب موجود ويتم عبر البريد الإلكتروني ورسائل الجوال قائلا: يوجد نماذج مشرفة في جدة استفادت من هذه التجربة، ولعل أبرزها مسجد خالد بن الوليد، ومسجد عائشة، ومسجد الشعيبي، فهنا أصبحت الاستفادة تتحقق لأهالي الحي عبر الرسائل المقرؤة والمسموعة. وبهذا يكون الإعلام الجديد إضافة جيدة للعمل الذي يقوم به المسجد. ويتفق الشيخ عبدالله العثيم مع ما قال به البرقي ولكنه يضيف: يوجد مساجد نموذجية استفادت من الإعلام الجديد داخل المحافظة وقامت بدور جيد ولكننا ننتظر منها أن تتطور وتقوم بدور أفضل. نموذج مشرف واستعرض الشيخ عبدالله العثيم تجربة جامع الثنيان، قائلا: لقد توفر لدينا الكثير من البرامج، فمكان العبادة وأداء الصلاة سنعمل على توسيعه وزيادة حجمه، كما لدينا ديوانية لأهالي الحي الرجال والنساء، ودروس ومحاضرات على مدار الأسبوع، كما يوجد مكان مخصص للترفيه والأنشطة الرياضية لشباب الحي وطلاب التحفيظ، كما في المسجد مغسلة للموات. ويضيف: ولقد قمنا في أجازة الصيف الماضي بعقد دورات لتحفيظ السنة النبوية تخرّج فيها عدد كبير، وكان لها أثر طيب في سكان الحي وأبنائهم، ولدينا خطة مستقبلية سنقوم بتنفيذها قريبا وهي تخصيص فصول دراسية حديثة لحلقات تحفيظ القرآن الكريم يستخدم فيها الوسائل الحديثة في عملية التحفيظ والتلقين. ويعتبر العثيم أن سبب نجاحهم مع أهالي الحي العمل المؤسسي الذي يقومون به، والهيكلة الإدارية الجيدة التي تبدأ بمجلس إدارة يتبع له إدارة تنفيذية وعاملون. وذكر أن ضيق المكان وقف عائقا أمامهم في التوسع وإضافة بعض الأدوار التي تخدم أهالي الحي وتسعى إلى تطوير الأجيال لخدمة دينهم ووطنهم. الدور الصحيح ومن جانبه اعتبر الشيخ محمد بافيل أن المسجد قد يغني عن الكثير من المؤسسات داخل المجتمع؛ لكن المؤسسات لا يمكن أن تغني المسلمين عن المسجد. وقال: لو قام المسجد بدوره الصحيح أغنانا عن كثير من المؤسسات التعليمية والاجتماعية وغيرها.. فعلى سبيل المثال المسجد لو قام بدور الإصلاح فسوف يخفف عن مؤسسات القضاء حملا كبيرا. ويستعرض بافيل بعض الجوانب المضيئة التي تقوم به بعض المساجد فمنها الدعوي، التربوي، الإنساني، الاجتماعي، الثقافي فكل جانب له برامج تخدمه وتحقق الهدف المنشود. الجانب التربوي فالجانب التربوي مثلا قضية حيوية لا بد أن يهتم به المسجد، ولعل تجربتنا في مسجدنا تفيد حيث نسعى إلى أن نحقق برامج تربوية تدريبية لجماعة المسجد، وسكان الحي، ولقد أقمنا عدة برامج تدريبية في علم النفس وعلم الذات وعلم الاجتماع كل ذلك لنرتقي بسكان الحي في حياتهم اليومية، كما أننا قمنا باستضافة بعض المسؤولين لمناقشة بعض المشكلات في الحي، كما كان لنا لقاء طبي مع أهل الحي ناقشوا المشكلات الصحية التي يعاني منها المجتمع الآن وطرق الوقاية والمحافظة على الصحة السليمة لأن هذا البرنامج سوف يوعي الناس ويخفف العبء على المستشفيات فالوقاية خير من العلاج ففي المسجد لدينا ديوانية تجمع أهالي الحي مرتين في الشهر وأهل الحي حريصون على الحضور، ولقد تسرب لأهل الحي خبر بأننا نود تقليص أوقات الزيارة لديوانية واجتماع أهالي الحي من مرتين في الشهر إلى مرة واحدة فقط؛ ولكننا تفاجأنا من السكان بالعتاب الشديد والمطالبة بان يكون لقاء أسبوعي، فهذه الديوانية يتم فيها مناقشة ما يحدث في الحي من مشكلات اجتماعية وأمنية وغيرها، كما أننا نقوم بعمل رحلات برية مع سكان الحي فوجود مثل هذا الجو الاجتماعي يساعد على تحقيق رسالة المسجد. تكاتف أهل الحي وقال: لعلنا لمسنا دور المسجد وما نقوم فيه عندما توفي أحد شباب الحي عندما تكاتف أهل الحي في مساندة أهل المتوفى في العزاء وحضورهم وإقامة الولائم لهم وللمعزين فلدينا في الحي علاقة بعض سكان الحي مع بعضهم البعض أقوى من علاقتهم مع أهلهم من النسب، فينبغي على كل إمام أن يكون له هدف واضح يتعاون مع جماعة المسجد لتحقيقه فنحن وصل صيت مسجدنا إلى دولة قطر عندما وصلتنا رسالة من إحدى النساء القطريات التي اطلعت على دور المسجد لدينا وبرنامجه الرمضاني الذي كان تحت شعار «أحببه ترافقه» حيث خصصنا شهر رمضان العام الماضي عن السيرة النبوية لرسول صلى الله عليه وسلم وقمنا بتوزيع حقائب لكل بيت تعلم الناس محبة الرسول صلى الله عليه وسلم وكيف كان يعيش ففي هذه الحقيبة كتيبات مخصصة للخادمة ولربة المنزل وأولادها وزوجها فكان من ضمن هذا البرنامج مسابقة إعلامية لأهالي الحي (عبر عن حبك لرسوله صلِّى الله عليه وسلم) شارك فيها الكثير من سكان الحي صغارًا وكبارًا وتم تحميل جميع المشاركات على موقع المسجد والتصويت عليها لتحديد الفائز، ولقد أقمنا معرضا في ديوانية المسجد للرجال والنساء، هذا المعرض أقامته جهة متخصصة شرحت للناس حياة الرسول صلى الله عليه وسلم منذ الهجرة إلى وفاته وشارك معظم سكان الحي في هذا المعرض كما وزعنا كتابا عن سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم وشجعنا الناس لقراءته بإقامة مسابقة على هذا الكتاب. نماذج متواضعة فيما اعتبر الأستاذ احسان طيب أن تلك النماذج متواضعة وعددها محصور ويجب أن تتوسع الدائرة ونطور المساجد الجيدة وننهض بالمساجد غير الفاعلة في المجتمع ولا تقدم أي دور للتطوير والنمو، وذكر أن لديهم تجربة جميلة في مسجد السلام بحي الحمراء قائلا: اجتمعنا مع أهالي الحي وإمام المسجد وعملنا على تنسيق برنامج لقاء ما بين سكان الحي ووكيل أمانة جدة لشؤون الصيانة والنظافة لأننا كنا نعاني من سوء نظافة الحي فلقد أحصينا له عدد أعمدة الإنارة المتعطلة وعدد الحفر والأرصفة المكسرة لكن للأسف لم نجد اهتماما كبيرا من قبل الأمانة. استقطاب الأهالي وبدوره يقول الشيخ محمد بافيل: لم نجد أي صعوبة في استقطاب السكان في تفاعلهم مع جماعة المسجد؛ بل وجدنا السكان أحرص من القائمين على المسجد في المشروعات والأنشطة التنموية والاجتماعية. وذكر الأستاذ احسان طيب أن هناك احتياجا كبيرا لتوسيع دائرة عمل المسجد وألا يقتصر دوره على أداء الصلوات الخمس فقط معتبرًا أن استقطاب سكان الحي للعمل التطوعي داخل المسجد وتطويرهم للحي لا يعتبر عائقا؛ لكنه وضع أمامنا علامات استفهام لم نجد لها إجابة متسائلا: هل لدينا تعميم للمساجد بأن تقوم بهذا الدور؟ وما نسبة المساجد التي تقوم بدورها على أكمل وجه؟ وما الدور المطلوب من المسجد؟ وهل المساجد تحظى بتأييد من الحكومة لتمدد في أعمالها ومناشطها؟ فيما طالب الدكتور أنمار مطاوع وزارة الشؤون الإسلامية أن تحافظ على جودة العمل الذي سيقوم به المسجد وجماعته وألا ينقطع مع رحيل إمام أو غيره، قائلا: عندما يوضع عمل مؤسسي بوجود مجلس إدارة منظم كما في مسجد الثنيان سوف نحافظ على استمرار العمل المميز والمنظم لكي لا يضيع جهد المصلين. استثمار الطاقات فيما طالب الشيخ محمد بافيل باستثمار طاقات وخبرات جماعة المسجد، قائلا: من الواجب على الإمام أن يستقطب جماعة المسجد؛ لأن من بينهم الاستشاري الأسري والنفسي والاجتماعي والقضائي والاقتصادي والصحي والأمني وغيرهم الكثير فعلى سبيل المثال يوجد في الحي أشخاص كبار سن والمتقاعدون لديهم وقت فراغ وخبرة كبيرة في الحياة يجب أن يستثمر وقتهم بالطريقة الصحيحة حتى لا يشغلوا أوقات فراغهم في الخلافات فيما بينهم أو مع أقاربهم. في حين تأسف الدكتور أنمار مطاوع قائلا: ما يؤثر في دور المسجد أننا لم نتعود على العمل الاجتماعي فجميع الانجازات لدينا انجازات فردية فلو استطعنا أن نجمع جميع المؤسسات المدينة والاجتماعية لوصلنا إلى الهدف المنشود فعلى الإمام أن يستقطب المصلين؛ لأنه يصلي خلفه خبراء ومستشارون وأطباء ومعلمون لكنهم لا يعرضوا أنفسهم ولو طلب منهم المساهمة في العمل الاجتماعي التطوعي لساهموا في ذلك دون تردد. توزيع تعاميم فيما برر الشيخ فهيد البرقي موقف الوزارة وقال: نحن نقوم بتوزيع تعاميم تحث الأئمة على التعاون والتنسيق مع الجهات المختصة فجميع القطاعات العامة وضعت لخدمة المجتمع لكن بعض الأئمة لديه قصور في ذاته لا يستطيع أن يؤدي الرسالة المطلوبة منه إلا بالتدريب والتطوير والمتابعة. معتبرا أن سبب فشل استثمار الطاقات والعمل الجماعي ينحصر في عدة أسباب أبرزها: قصور في بعض الأئمة، وضيق مساحة بعض المساجد، وعدم تفاعل أهل الحي، وكثرة مشكلاتهم خاصة أن بعض الأحياء يقطنها مقيمون مشغولون في أعمالهم ولا يرغبون في اقامة مثل هذه البرامج وقد تكون بعض المساجد في أحياء صناعية. قصور الأئمة فيما اعتبر الأستاذ إحسان طيب قصور الأئمة واضحا قائلا: من الخطأ في مساجدنا ما نجده عند الأبواب الأحذية تكاد أن تدخل المسجد برغم وجود صناديق مخصصة لها لكن السبب هنا في ثقافة المجتمع فلو كان الإمام جيدا لاجتهد في تعديل سلوك المصلين لديه وحثهم بعد كل صلاة على وضع الأحذية في الأماكن المخصصة فهذا من الأمثلة البسيطة التي يلعب فيها الإمام دورا كبيرا فبعد أن يتعلم الشخص وضع حذائه بطريقة مرتبة عند باب المسجد سيضعها بطريقة مرتبة في منزله وفي الأماكن العامة والمناسبات. وذكر أن أحد أئمة المساجد بعد أن انتهت الصلاة قام بنصح وتوجيه المصلين وألا يتصدقوا بالطريقة العشوائية وأن هناك أماكن مخصصة لاستقبال الصدقات ومصرح لها من الدولة فما كان من المصلين بعد ذلك إلا محاربة وطرد المتسولين من عند باب المسجد قائلا: هنا ساهم المسجد في محاربة ظاهرة سلبية وساعد في مكافحة التسول. دور المراقبة ويذكر الشيخ عبدالله العثيم أنه في أحد الأحياء وزع إمام الحي بين الأهالي دور المراقبة والمتابعة بعد أن كثرة السرقة داخل حيهم، حيث وضع أهالي الحي آلية عمل منظمة لكي لا يكون العمل عشوائيا وإنما تكون مهمة المراقب هي المراقبة وإبلاغ الجهات المسؤولة وهي تقوم بالتصرف اللازم مع المتجاوز على حيهم فبعد شهر من تنظيمهم هذه العملية أصبح حيهم آمنا وساهموا في القضاء على عملية كانت مزعجة لرجال الشرطة. لكن الدكتور مسعود القحطاني حمل قصور الإمام على الوزارة قائلا: هناك بعض الأمور التي من الممكن أن تقوم بتفعيل دور الإمام والمسجد بالطريقة الصحيحة ولعل أبرزها وضع آلية عمل وتنظيم من قبل وزارة الشؤون الإسلامية فعندما توضع الآلية الصحيحة سوف تنزع الخوف من إمام وجماعة المسجد وتضع لهم خطوطا حمراء تحجب عنهم بعض الأعمال التي من الممكن أن تحدث خللا في بعض الأمور. حلقات التحفيظ في حين طالب الأستاذ إحسان طيب المساجد بأن يتعلم طلاب تحفيظ القرآن الكريم التدبر والتفهم لكي يكون فاعلًا في المجتمع ومطورا له، وقال: يجب علينا أن نقنع الجهة المسؤولة عن الجانب الأمني أن المساجد سوف تساهم بقوة في تقوية الأمن وسوف تبث في المواطن أنه رجل الأمن الأول، ونضع لعمل وبرامج المساجد آلية واضحة وخطة عمل تعتمد من الجهات الرسمية وتشرف عليها وزارة الشؤون الإسلامية لكي لا تستغل هذه المساجد في أمور خاطئة. الصيانة والنظافة وخرج بنا الأستاذ إحسان طيب إلى وضع المساجد واستهلاكها للطاقة وسوء نظافة دورات المياه، قائلا: المساجد لدينا تكلف مبالغ كبيرة لكنها للأسف تعاني من سوء التنظيم فعلى سبيل المثال دورات المياه وما تعانيه من إهمال وعدم اهتمام برغم أن الناس يحتاجون لدورات المياه في أوقات الصلوات وخارجها، فنحن نحزن عندما نجد مساجدنا كبيرة وبها نسبة استهلاك عالية للكهرباء والتكييف ولا يوجد بها إلا صفان أو ثلاثة.. فلماذا لا يتم تقسيم المسجد لتخفيف عملية استهلاك الطاقة؟ وذكر طيب أنه تقدم هو ومجموعة معه بطلب لوزارة الشؤون الإسلامية بأن يكون هناك جمعية تهتم بالمساجد ودورها داخل المجتمع لكنهم لم يجدوا أي اهتمام.. مطالبا بمواجهة المشكلة ووضعها على الطاولة ودراستها لكي نخرج بما يخدم ديننا ووطننا لأن الرفض وسيلة غير مرغوب فيها ولا توصل إلى نتائج مرضية والرفض والمنع هو العقبة أمام التطور. ويتفق معه الشيخ عبدالله العثيم قائلا: إن دور شركات الصيانة والنظافة غير مفعل من قبل الوزارة ويجب عليها تفعيل هذا الدور والاستفادة من عامل النظافة الذي يستغل وقت عمله في غسيل سيارات أهالي الحي. نموذج خارجي بعد ذلك استعرض الأستاذ إحسان طيب دور المساجد في دولة مصر الشقيقة قائلا: زرت مصر لعمل دراسة عن العمل الاجتماعي وتفاجأت أن الأعمال الاجتماعية الناجحة في مصر وراءها المسجد وعلى سبيل المثال مسجد الحسين في مصر مقام على منطقة كبيرة جدا ويوجد لديه مشتل للزراعة وحديقة عامة ودار للأيتام ودار أخرى للمهاجرات (الطالبات المهاجرات من القرى إلى المدينة لطلب العلم) وملاعب رياضية خاصة بالشباب ومتاجر وأوقاف خاصة للصرف عليه لكي لا يحتاج المسجد إلى المتبرعين والصدقات التي من الممكن أن تنقطع في يوم من الأيام وكان لديهم أماكن مخصصة لإقامة الأفراح وأخرى لإقامة العزاء، وفي المسجد فصول دراسية مخصصة لتعليم كبار السن، وتحفيظ القرآن لديهم مع الإيضاح والشرح والتدبر وهذا هو الأساس في تعليم القرآن لأن تدبره والوقوف عند معانيه يقود إلى التطور والتغيير في سلوك المسلم، كما أن لديهم برنامج للإرشاد الأسري وقضايا الطلاق. المشكلات الأمنية فيما ذكر الشيخ عبدالله العثيم أن الجرائم وخلافات الجيران مع بعضهم البعض كثرت وتحتاج إلى إمام جيد ونشط حريص على جمع أهالي الحي في اجتماع دوري ليحد من الخلافات بين الجيران والجريمة داخل الحي، أما إذا كان غير فاعل فهنا تكبر الهوه بين الجيران فتكثر الخلافات وتنتشر الجريمة داخل الحي ويصبح مأوى للمتخلفين وأصحاب الجريمة ذاكرًا أن الأحياء التي تكثر فيها المشكلات إمام المسجد فيها غير نشط. وطالب بتفريغ الإمام للعمل قائلا: المسجد يجب أن يكون له قائد جيد لأن السفينة لا تسير إلا بربان جيد فعندما يكون إمام المسجد جيدا وقدوة وصاحب فكر ومنهج ومفرغا للمسجد يكون متواجدا وموجها ومستشارا فبذلك يستطيع أن يحقق النجاح مع أهالي الحي، كما يجب أن ينشأ داخل المسجد مكان لحل المشكلات يوجد به استشارات أسرية واجتماعية واقتصادية وغيرها مما يخدم سكان الحي. الجو الاجتماعي ويتفق الشيخ محمد بافيل مع العثيم.. وأضاف وجود الجو الاجتماعي يجذب الإنسان إلى المسجد وأداء العبادة، فالمسجد رسالته لا تقف على المنبر وتعاليم الدين؛ بل رسالته تصل إلى الأمور الاجتماعية والاقتصادية ويساهم في بناء الإنسان والوطن والمحافظة على ثروته والمساهمة مع الوزارات في البناء والتطوير والالتفاف حول القيادة والمحافظة على الأمن لأن المشكلات تخرج من الأحياء فهي مأوى للمتخلفين وأوكار الدعارة فعندما يكون أهالي الحي مترابطون يعلمون بمن سكن حيهم ويحاربون أي مخالفة ستقام بينهم تضر بدينهم وبهم وبأمنهم. دورات المياه وعاد الأستاذ إحسان طيب إلى دورات المياه وطالب وزارة الشؤون الإسلامية بفتحها داخل المساجد أربع وعشرون ساعة وأن توضع تحت الرقابة ويتعهد سكان الحي بتوفير رجل أمن وعامل نظافة على مدار عمل هذه الدورات التي يحتاجها الناس بشكل مستمر. ويعارضه الشيخ فهيد البرقي قائلا: الوزارة منعت فتح دورات المياه داخل المساجد بعد الانتهاء من الصلاة لأسباب أمنية، وتوفير دورات المياه للناس ليس من مسؤولية المساجد وإنما مسؤولية الأمانات ففي الدول الأوربية تقوم الأمانات بفتح دورات مياه داخل المنتزهات والأماكن العامة. ويرد الشيخ عبدالله العثيم بالقول: الدول الاوروبية ليست دولا مسلمة ولا يوجد فيها عدد مساجد بنفس العدد الموجود لدينا لذلك حملت الأمانات توفير هذه الخدمة للمجتمع أما نحن فدورات المياه متوفرة لدينا داخل المساجد التي لا يخلو منها شارع أو حي لذلك فتح دورات مياه المساجد وتوفير حراسات أمنية لها يحتاج إلى عمل مؤسسي منظم بحيث لا تستغل من بعض ضعاف النفوس فبهذا العمل سوف نرشد من الاستهلاك في الميزانية العامة وخاصة ميزانيات الأمانات وتقليص عدد دورات المياه والاستفادة من مواقعها في مشروعات أخرى تخدم المجتمع. إصلاح ذات البين وطالب الأستاذ إحسان طيب أئمة المساجد بوجود لجنة إصلاح ذات البين وأن يختار أعضاؤها بعناية جيدة بحيث ويكونون أهلًا للثقة حافظين للسر. ويستدرك الشيخ فهيد البرقي أن المساجد تقوم بهذا الدور وبشكل جيد لكن بعض المساجد لا يوجد بها أماكن مخصصة لإصلاح ذات البين بسبب ضيق المرافق. فقربي من الأئمة جعلني أعلم أن كثيرا من الآباء يشتكون إليهم ويعالجون كثيرا من القضايا كما يعالجون كثيرا من المشكلات الزوجية، فالأئمة لم يغفلوا أهمية جانب الإصلاح. الملاعب الرياضية وذكر الأستاذ إحسان طيب أن أهالي الحي الذي يسكنه حولوا الساحة التابعة للمسجد من ساحة مواقف لسيارات إلى ملعب رياضي يجتمع فيه أبناء الحي وأصبح شباب الحي يحرصون على أداء الصلاة وفي الصفوف الأولى لأن الأهالي يأمرونهم بالصلاة عندما يأتون إلى المسجد والشباب أيضا يتشجع إلى أداء الصلاة عندما يرون المصلين يتوافدون إلى المسجد وذكر أنهم عندما كانوا بعيدين عن المسجد كانت تكثر الخلافات بينهم ومشكلاتهم داخل الحي ولا يرونهم بالمسجد. في حين طالب الشيخ عبدالله العثيم بأن تكون الملاعب الرياضية للشباب مجاورة وتابعة للمساجد، قائلا: كان لدينا شكاوى تحرشات وتعاطي مخدرات بين أبناء الحي فعندما أتينا بهم قرب المسجد ووضعنا عليهم إشرافا مباشرا وأمرناهم بوقف اللعب عند الأذان والدخول إلى المسجد لأداء الصلاة وجدنا منهم انضباطا جيدا. في حين رفض الشيخ فهيد البرقي وجود الصالات الرياضية داخل أو جانب المساجد قائلا: بعض الأئمة يقوم بعمل صالة رياضية جانب المسجد وهذا ليس من دوره وأنما دور جهات أخرى كمراكز الأحياء. مسجد جيد فيما ذكر الشيخ عبدالله العثيم أن المسجد الجيد سوف يقسم أهالي الحي إلى مجموعات كل مجموعة تقوم بمتابعة ما ينقص الحي من خدمات ومن ثم المطالبة بها والرفع للجهات المختصة فبهذا الدور يكون الحي نموذجيا من الناحية الأمنية والنظافة والإنارة وغيرها وعندما يصبح الحي نموذجيا ومراقبة مرافقه ويقام له صيانة دورية سوف تخف عملية الصرف المادي على هذا الحي من قبل الحكومة ويصبح لدينا عملية ترشيد. أما الأستاذ إحسان طيب فذكر أن القضايا الاجتماعية تحتاج إلى تدخل مبكر ومتابعة مستمرة وهذا الدور سوف يقوم به المسجد متى ما كان فاعلا داخل الحي. واعتبر الشيخ فهيد البرقي أن المساجد تقوم بدور كبير وتبث شعور الأمن والأمان والترابط داخل نفوس المسلمين من خلال الندوات والمحاضرات والخطب، فهذا البرنامج على مستوى المملكة لا يضاهى في العالم كله، فالوزارة تتابع الأئمة والخطباء وتبث عليهم التعاميم لكي يتم تفعيل دورهم الصحيح لفئات المجتمع، فعلى سبيل المثال قضية التسول هناك تعاميم توزع من على جميع الأئمة والخطباء بأن يتناولون هذه الظاهرة ويحاربونها للقضاء عليها فالمجتمع لا يقوم إلا بتكاتف الأدوار فالوزارة مهتمة بهذا الجانب. المسجد النموذجي فيما طالب الدكتور مسعود القحطاني وزارة الشؤون الإسلامية بوضع معايير للمسجد النموذجي ومن ثم عمل مسابقة وتقييم لهذه المساجد تحصل بعدها على جائزة تدعم برامجه وتكون تحفيزا لجماعة المسجد، وطالب أيضا بتصحيح الصورة الذهنية للمسجد داخل عقول الناس قائلا: يجب أن يعرف الجميع أن المسجد يخرج بذرة خير صالحة لا بذرة شر وانتقام فعندما يكون المسجد جيدا يشارك في جميع مناهج الحياة ويخرج من الجانب الوعظي المنفر للناس. فتخصيص خطبة الجمعة للموضوعات الاجتماعية والوعظية والاقتصادية وغيرها من القضايا التي تساهم في تنمية الوطن من ناحية دينية لكي يشعر المسلم بدور المسجد الصحيح. فيما اعتبر الشيخ عبدالله العثيم عدد المساجد النموذجية الموجودة في جدة بسيطا جدا مقابل العدد الاجمالي للمساجد، وطالب بأن يكون هناك دور مشترك بين وسائل الاعلام والمساجد لمعالجة قضايا المجتمع والنهوض به. وقال الدكتور أنمار مطاوع إن المسجد يجب أن يكون منارة تعليمية وتربوية تأوي الناس وتحافظ عليهم من الانحرافات الأخلاقية والاجتماعية والصحية لكي يجدوا الناس فيه الطمأنينة وراحة القلب يؤدون عبادتهم فيه بخشوع. توزيع الأدوار فيما ذكر الشيخ فهيد البرقي أن بعض القضايا متداخلة وأن التخصص جيد فمثل قضية الأنشطة الرياضية وتفعيلها لرجال والنساء فانه من دور مراكز الأحياء وهي تودي دورها في هذا الجانب بشكل جيد، أما تحفيظ القران الكريم فتشرف عليه جمعيات متخصصة ولها دور رائد وخرجت كثيرا من الحفظة. أما الدكتور مسعود القحطاني فقال إن مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم كان يتولى تنظيم كل جوانب الحياة لكن للأسف في وقتنا الحالي تقلصت من المسجد وهذا يعتبر شيئًا مطلوبا في ظل التطور الحالي، يجب أن يكون هناك جهات متعاونة تشارك المسجد في بعض الأدوار، ولعل ما قامت به الوزارة من تنظيم لمجال الدعوة والإرشاد وتوعية الجاليات وخلقها لمكاتب الدعوة يعتبر مثالا يحتذى به في عملية التنظيم وتفعيل دور المسجد داخل الحي، فعلى الوزارة أن تضع لائحة تفعل دور الجميع في تنشيط دور المسجد وصيانته ونظافته وتوضع آلية تضمن مشاركة كل جهة مع المسجد فعلى سبيل المثال يكون هناك آلية تضمن تفاعل الجمعيات الخيرية مع المسجد (خلق شراكة مع الجهات المختصة والمسجد). جمعيات متخصصة فيما اعتبر الدكتور أنمار مطاوع فكرة إنشاء جمعيات متخصصة في رعاية وتفعيل دور المساجد فكرة رائدة يجب أن تفعل في أسرع وقت لأن الحمل على عاتق الوزارة كبير جدا وتحتاج إلى جهات مساعدة لها وطالب بعدم تحميل المسجد فوق طاقته لكي يستطيع أن يقوم بدوره الصحيح. وأضاف: الدولة ليس من اختصاصها أن تقوم بهذه المشروعات للمساجد لكن من واجبها أن توجهها لرؤوس الأموال (الخدمة الاجتماعية داخل المؤسسات والشركات) فعلى سبيل المثال يوزع مشروع بناء المسجد ما بين الشركات فالشركة تقوم ببناء مكان العبادة وأخرى ملعب تابع له وأخرى مكان لإصلاح ذات البين... الخ، فدور المسجد يكون دور المنسق، ينسق مع أحد الأندية الرياضية لإقامة مشروعات رياضية تخدم أهالي الحي وتجذبهم إلى المسجد لأن المسجد يستطيع تأهيل الشباب لعمل اجتماعي لأننا من الشعوب التي يحكمها ويقودها الدين والحمد لله نحن شعب ربما يؤثر فينا دور المسجد أكثر من تأثير دور الأسرة علينا، فكلمة من إمام مسجد تستطيع أن تحل مشكلة لم يستطع أن يحلها طبيب أو أستاذ جامعة أو غيرهم. وطالب الأستاذ إحسان طيب والشيخ عبدالله العثيم بفتح جزء من المسجد على مدار 24 ساعة ليؤدي المسافر الصلاة فيها ولتكون مأوى لعابرين السبيل. لكن الشيخ فهيد البرقي عارض هذا قائلا: ما منع الوزارة من تطبيق هذه الفكرة هو انتشار المتخلفين وأصحاب النفوس الضعيفة الذين من الممكن أن يستغلوا المسجد في أشياء أخرى قد تخل بالجانب الأمني. وقال الأستاذ إحسان طيب: يجب على كل وزارة أن تتحمل المسؤولية وتنظم ما يخصها لكي نخرج بالدور الرائد الذي يساهم في تطوير المجتمع والنهوض به إلى مصاف الدول المتقدمة فالوزارة لو فتحت جزءا من المسجد لعابر السبيل ووضعت آلية عمل واضحة بتعاون مع الجهات الأمنية لاستطاعت أن تقضي على أي مشكلات ناتجة من هذا العمل. وقف خيري طالب الجميع بوجود وقف خيري يساعد المسجد على مصاريفه وخدمة مشروعاته الخيرية كتسكين فقراء ومحتاجي الحي. وطالبوا بأن يكون هناك اهتمام بذوي الاحتياجات الخاصة ويخصص لهم مداخل ومخارج وأماكن للأنشطة والعبادة لأنهم أشخاص فاعلون داخل المجتمع يؤثرون ويتأثرون. وطالب الأستاذ إحسان طيب وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد بأن تخرج من انغلاقها وتعطي المساجد الفرصة لكي تقوم بدورها الصحيح تحت متابعة جيدة وآلية عمل متطورة تخضع إلى تقييم مستمر ومعالجة للسلبيات التي تحدث فبهذا الدور سوف يكون للمساجد دور فعال في التنمية الوطنية التي ناشد بها أمير منطقة مكةالمكرمة صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل. وطالب الشيخ عبدالله العثيم الإعلام أن يلح على وزارة الشؤون الإسلامية لكي تضع آلية منظمة لتفعيل دور المسجد قائلا: المسجد عندما يتابع العملية الأمنية داخل الحي ويتعاون مع رجال الشرطة يخفف عنها ويحد من الجريمة داخل الحي وسيقوم بالإبلاغ عن كل مخالفة داخل الحي.