وصف عدد من أهالي الداير بني مالك بجازان، شوارع مدينتهم بأنها كالعجوز الهرم، بعدما فقدت المسميات الواضحة، وغدت مصائد للسيارات من كثرة الحفريات، التي تدلل على انتهاء عمرها الافتراضي. والمعروف عن الداير بني مالك أنها إحدى أكبر المحافظات الجبلية بمنطقة جازان من حيث اتساع الرقعة أو عدد السكان، حيث يتبعها عدد من القرى والمراكز. إلا أنها تفتقر لأبسط المقومات التي تساعدها على استقبال الكم الكبير من المواطنين الذين يأتون من خارجها خلال أيام الإجازات سواء للاسترخاء أو الاستجمام لدى أقاربهم، فشوارعها باتت لا تتحمل الازدحام الكبير بالمركبات فضلا عن كثرة أعمال الحفريات الجاري تنفيذها حاليا خاصة مشاريع المياه والصرف الصحي. وذكر عدد من أهالي المحافظة ل«عكاظ» أن حفريات المشاريع باتت تغطي الشوارع الرئيسية والداخلية مما يضاعف الازدحام وقالوا: أصبحت الداير كعجوز هرم فشوارعها بلا مسميات واضحة وفوق هذا تحولت إلى مصائد لسياراتنا لكثرة الحفر ما يشير إلى انتهاء عمرها الافتراضي فيما تذمر آخرون من الوضع الراهن للمدينة. «عكاظ» رصدت حال تلك الشوارع التي أكل الدهر عليها وشرب وأصبحت تتزين بالحفريات التي باتت هي المعلم البارز فيها. وقال محمد الخالدي من أبناء قرية خاشر: لم يتغير وضع الشوارع منذ نعومة أظفارنا، بل يزداد الحال سوءا، والشوارع عبارة عن مصائد تتربص بسياراتنا خصوصا بعد هطول الأمطار، مستغربا تجاهل بلدية المحافظة وعدم معالجة المشكلة أولا بأول. وأضاف أن شركات المقاولات تشق الشوارع أثناء تنفيذها المشاريع ولا تعيد السفلتة حتى تتحول الطرقات إلى غول يتربص بمركباتنا. وقال عبدالعزيز الحبسي إن شوراع الداير مضت عليها عقود طويلة دون أن تخضع لأية صيانة أو تجديد وتفتقر للتسميات أسوة بباقي المحافظات رغم أنها من أكبر محافظات المنطقة ومن فئة (ب)، مبينا أن الشركات التي تنفذ مشاريع الصرف والمياه تقوم بحفر الشوارع من أجل التمديدات الأرضية للأنابيب ولا تعيد طبقة الأسفلت كما في السابق. وأشار زاهر حسين النخيفي إلى أن كثرة الحفريات وسوء تنفيذ إعادة السفلتة ألحقت كثيرا من الخسائر بالمواطنين نتيجة الأعطال التي تحدث لسياراتهم على الشوارع المليئة بالحفر والمطبات والأخاديد والهبوط ويصل إصلاح بعضها إلى مبالغ كبيرة يدفعها المواطن من دخله لأن سيارته سقطت في حفرة كبيرة أو مطب مطالبا بتحميل الشركات المنفذة للحفريات دون أن تتقنها وتتقيد بتنفيذ سليم أن تعوض من تتضرر سيارته، مطالبا بأن تطبق الأمانات وبلدياتها الفرعية بشكل صارم وملزم الشروط الفنية في إعادة السفلتة من قبل الشركات وتضع مواصفات فنية دقيقة تحد من هذا العبث في معظم الشوارع من قبل شركات تجارية. وقال شريف جابر الخالدي إن العبارة التي يضعها مقاولو الحفريات على اللوحة عند كل مشروع حفر وهي «نأسف على إزعاجكم» لم تعد مقبولة في كثير من الأحيان لأن الإزعاج لا يقتصر على زمن العمل في تنفيذ الحفريات وإنما يمتد لما بعد ذلك كون هؤلاء المقاولين يتركون الشوارع دون أن يعيدوا السفلتة مثلما كانت وعندما تأتي البلدية لإعادة السفلتة كاملة ما تلبث فترة إلاّ وقد أتى مقاول حفرية آخر يعيد الحفر من جديد مبيناً أن الآونة الأخيرة شهدت ارتفاعا ملحوظا في أغلب الشوارع إلى درجة وصل فيها الأمر إلى وجود أكثر من شركة حفريات في شارع واحد ولو أن أعمال السفلتة بعدها تكون جيدة لهان الأمر إلا أنها بعد كل الصبر على الإزعاج والزحام تعاد مشوهة وغير صالحة. وأضاف يحيى علي السلمي: من خلال ما شاهدته على أرض الواقع في الحي أن الشركة التي كانت تنفذ حفريات المجاري في الشارع الذي أسكن فيه ظلت سنة ونصف السنة وهي تحفر وتدفن وتركت الشوارع بعد أن أكملت عملها مليئة بالحفر والهبوطات، ولم يحرك أحد ساكنا لمحاسبتها على ذلك التشويه للشوارع دون أن تتدخل الجهات تدخلا ميدانيا يحد من سوء تنفيذ مقاولي الحفريات. «عكاظ» وضعت شكوى الأهالي أمام محافظ الداير بني مالك محمد بن هادي الشمراني، حيث أوضح أن كثرة الحفريات في شوارع الداير بعضها يعود لقدم الشارع مما يحتاج إلى إعادة تأهيله، كما أن الجهات الخدمية تحتاج للحفر لإيصال الخدمات وقد تم التنسيق فيما بينها وبين البلدية حتى تتم السفلتة فور الانتهاء من عملية الحفر مباشرة. وبين أن هناك عقوبات صارمة ولن يتم التهاون مع أي مقاول يماطل في إنجاز العمل، مضيفا أن عمليات الحفر التي تقوم بها الشركات مطلب ضروري للبنية التحتية والخدمات، داعيا إلى ضرورة تحمل ما يحدث في المحافظة حاليا كون المحافظة كلها تمر بمرحلة نمو ومشددا على أن الداير ستكون أجمل بعد الانتهاء من أعمال المشروعات.