ما سر الحفر وإعادة الحفر في شوارع جدة .. تساءل مواطن ليوضح ملاحظة في غاية الأهمية مفادها أن شركات مقاولات متعاقدة مع الجهات المختصة تأتي صباحا لإنشاء حفريات في الشوارع وتبقيها على حالها عدة أيام ثم تأتي لتطمرها، وبعد أيام يفاجأ العابرون أن المكان المطمور ذاته يشهد عمليات حفر جديدة .. ! أهالي جدة منزعجون من الحفريات الفضولية التي باتت جزءا من حياتهم اليومية فمعظم الشوارع الرئيسة والفرعية أصبح السير فيها ضربا من ضروب المغامرة غير مأمونة العواقب.. أذ أن أكثر من جهة تتولى الحفر، الأمانة ، شركة الكهرباء ،وشركات الاتصالات. يغني عن السؤال يقول محمد السلمي من سكان حي الجامعة «الحديث عن شوارع جدة أصبح مكرورا فالحال يغني عن الكلام ، والكل متفق على أنها صارت متآكلة مهترئة بفعل الحفريات المستمرة وتصدعات الإسفلت والطفح وتسربات المياه الجوفية وملوحة الأرض» ويضيف: «أنه من الملاحظ أن تنفيذ الحفريات يحدث في غالب الأحوال بدون تخطيط إذ أن بعض الحفريات لا تبعد غير أمتار عن حفريات أخرى في الموقع ذاته أو لا يفصل بين فترتي العمل الأولى والثانية إلا عدة أشهر .. فأصبحت عروس البحر الأحمر منطقة حفريات كبيرة لا يدرى المواطنون متى تكتمل». ويطالب السلمي الجهات الخدمية بالتنسيق فيما بينها لإنجاز أعمالها خصوصا الأمانة فيما يتعلق بحفر مشاريع متقاربة زمنيا على ألا تتم إعادة الحفر لمشروع جديد طالما هناك مشروع يجري تنفيذه . أين المحاسبة؟ فواز الحربي من سكان حي العزيزية حث الجهات المختصة بمحاسبة شركات الصيانة على تكرار الحفر والطمر العشوائي لمشروعاتها دون أن تعيد الطبقة الإسفلتية على ما كانت عليه بالشكل المناسب الذي يؤمن سلامة المشاة والمركبات. مؤكدا أن كثيرا من السكان يعانون من تلف مركباتهم وسقوطها في الحفريات المتوالية والطبقات الأرضية الهابطة وأخاديد ومطبات الإسفلت التي خلفتها شركات المقاولات. ومن جهته قال مسعود المولد إن كثرة الحفريات وسوء تنفيذ إعادة السفلتة من شركات الحفريات ألحق كثيرا من الخسائر بالمواطنين نتيجة الأعطال التي تحدث لسياراتهم على الشوارع المليئة بالحفر والمطبات والأخاديد مشيرا إلى أن 70 في المائة من الأعطال ناجمة من الحفريات العشوائية مطالبا تحميل الشركات المنفذة للحفريات دفع التعويضات للمتضررين تشوهات جدة أحمد المطيري من سكان حي المرجان يرى أن كثيرا من التشوهات التي أصابت شوارع جدة تعود إلى انعدام التنسيق بين الجهات المنفذة وتكرار الحفر لأكثر من مشروع في توقيت متقارب مع سوء أعمال إعادة السفلتة وأشار إلى أن إحدى الشركات كانت تنفذ حفريات المجاري في أحد شوارع الحي واستغرق العمل أكثر من عام ونصف العام وظلت الشركة تحفر وتطمر وعندما أنهت أعمالها تركت الأسفلت على أسوأ حال ومضت إلى حال سبيلها دون أن يسألها أحد . وطالب المطيري الجهات المختصة بمساءلة الشركات التي لم تحسن عملها ولم تعيد الأمر على ما كان عليه حفريات إلكترونية في المقابل ذكر ل«عكاظ» مصدر في أمانة جدة أنه تم تخصيص فريق من المراقبين لمتابعة ورصد مخالفات شركات الخدمات التي تعمل في شوارع جدة والتي تنفذ أعمال الحفر في العديد من الشوارع والأحياء ومراقبة التشوهات التي تحدثها بسبب عدم الالتزام بالقواعد الهندسية في إعادة السفلتة. وأضاف المصدر: ( اتخذنا عدة إجراءات في الآونة الأخيرة ضد بعض الشركات المخالفة بهدف الحد من تجاوزاتها وفي مقدمة العقوبات فرض غرامات على الشركات). ووفقا للمصدر فإنه تم تطبيق نظام الحفريات الإلكترونية الذي يأتي مواكبا للتطبيقات واللوائح والاشتراطات الصادرة من وزارة الشؤون البلدية والقروية، والخاصة بأعمال تمديدات الخدمات بهدف تحسين علاقة العمل والتنسيق بين المؤسسات الحكومية المختلفة والمقاولين المعتمدين لأعمال الحفريات للاستفادة من التقنيات الحديثة في إنهاء كافة المعاملات بكفاءة وفعالية. وأضاف المصدر أن النظام الجديد حرر العاملين من المعاملات الورقية ومكَّن مقاولي الحفريات من الاستعانة بكافة الخرائط الرقمية. وأشار المصدر إلى تطوير نظام الحفريات الإلكترونية لربط كافة الجهات واستعراض المسار الحقيقي للحفريات بالإحداثيات .