أكد اختصاصيون أن فيروس الكرونا مثله مثل أنواع الإنفلونزا الأخرى، وهو أقل خطورة من فيروسي إنفلونزا الخنازير أو الطيور، وأن المرض مجرد التهابات تنفسية موجودة في دول العالم كافة، والحالات التي ظهرت لا تدعو للقلق. يأتي ذلك بعد ظهور ما عرف ب "إنفلونزا الكرونا" في نطاق ضيق، وتخوف الأوساط الصحية مرة أخرى من تكرار تجربة إنفلونزا الخنازير التي ظهرت بداية عام 2009 ، وأرعبت العالم والمنظمات الصحية، وأودت في حينه بحياة نحو 284500 شخص. وأكد وكيل وزارة الصحة للصحة العامة الدكتور زياد ميمش ل"الوطن"، "لم تسجل سوى حالتي إصابة ب "إنفلونزا الكرونا" حول العالم، توفي أحدها، بينما تماثلت الأخرى للشفاء بمستشفى في لندن، كما أن المخالطين الذين خالطوا المرضى سواء كانوا من أهاليهم أو العاملين الصحيين معهم لم يصابوا بالمرض، ما يعني أن انتقاله يتم بصعوبة، وهو ما يعطي مؤشرات على أن المرض لا يشكل تهديدا". وحول الاحتياطات الواجبة لتجنب الإصابة بالمرض، أوضح أن "تغطية الأنف والفم عند العطس والسعال ولبس الكمامة في الازدحام، وتغييرها بشكل مستمر، وتعقيم اليدين، والتخلص من المناديل التي تستخدم في سلة المهملات، أهم وسائل الوقاية من المرض"، مبيناً أنه لا يمكن تحديد إن كانت إنفلونزا الكرونا ستنتشر مثل نظيرتها إنفلونزا الخنازير، خصوصاً في ظل شح المعلومات. وحول مصدر المرض، ذكر الدكتور ميمش أنه يصعب تحديد المصدر إن كان من الكويت أو المملكة أو من أي دولة أخرى، واصفا الفيروس بأنه غير خطير، ويسبب واحدا من الأمراض الفيروسية التنفسية، مشيراً إلى أن هناك 60 فيروسا يسبب الأمراض التنفسية، ويشكل فيروس الكرونا والفاينفاينتس 50% منها، و15% للكرونا. وأضاف أن 99% من الكرونا العادية تصيب الإنسان مثل أي زكام، وأن الفيروس أقل خطورة من فيروسي إنفلونزا الخنازير و إنفلونزا الطيور، ولا يوجد لقاح له، وهو مجرد التهابات تنفسية موجودة في دول العالم كافة، والحالات التي ظهرت لا تدعو للقلق". ومن جهته، ذكر المتحدث الرسمي لوزارة الصحة الدكتور خالد مرغلاني ل"الوطن"، أن الوزارة تعتمد الشفافية حول المعلومات الخاصة بإنفلونزا الكرونا، وأن لديها خطة خاصة في موسم الحج، ونصح كبار السن ومن يعانون من أمراض في الصدر والجهاز التنفسي أن يأخذوا اللقاح الخاص بمرض الإنفلونزا الموسمية، مشيراً إلى أن الحملة التوعوية لمرض إنفلونزا الخنازير كانت من أنجح الحملات التوعوية في الشرق الأوسط، وأن نجاح الحملة لا يرجع لوزارة الصحة فحسب، بل لكل مؤسسات الدولة المشاركة، والمجتمع، والمؤسسات الإعلامية. وقال رئيس قسم طب المجتمع في كلية الطب بجامعة أم القرى أستاذ مساعد الدكتور محمد قاروت "لا توجد أي دلائل إن كان هذا الفيروس سيتحول إلى حاصد للأرواح، خصوصاً وأن تقارير منظمة الصحة العالمية، ومراكز مكافحة الأمراض المعدية في كل من أميركا وبريطانيا تشير إلى أن الوضع الحالي مطمئن، ولا داعي لاتخاذ أي إجراءات حظر سفر أو غيرها بسبب المرض". وبيّن أن "فيروس الكرونا نوع من فيروسات الإنفلونزا، ويقال إنه نوع محور من فيروس سارس الذي ظهر عام 2003، وينتقل مثل أنواع الإنفلونزا الأخرى عن طريق الرذاذ، أو التحدث للمصاب، أو ملامسة الأسطح الملوثة بالفيروس، أو الانتقال بالعطاس"، مشيراً إلى أن الفيروسات بشكل عام كائنات ذكية، ومن طبيعتها التغير من تركيبتها الجينية، وأن الاحتمال وارد في تغيير فيروس الكرونا لجيناته ليصبح شديد الضراوة، ولكن هذا احتمال ضعيف جدا. ودعا الدكتور قاروت إلى اتخاذ الإجراءات الوقائية مثل نظافة اليدين، والنظافة العامة المستمرة، ولبس الكمامة للمريض، وأخذ سوائل كثيرة، وخوافض للحرارة، والفيتامينات التي يحتاجها المريض، والأدوية التي يحتاجها بحسب الأمراض السابقة الأخرى التي لديه"، مشيرا إلى أن في بعض الأحيان قد يحتاج المريض إلى عزل في غرفة. وعن الأعراض الخاصة بإنفلونزا الكرونا، قال إنها مشابهة إلى حد كبير لمرض الإنفلونزا الموسمية من حيث ارتفاع درجة الحرارة، وضعف ووهن عام في الجسم، وغيرها من الأعراض، وقد تستمر دورة المرض من 7 أيام وحتى 10 أيام بشكل تقديري"، مشيرا إلى أن حالة الخطورة في المريض تحسب بعامل السن والأمراض الأخرى المصاحبة للمريض التي قد تؤدي إلى المضاعفات أو الوفاة.