في الوقت الذي دعا فيه كبير علماء الأبحاث بمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث بالرياض البروفيسور سهل الهاجوج إلى إنشاء "قواعد بيانات للأمراض المعدية" بشكل عاجل، ومواجهة أمراض العصر وفي مقدمتها " كورونا" بقاعدة علمية تجيب عن كافة التساؤلات، أعلن وزير الصحة الدكتور عبدالله الربيعة أن لا زيادة طرأت على أعداد المصابين بفيروس "كورونا" على الأعداد المسجلة سابقا وهي 30 حالة توفي نصفها. وقال الربيعة خلال تدشينه مشروعات بمحافظة حفر الباطن أمس، إن "الفيروس سيزول من كل مناطق المملكة إن شاء الله"، نتيجة ما تقدمه الوزارة من اتباع وسائل السلامة والعزل والعلاج الدائم للمرضى، وما تبذله الصحة من جهد كبير للتصدي للفيروس، والعمل على تشخيص المرض بشكل سريع. قال وزير الصحة الدكتور عبدالله الربيعة، إن وزارته تقوم الآن بجهد كبير للتصدي لفيروس "كورونا"، وإن الوزارة تعمل الآن على تشخيص هذا المرض بشكل سريع. وأشار وزير الصحة إلى أن وسائل السلامة المتبعة كافة، والعزل والعلاج الدائم للمرضى تقدمها الوزارة بشكل سريع جدا، وقال في هذا الصدد: "إن شاء الله سيزول هذا الفيروس من مناطق المملكة كافة". وبين الدكتور الربيعة خلال تدشينه عددا من المشروعات الصحية في محافظة حفر الباطن أمس، أن الوزارة شفافة في التعامل مع هذا الموضوع، وتوضح كل المستجدات بكل مهنية وشفافية، مبينا أن الوضع الآن، كما أعلن سابقا عبر موقع وزارة الصحة على الإنترنت، وهو تسجيل 30 حالة توفيت منها 15 حالة، موضحا أنه لا زيادة طرأت على أعداد المصابين بالفيروس. وتابع قائلاً: إننا نحتفل اليوم بتدشين مستشفى حفر الباطن المركزي بسعة 200 سرير ومستشفى النساء والولادة بسعة 300 سرير، ومستشفى سعيره بسعة 50 سريرا والمرحلة الثالثه من المراكز الصحية، التي تشمل ستة مراكز صحية ومركزا للسكر ومركزا للتأهيل الطبي والأطراف الصناعية وتوسعة وتطوير مستشفى النقاهة، حيث تم تجهيزهما بأحدث ما توصلت إليه التقنية وتوفير عدد من الأسرّة وأسرّة العناية المركزة وأسرّة الطوارئ، بما يتناسب مع المعايير العالمية التي تتبناها وزارة الصحة، تحقيقاً لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين وحرصاً على أمن وسلامة المريض وكسب رضاه. وأضاف الربيعة أن هذه المشاريع التي تم تدشينها ما هي إلا حلقة ضمن منظومة متكاملة من الخدمات الصحية، وهناك مشاريع صحية جديدة سترى النور قريباً على مستوى المملكة عموماً والمنطقة الشرقية بصفة خاصة، حيث تعمل الوزارة وفق معايير وطنية لضمان تناسب عدد الأسرّة مع عدد المواطنين ومع النمو السكاني المتزايد، مشيرا إلى أن مسيرة العطاء لن تتوقف عند الإنجازات التي تحققت أو تلك المشروعات التي تم وضع حجر الأساس لها، حيث تقوم وزارة الصحة حالياً بإنشاء العديد من المشاريع الصحية التي تغطي كافة مناطق ومحافظات المملكة وفقاً للمشروع الوطني للرعاية الصحية المتكاملة والشاملة، الذي يراعي مبادئ العدالة والشمولية في توزيع الخدمات الصحية وسهولة الوصول إليها. من ناحية أخرى طالب كبير علماء الأبحاث بمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث بالرياض البروفيسور سهل الهاجوج، بالإسراع في إنشاء "قواعد بيانات" للأمراض المعدية التي من المتوقع لها أن تكون هي العدو الأكبر للإنسانية. وأشار في تصريحات خاصة إلى"الوطن" إلى أن فيروس "كورونا" أسهم في موت 20 حالة من بين 34 حالة على مستوى العالم أي أن نسبة الوفاة تقدر ب 62% حتى الآن، فيما بين أن الدرن يقتل سنويا في جميع أنحاء العالم ما يزيد عن مليون إنسان، ويمرض به أكثر من 8 ملايين شخص، مشيرا إلى أن الأمراض المعدية أصبحت أكثر شراسة وأكثر مقاومة للعلاج وأشد فتكا به. وأكد البروفيسور الهاجوج، أنه على الرغم من اكتشاف أول حالة لفيروس "كورونا" عام 2012، إلا أنه حتى الآن ما زالت المعلومات قليلة عن هذا الفيروس إذ قال: "نحن لا نعرف سلالة الفيروس هل هي سلالة محورة من أقرب سلالة لها موجودة في طائر الخفاش؟، وهل انتقل إلينا من الخفافيش وتحور ليصبح أشد فتكا وضراوة بنا؟، وهل أصبحت لديه خاصية الانتقال من إنسان إلى آخر؟"، لافتا إلى أنه من المعروف لدى المختصين أن الفيروسات تتحور وتحدث لها طفرات جينية بحسب عوامل البيئة وتعرضها للعلاج، وكذلك عامل الحاضن لها كالحيوان. وأوضح الهاجوج أن جميع الاستفسارات والأسئلة التي تدور حول الفيروس تجيب عليها "قواعد بيانات علمية" تنشأ وتغذى بالمعلومات الصحيحة، فيمكن عزل هذا الفيروس وإيجاد بصمته الوراثية ليقارن بأي إصابة جديدة ولو حدثت بعد عشرات السنين من الآن، فالبصمة الوراثية تربط بالمعلومات الوبائية والإكلينيكية حتى تكتمل الصورة، وبهذه الطريقة نتمكن بإذن الله من محاربة الأمراض المعدية ونتمكن من معرفة مسارها وتحوراتها. وبين الهاجوج أن قرار مجلس الوزراء بإنشاء مركز وطني للوقاية من الأمراض المعدية ومكافحتها هو الخطوة الصحيحة في الاتجاه الصحيح، لا سيما وأننا بلد يقيم فيه أكثر من 8 ملايين أجنبي، يعيشون بيننا بهدف العمل وكسب لقمة العيش، إضافة إلى احتضانها الملايين من المسلمين في كل عام، مشيرا إلى أن هذين العاملين وغيرهما يجعلان بلدنا عرضة لجميع الأمراض المعدية، التي لا تعترف بحدود ولا تحتاج إلى جواز سفر، وكل ما تحتاجه أن يأتي إلينا إنسان مصاب، أو أن أحد أبنائنا يسافر إلى بلد تستوطن فيه الأمراض المعدية ويعود إلينا ناقلا العدوى.