وصف محللون عراقيون، الأوضاع الداخلية ب«الكارثية»، وحملوا في حديث ل«عكاظ»، رئيس الوزراء نوري المالكي مسؤولية الفوضى التي تهدد العراق والعراقيين. وقالوا إن سياسات الإقصاء والممارسات الطائفية والمذهبية التي يمارسها دفعت الأوضاع إلى حافة الهاوية، مؤكدين على ضرورة إحداث تغير جذري في رأس السلطة من أجل بناء عراق المستقبل. واتهم السياسي والناشط العراقي صفاء الوصلي، نورى المالكى بنشر المذهبية والأفكار الطائفية بدعم فريق عراقي ضد باقي مكونات الشعب العراق بأكمله، مؤكدا أن كل المشكلات التي يعاني منها العراق تأتي من إيران، واعتبر أن العراق محتل حاليا من قبل الإيرانيين، وأن الحكومة الحالية تتحمل مسؤولية استباحة العراق من قبل الاحتلال الإيراني. وأكد الموصلي أن إيران هي القاسم المشترك ليس فقط لمشكلات العراقيين بل للمشكلات فى سوريا واليمن ولبنان والبحرين ومصر وغيرها من الدول العربية، متهما طهران بتقديم الأموال للميلشيات الطائفية في العراق التى تعيث فسادا وقتلا ودمارا فى العراق. وتوقع الناشط العراقي أن يشهد العراق انتفاضة حقيقية ضد حكم نوري المالكي الطائفي، مؤكدا أن نهاية هذا الحكم قريبة جدا سواء في الانتخابات التشريعية القادمة أو من خلال الانتفاضات الشعبية. من جهته، أكد المحلل العراقي فواز الجبوري ل«عكاظ»، أن السياسة التي يتبعها المالكي في العراق تستند إلى مخطط طائفي استبدادي، فالعملية الانتخابية يجري تجييرها لتكون في خدمة هذا المشروع الذي يهدد وحدة وسلامة العراق. وأضاف أنه جرى استبعاد مرشحين لأسباب طائفية تخدم مصالح مرشحي حزب المالكي، كما جرى تحجيم عمل المفوضية العليا للانتخابات، محذرا من أن هذه الممارسات تدفع بالعراق إلى شفير الحرب الأهلية، وإلى مرمى التقسيم، محملا المالكي مسؤولية ذلك، وعليه أن يدرك أنه لا يمكن أن يستمر على رأس السلطة في العراق. بدوره، رأى المحلل العراقي السياسي حسين الطريحي، أن العراق يعيش أزمة كبيرة تهدد مستقبله ككيان سياسي متماسك وموحد، مشيرا إلى أن الممارسات الطائفية والحزبية طبعت سلوك القيادة السياسية في البلاد، ومن ثم لا يمكن ضمان الاستقرار والتقدم والتطور. وأشار إلى أن الفساد يسيطر على كل المؤسسات الحكومية، وثروات العراق تهدر وتستباح، مؤكدين أن المالكي هو المسؤول عن هذا المسار المهدد لوحدة واستقرار العراق، لأنه المسؤول عن كثير من القرارات الملتبسة، وكلها كانت بمثابة البوابة للعنف والإرهاب الذي ضرب العراق دون تمييز. وأفاد الطريحي، أن ازمة العراق تكمن في إضاعة الفرص التاريخية منذ سقوط نظام صدام حسين، إذ أن كل عملية سياسية لا بد أن تنتج رؤية جديدة لمستقبل واعد، فيما في العراق فإن كل عملية سياسية تنتج مأزقا جديدا وتفاقما جديدا للأزمات الموجودة. وأكد أن العملية السياسية في العراق يجب أن تنتج تغييرا من رأس السلطة إلى أسفل القاعدة.