أكد محللون عراقيون أن ما يجري في العراق خطير للغاية ويستوجب المعالجة الفورية والسريعة عبر مواقف وطنية تحمل الكثير من التضحية لأجل العراق ومستقبله. وقال المحلل الاستراتيجي العراقي جواد العزي: «إن العراق يعيش أزمة سياسية هي الأصعب منذ تحريره وانسحاب القوات الأمريكي منه»، موضحا أن الأزمة هي أزمة حكم وعقد تعايش وطني، وهناك مطالب محقة للمتظاهرين، كما أن هناك سوء تعاط مع هذه المطالب من قبل الحكومة العراقية التي لم تجد غير العنف في ذلك. وأضاف أن هناك مخاطر كبرى وعلى الأطراف العراقية الكبرى العمل على التعالي فوق كل المصالح الفردية والطائفية والنظر بعين وطنية إلى الأمور لإيجاد حل لها. وزاد: «إن حل الأزمة لا يكون ذلك إلا عبر الاستعداد لتقديم تضحيات كبرى ومؤلمة ربما ولكنها تضحيات لصالح العراق وأمنه». بالمقابل قال المحلل السياسي العراقي الدكتور يوسف العبيدي: «هناك سياسة موتورة قادت العراق منذ عشر سنوات، قامت على هواجس وأحلام طائفية فنبت الجيش بفكر الميليشيا الطائفية ووضعت القوانين وفقا للأحقاد الطائفية وبنت رؤيتها على قاعدة التهميش وكل هذه الممارسات أدت إلى ما نراه من اضطرابات ومواجهات ستؤدي إن استمرت إلى حرب أهلية عراقية تهدد مصير العراق ووحدته». وأضاف: «على الحكومة العراقية ورئيسها نوري المالكي قبل غيره من الأطراف لأن الحكومة هي المسؤولة عن العراق أن تعمد إلى الاستقالة فورا والسماح بتشكيل حكومة يرضى عنها كل الفرقاء العراقيين وتكون مهمتها انتقالية بحيث تشرف على الانتخابات المقبلة التي لا بد أن تنتج عنها سياسة سلمية شفافة ويرضى عنها الجميع».