نشرت لي جريدة عكاظ في عددها 17327 الصادر يوم الاثنين 2 ربيع الآخر 1435ه الموافق 2 فبراير 2014م مقالا تحت عنوان: «قرن على إنشاء مجمع القاهرة» واختتمته بما سبق أن طالبت وغيري به من إنشاء مجمع للغة العربية في بلادنا للحاجة الملحة.. وبعد بضعة أيام وصلتني رسالة برقم وتاريخ وشعار موقعة باسم رئيس المجمع: د. عبدالعزيز بن علي الحربي) معلقا وشاكرا لما سبق أن طالبت به، وقال: «... ونبشركم بأنه قد ثم إنشاء مجمع للغة العربية على الشبكة العالمية، منذ حولين كاملين، وله موقع بمكة المكرمة، وقد صدر عنه عددان من مجلته العلمية المحكمة.. » فرحت واستغربت في الوقت نفسه، إذ كيف يوجد مثل هذا المجمع اللغوي منذ عشرين عاما ولم نسمع به ؟، ولم يصدر سوى عددين من مجلته؟ وبالصدفة قابلت الدكتور عبد الله الوشمي أمين عام (مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمي لخدمة اللغة العربية) على هامش المهرجان الوطني للتراث والثقافة فسألته عن هذا المركز فأجابني بأنه على الشبكة العنكبوتية فقط وليس له وجود على الأرض، بعد أن شكر الدكتور الحربي وقدر جهده، وجهد زملائه.. وقال: إن موضوع إنشاء المجمع في شعبة الخبراء بمجلس الوزراء، وهم بصدد استطلاع رأي بعض الجهات الرسمية والمهتمين تمهيدا لرفع توصيتهم بإنشائه. تذكرت أسماء مندوبي المملكة في المجمعات العربية وبالذات في القاهرة منذ حوالى ستين عاما عندما اختار رئيسه الدكتور طه حسين علامة الجزيرة العربية الشيخ حمد الجاسر عام 1378ه / 1959م) رحمهما الله كعضو مراسل ثم عضو عامل، ومن بعده مثل الأساتذة: عبد الله بن خميس ويحيى المعلمي ومحمد الربيع، وأحمد الضبيب، وعبدالعزيز الرفاعي، وحسن القرشي، وعبدالله بن عثيمين، وأبو عبد الرحمن بن عقيل الظاهري، وعوض القوزي، وعبد العزيز بن عثمان التويجري، وعايض الردادي. فبعض من سبق ذكرهم لهم مشاركات في المجامع العربية الأخرى كدمشق وبغداد والأردن وغيرها، فلعل وجود من بقي على قيد الحياة ممن ذكرت من أعضاء تلك المجامع أن يكونوا نواة للمجمع الجديد والوليد لخبرتهم التي اكتسبوها من عملهم في المجامع المماثلة وللاستفادة من الوقت الذي افتقدناه ولاختصار الطريق في مواكبة المجامع الأخرى، كل هذا من أجل المحافظة على اللغة، وتنقيتها مما علق بها من تشويه أو تسلل لمصطلحات وكلمات دخيلة من لغات أخرى.. ولا داعي لتكرار ما سبق من أن هذه الأرض هي منبع اللغة العربية وحاضنتها وستظل كذلك بإذن الله.