اختتمت، في الأحساء، أمس، الجلسات العلمية لمهرجان جواثا الثقافي الرابع، الذي نظمه نادي الأحساء الأدبي بالشراكة مع جامعة الملك فيصل، بعنوان «العربية في أدب الجزيرة والخليج العربي.. الواقع والمأمول، قراءة في لغة الإبداع الأدبي»، بأمسية شعرية لكوكبة من الشعراء. ناقشت الجلسات 36 ورقة عمل متخصصة في اللغة والأدب من باحثين ومتخصصين (سيتم طباعتها في كتاب)، وتطرقت تلك الجلسات إلى الرؤية اللغوية والنحوية للأعمال الأدبية، والاتجاهات الفكرية والنقدية الحديثة على لغة الأدب، وأثر الترجمة في لغة الإبداع الأدبي، ومتلقي الأدب بين الفصحى والعامية والعربية والإعلام، والرؤية اللغوية للأعمال الأدبية، وأثر الاتجاهات الفكرية والنقدية الحديثة على لغة الأدب، وجهود المؤسسات العامة والخاصة في دعم لغة الأدب وإثرائها، والعربية في عيون غير العرب. من جانب آخر، نظم نادي الأحساء الأدبي، بالتعاون مع جامعة الملك فيصل، محاضرة تاريخية بعنوان «الأدب كمصدر تاريخي لحضارة دلمون»، لأستاذ التاريخ القديم وعلم الآثار المشارك الدكتور مدحت عبدالبديع، وأدارها أستاذ التاريخ المساعد الدكتور مهند الدعجة. المحاضرة تناولت حضارة «دلمون»، وحلقت حول زمن ظهور هذه الحضارة على مسرح الحياة الذي كان في حدود منتصف الألف الثالثة قبل الميلاد في شكل يوازي حضارة بلاد الرافدين، موضحا أن المساحة الجغرافية لهذه الحضارة كانت تبدأ من جنوب دولة الكويت في عصرنا الحاضر وتنتهي عند حدود دولة الإمارات، حيث تبدأ حضارة «مجان»، وتكون حدودها على الشريط الساحلي للخليج العربي شمالا، وتتسع كلما توجهنا جنوبا إلى عمق الجزيرة (الأحساء) التي تشكل عمقا استراتيجيا لها وجزيرة أوال (دولة البحرين) مركزا سياسيا، واستعرض أهم المصادر التاريخية التي ذكرت حضارة دلمون، وهي موجودة في وثائق وسجلات الحضارات والدولة المجاورة لهذه الحضارة كحضارة الرافدين ومجان وملوخا وفارس، مشيرا إلى أن العلاقة بين حضارة الرافدين، ودلمون كانت علاقة شد وجذب حتى تكونت دولة قوية في دلمون تكافئ بلاد الرافدين. وتطرق عبدالبديع إلى النصوص الشعرية والملحمية والدينية التي وجدت في بلاد الرافدين، مؤكدا أنها كانت تعد دلمون هي الجنة الموعودة، أما أهم النصوص الأدبية التي تناولت دلمون بالرفعة، فهي أسطورة الفردوس وأسطورة سرجون الأول وملحمة جلجامش ورواية الطوفان، وذلك من خلال الأبعاد السومرية والبابلية الأشورية لحضارات الرافدين.