واصلت تحصيلها العلمي رغم الظروف القاسية التي تعرضت لها من أبناء شريك حياتها الذي يكبرها بأكثر من 20 عاما، فعند زواجها لم تعر فارق السن أهمية لأنها يتيمة تبحث عن مخرج من قسوة أشقائها كونها الأخت الوحيدة، وهنا قالت الطالبة الجامعية سهاد، إن مأساتها أطلت وهي في الصف الثاني ثانوي حين تقدم لطلب يدها رجل أكبر منها سنا فما كان منها إلا أن وافقت خاصة بعد أن فقدت والديها أثناء حادث سيارة.. وتروي سهاد قصتها المأساوية التي تغلبت عليها. الأمان المفقود تواصل سهاد قصتها ل «عكاظ» قائلة: «فقدت أمي وأبي وأنا في الصف الأول الثانوي نتيجة تعرضهم لحادث، عندها أحسست بفقدان جزء كبير من حياتي خاصة أنني الوحيدة غير المتزوجة من بين إخوتي، فبعد وفاة والدي بعام تقدم لي رجل كبير في السن، وما كان أمامي من خيار سوى الموافقة خاصة أنني كنت أبحث عن الأمان، ولكن حدث العكس، بعد أن تعرضت لمضايقات شديدة من قبل أبناء زوجي. وتشير سهاد، إلى أن زوجها المسن كان يستمع إلى ما كان ينقله عنها أبناؤه دون أن يستمع إليها، وكان يتهمها بالتفريق بينه وبين أبنائه، واستمر الحال لمدة سنوات من العذاب والمعاناة والإهانة، وتقول «كنت مثابرة على مواصلة دراستي إيماناً مني بأن لا مستقبل دون شهادة بالرغم من محاولاته التي باءت بالفشل من أجل تركي للدراسة والالتفات لأمور المنزل، وبعد إنهائي المرحلة الثانوية رفض بشدة التحاقي بالجامعة، الأمر الذي كان سببا لطلاقي بالإضافة إلى معاملته القاسية هو وأبناؤه». حققت حلمي وأضافت سهاد «أكملت دراستي الجامعية بعد انفصالي عن زوجي، وخلال هذه الفترة تعرفت على زميلات جدد، خاصة أن زميلاتي السابقات تقدموني بسنة دراسية، فاجتهدت في دراستي حتى تحقق حلم حياتي في بناء حياة جديدة.. حياة سعيدة بعد أن أدرت ظهري للماضي»، وتابعت «في أحد الأيام اضطررت للعودة إلى المنزل مع صديقتي بعد أن تأخر سائقي، وكان أخوها هو من يوصلها لمنزها، وفي اليوم التالي أبلغتني صديقتي بأن شقيقها حدثها عني وأنه يريدني على سنة الله ورسوله، فأوضحت لها بابتسامة مصطنعة بأن هذا الحديث ليس مكانه الجامعة». زيارة مفاجئة وأردفت، «فوجئت في أحد الأيام بزيارة صديقتي ووالدتها إلى منزلنا لطلب يدي، وكنت متخوفة من تكرار التجربة المريرة، إلا أن حديث أم صديقتي جعلني أطمئن قليلا، خاصة أنها طلبت مني التريث قبل إبداء رأيي، وبعد مرور نحو شهر وافقت وعلى الفور تم زواجي». حياة مختلفة لم يدر في خلد سهاد، أنها ستجد حنان الأم بعد مرور سنوات عدة، وتقول «أم زوجي كانت لي مثل أمي (رحمها الله) فهي تحبني مثل بناتها، كما أن زوجي عوضني الحنان المفقود، وأنساني معاملة الذل والمهانة التي تعرضت لها في زواجي السابق»، مشيرة إلى أنها حالياً تعيش وسط أسرة مكونة من أم وأخوات وزوج محب، وتقول «زوجي هو كل حياتي ورزقني الله بمولود أسميته على اسم والدي (رحمه الله) وزوجي وأهله يحرصون على إكمال تعليمي بل ويشجعونني كثيرا».