العبارة أعلاه هي عنوان رواية للكاتبة حنان الشيخ طرق رأسي عندما أردت الكتابة عن موضوع اليوم، فربما لو سئلت أي فتاة سعودية عن بعض أحوالها لكانت هذه العبارة تلخيصا واختزالا لحكايتها الطويلة مع المجتمع والقرارات المتعلقة بحياتها وشؤونها العامة والخاصة. الأيام الثلاثة الماضية عادت المرأة بقوة إلى الواجهة الإعلامية عندما حضر أحد ملفاتها في مجلس الشورى، ورغم أنه ملف بسيط وعادي إلا أنه استغرق عدة سنوات حتى ينظر فيه وتقال فيه كلمة تنهي رحلته الطويلة. رياضة البنات التي أطلق عليها التربية البدنية تخفيفا من وقع الصدمة على البعض كانت القضية البارزة التي ترقبها المجتمع وتابعتها وسائل الإعلام، فما إن تسرب خبر عرضها على المجلس حتى بدأت إعادة السيناريو الذي يتكرر كلما لاح شبح الأنثى في أمر من الأمور. المحتسبون المجانيون الجاهزون ارتعدت فرائصهم من هذه الكارثة المقبلة ومارسوا الاحتساب أمام المجلس لثنيه عن مناقشة الموضوع، وعندما لم تتحقق رغبتهم كانت ساحة الاحتساب الموازية الكبرى مفتوحة في مواقع التواصل، تستقبل كل ما لا يليق ولا يعقل ولا يقبل من آراء يخجل أي مجتمع في هذا الزمن أن تكون موجودة في رؤوس بعض من ينتمون إليه. لم يسلم مجلس الشورى ولا أعراض الفتيات من تمريغها في وحل اللغة أو لغة الوحل استباقا لما سيقرره المجلس. وعندما طرحت التوصية تحت قبة مجلسنا الموقر لم تكن الجلسة خالية من بعض المفارقات العجيبة في بعض الآراء الرافضة، لكننا يجب أن نتقبلها بروح رياضية طالما الموضوع يتعلق بالرياضة وطالما نحن نطالب بديموقراطية الرأي واحترام كل وجهات النظر حتى لو كانت قادمة من غبار الأزمنة المندثرة. المهم أن الجلسة انتهت إلى توصية تأريخية بالموافقة على دراسة إمكانية إدخال التربية البدنية في مدارس البنات، وهنا نقول لكل المحتسبين المعارضين لا تحزنوا فقد لا يتحقق تنفيذ التوصية أبدا، وقد يتحقق بعد وقت طويل تكونون قد غادرتم هذه الدنيا فلا تشاهدون مثل هذا المنكر العظيم. وحتى يحين موعد ملف جديد للمرأة سيظل العنوان أعلاه شعارا للمرأة، شبيها بحكاية شهرزاد.