أكد عضو مجلس الشورى السابق محمد آل زلفة أن اعتذاره عن محاضرة «النخب السعودية والتغريب» التي عقدت أخيراً في نادي جدة الأدبي، وكان يفترض به المشاركة فيها، جاء لأسباب بعيدة تماماً عن «حكاية المحتسبين»، على حد قوله، مشددًا على أنه اعتاد على المحتسبين «وطرقهم تجاه من يخالفهم الرأي من إحداث عراقيل في سبيل منع المحاضرة، كما سبق لهم أن أحدثوا قبل عامين في نادي الطائف الأدبي ضجة لمنعي من إلقاء محاضرة»، وصلت إلى درجة أنه ألقاها تحت حراسات الأمن. وقال آل زلفة ل«الحياة»: «أقول لهؤلاء المحتسبين، كلنا في بلد واحد، لم يخرج أحد منا على الثوابت الحقيقية للإسلام، وليست الثوابت بحسب فهمهم للإسلام، وأنا أعتقد بأن ما يقومون به يضر كلمة احتساب ويسيئون لمفهوم الاحتساب وللدين الحقيقي، وأدعوهم إلى أن يبحثوا عن وسيلة أخرى للاحتساب، وليس الاحتساب أن يأتوا ويحاولوا إحداث ضجة في نادٍ أدبي ثقافي فكري، واحتجاجهم على وجود المرأة غير مبرر، فالمرأة موجودة في السوق والحرم والمحاضرات والمنتديات والجامعات، لذا أرجو من القائمين على النادي ألا ينحنوا لهؤلاء ويخرجوا على ما اعتاد عليه نادي جدة الأدبي. وذكر آل زلفة أن له تاريخاً طويلاً مع المحتسبين بدأ عام 1407 ه عندما كان يدرّس الطلاب تاريخ المملكة وفق رؤية مختلفة، حينها كان يتلقى رسائل مجهولة الهوية من أسفل باب مكتبه بالجامعة من طلابه، الذين شك في أن يكونوا طلاباً حقيقيين أم محتسبين مندسين بينهم، يقولون في رسائلهم: إنك لست ملتزماً بما يجب أن تكون عليه الحال في هذه البلاد» . وأوضح أن الهجمة الشرسة عليه جاءت بسبب مطالبته في مجلس الشورى ب«فتح ملف قيادة المرأة السعودية للسيارة». حينها اعتقدوا أن محمد آل زلفة من دعاة التغريب والخروج على ثوابت الدين، ومنذ ذلك الوقت اشتدت حدة الاحتساب». وأفاد بأن الاستمرار في الحوار بالحجة مع المحتسبين، حل لتغيير مفاهيمهم تجاه قضايا عدة يتحسسون منها.