دائما ما يتهم الرجال النساء بأنهن عاطفيات، في محاولة (ذكورية) غير مقبولة لسلب صفة العقل والمنطق عن المراة، مع أن العاطفة شيء إيجابي للغاية، لا يعد عيبا، كما يصورها الرجال، وكما تعتقد بعض النساء، لو كانت نقيصة في حق الانسان عموما، ما امتدحها رب العزة في شخص رسوله صلى الله عليه وسلم حين قال له «ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك»، فالفظاظة وغلظة القلب، وهي مما تتسم به الشخصيات الذكورية في الغالب هي نقيض العاطفة الجياشة التي كانت سببا في تجمع المسلمين حول نبي الله ورسوله، صلى الله عليه وسلم، وراح كثير من الرجال يحاولون تبرير عاطفة المراة الجياشة بمبررات علمية خاطئة، حاولوا بشتى الوسائل إقناع الناس بها، حتى تتم لهم السيطرة على الحياة بكل نشاطاتها، ولم لا، وهم اصحاب العقول، وارباب المنطق، وانى للمرأة أن تضارع الرجل في ذلك. بداية، يرى اساتذة الطب النفسي أنه لا يوجد ما يسمى ب(مخين) أو فص أنثوي واخر ذكوري، انما يوجد فص بالمخ مسئول عن القرارات والحسابات، وفص آخر مسئول عن الابداع والعواطف والخيال، فالاول مرتبط بالفكر والمنطق والثاني مرتبط بالعواطف لقد طرح بعض الباحثين سؤالا حول قدرة المراة على التضحية وهي ترتبط تماما بالجانب العاطفي وأثبتت احدى الدراسات واكدت على أن طبيعة المرأة تميل الى التضحية، سواء هى طفلة صغيرة، أم شابة أو أمراة كبيرة، وهو ما أرجعه بعض الباحثين الى أن عقل الانسان ينقسم الى جزءين أو مخين، الايمن (انثوي) مسئول عن الاحاسيس، والايسر (ذكوري) مسئول عن القرارات. لقد حاول المغرضون من الرجال وهم كثير أن يصدروا احكاما شمولية، فذهبوا الى أن الرجال عموما يفكرون بالمنطق، بينما تفكر النساء عموما بالعاطفة، وهذا الحكم لا يمكن تعميمه والكلام للعلماء المتخصصين، لا الرجال المنحازين ما يسير الاثنان الفصان أو الجزآن معا بشكل متواز، إلا أن الامر يختلف من شخص الى اخر فالبعض يغلب عليه المنطق والبعض الاخر تغلب عليه العاطفة، وطبيعة المراة تميل الى العاطفة دون استبعاد وأكرر واؤكد دون استبعاد للمنطق، فهناك رجال تغلب عليهم العاطفة، ونساء يغلب عليهن المنطق، لكن المؤكد أن النساء لديهن حس أعلى من الرجال ويملن الى العواطف، الامر الذى يجعلهن أكثر قدرة من الرجال على استقبال عواطف الاخرين والاحساس بها. هذا التحليل العلمي لا يختلف من مجتمع الى اخر يبين أن التعليم السليم يقوي من التفكير المنطقي دون أن يطغى على العواطف وفي الوقت ذاته، لا يمكن القول بأن (الجهل) يرسخ العواطف وينميها فنقص التعليم والجهل يرتبط بالخرافات، ولا علاقة له بالعواطف على الاطلاق. على اية حال العاطفة ليست نقيصة أو مذمة أو عيبا في الشخصية، بل هي صفة إيجابية إذا كانت متوازنة في الانسان، ذكرا كان أم انثى، كما أن الحياة لا تسير في شتى جوانبها بمنطق حاسم حازم والشخصية السوية هي التي تدرب صاحبها على (الاتزان) العاطفي، وعدم الجنوح المنطقي، الا أننا نوظف المصطلحات بشكل خاطئ، بحيث باتت العاطفة عند كثير منا عيبا، ولعمري، ماذا سيكون حال أطفالنا لو كانت الامهات بلا عاطفة أو لو غلب على العاطفة عند المرأة التي أثبتت الدراسات انها أكثر تضحية من الرجل.