أجمع نساء التقت بهن «عكاظ» على ما أسمينه بخل أزواجهن في العواطف والشح في إبداء المشاعر والنأي عن الرومانسية، وعزون ذلك إلى ضغوط المعيشة وهموم البيت والأولاد.. وانتقدت المتحدثات سلوك الأزواج وعدم تقديرهم لما يبذلنه من جهود في سبيل استقرار الأسرة والتضحية بأشياء كثيرة لاستمرار عش الزوجية في مساره المرسوم. الكلام الصامت وقالت النساء إنه على الرغم من كل ما يقدمنه في سبيل راحة الزوج، إلا أنه يظل دائما يشكو ويوجه سهام الاتهامات إلى الزوجة المسكينة بالتقصير والإهمال، ويستتبع ذلك عدم إبداء أي عواطف رقيقة تجاه شريكة حياته. (عكاظ) اقتربت أكثر من مجموعة من النساء ليروين تجاربهن في هذا الشأن، فقالت أم راما: لا أعلم إذا كان الكثير، لكنه يستطيع التعبير عن عواطفه ومشاعره، إذ أن بأسلوبه وطريقته في التعامل دفعني كي أبغض نفسي، خصوصا أنه في محيطه الاجتماعي والعملي وأصدقائه في منتهى الرقة والطيبة على النقيض من تعامله معي. العاطفة والأنثى سعاد عبرت بقولها: حتى لو كانت طبيعة الرجل أنه لا يحب التعبير عن نفسه والإفصاح عن مشاعره ويرغب في الصمت، فنحن النساء نملك العاطفة ونحتاج من النصف الآخر الكلمة الحلوة وإبداء المشاعر الرقيقة التي لا تنتقص من قدره، للأسف بعض الأزواج يتصورون أن إبداء المشاعر والكلمة الحلوة منقصة وعيب ويقلل من مكانتهم، فالكلام الطيب يزيل عنا هموم ومتاعب الحياة، لكن الرجل الشرقي بطبيعته يبقى شرقيا ولن يتغير.. صحيح أن التعميم خاطئ، لكن هذا هو الواقع ويمكن استثناء قلة قليلة من هذا الانطباع. علياء تقول بجرأة: ناقشت زوجي أكثر من مرة وصارحته أكثر من مرة، وكانت ردة فعله باردة للغاية، إذ قال ببرود: لماذا أعبر لك عن حبي وأنتِ تعلمين أني أحبكِ. تعود علياء لتقول إن زوجها يعتقد أن تفكير بعض النساء سطحي ومحدود، ومن وجهة نظري يزعجني هذا التفكير لأنه لو كانت المرأة مكان الرجل لاتهمت بالتقصير والجمود وعدم الإحساس وكان خياره الزوجة الثانية والثالثة، نبقى نحن النساء نحتاج لعاطفة وحب واهتمام من الطرف الآخر، يكفي أن اهتمام المرأة ببيتها وأطفالها وزوجها والاهتمام بشؤونها صادر عن حب، إضافة إلى عاطفتها التي تعبر عنها دائما دون تردد أو وجل. كل شيء فاطمة من جانبها تذكر أن الرجل يريد من المرأة كل شيء دون مقابل، وتقول «أجد الكثير من الرجال يعانون من شح العاطفة، سواء أكانت مادية أو معنوية، ولا أعرف ما الضير إذا عبر الرجل عن حبه لزوجته بهدية دون مناسبة، المؤكد أن اثر ذلك على الزوجة سيكون عميقا ودافئا وستجعلها في سعادة لا متناهية.. لا يشترط أن تكون الهدية غالية أو قيمة، المهم أنها تعبر عن مشاعر الزوج مهما كان ثمنه قليلا.. وردة واحدة ممكن أن تعيد الثقة إلى الزوجة المقهورة من الزوج». نوبات بكاء الأخصائية النفسية ناذرة الفهاد حذرت من الأثر السلبي الصادر عن شح العاطفة من قبل الأزواج، والذي يدخل المرأة في حالة اكتئاب من الصعب الخروج منها. منبهة إلى أن 70% من النساء اللاتي يراجعن العيادات النفسية يشتكين من سواء معاملة الأزواج وينخرطن في حالة من البكاء من الصعب السيطرة عليها نتيجة ما يعانينه من ألم داخلي، خصوصا أن الألم يظل مكبوتا داخليا لحرص المرأة على عدم إظهار ضعفها أمام الأبناء أو لأي شخص آخر لتحافظ على حياتها الأسرية. وحثت الفهاد الأزواج على ضرورة احتواء الزوجات عاطفيا، فالأنثى مخلوق عاطفي يحتاج لقلب حانٍ، وهذا لا يكلف شيئا مقابل ما تقدمه من محبة لزوجها وعائلتها.