814 مليون ناخب هندي، منهم حوالي 100 مليون من الشباب، سيقررون خلال ال 35 يوما القادمة مستقبل أكبر الديمقراطيات في العالم، في أوسع ممارسة انتخابية تشريعية كونية تعقد على أربع مراحل، انطلقت المرحلة الأولى منها الاثنين الماضي، لاختيار 15 ألف مرشح من 500 حزب، سيتنافسون على 543 مقعدا في (لوك سابها) البرلمان الهندي، وستعلن النتائج في 26 مايو المقبل. حزب الشعب الهندوسي«بهارتيا جانتا» المرشح للفوز في الانتخابات البرلمانية، والذي يتزعمه ناريندر مودي سيعمل جاهدا للوصول للحكم، حيث يعتبر هذه الانتخابات بالنسبة للحزب حياة أو موت، فيما يحرص حزب المؤتمر الهندي الحاكم (الكونجرس) الذي تترأسه الإيطالية الأصل سونيا غاندي، والتي تقاتل من أجل الحفاظ على إرث سلالة غاندي من خلال طرح ابنها راهول غاندي كقائد للهند خلال الخمس السنوات المقبلة. وبحسب المراقبين فإن حزب الكونجرس الحاكم قد يتوجه نحو الهزيمة والانتقال من مقاعد الحكم إلى المعارضة، بسبب أدائه السيء خلال الخمس سنوات الماضية وسط اتهامات بالفساد وسوء إدارة الاقتصاد الهندي. أحدث استطلاعات الرأي جاءت بحسب ما نشرته مؤسسة «سي.إس.دي.إس» الهندية العريقة، والذي أشارت فيه إلى أن حزب بهاراتيا وحلفائه سيحصدون النصيب الأكبر من مقاعد البرلمان المتنافس عليها، وسيتمكن الحزب من تشكيل حكومة ائتلافية ليقود أكثر من 1.2 مليار هندي يواجهون الفقر والتضخم والفساد وتعليم أفضل، ووظائف أكثر، ونمو أسرع، ويطالبون بالتغيير في الفكر وطبيعة الحكم لنقل الهند إلى آفاق عالمية في امتحان ديمقراطي نادر سيتابعه العالم بكل اهتمام. مرشح حزب البهارتيا مودي ركز في الحملات الانتخابية على دعم الشركات ورجال الأعمال وجذب الاستثمارات وإحداث التغيير في المجتمع الهندي وبتشكيل حكومة بالحد الأدنى من الوزراء والحد الأقصى من الحوكمة. ويبدو أن الأقلية المسلمة في الهند التي يبلغ عددها حوالي 200 مليون نسمة سيكون صوتها حاسما في الانتخابات، خاصة أنها لن تنسى مواقف مودي والمجزرة التي ارتكبت ضد المسلمين في ولاية جوجارات، وأدت لمصرع 1000 قتيل أغلبهم من المسلمين، حيث عمل مودي في منصب رئيس الوزراء في هذه الولاية منذ عام 2001م. حزب سونيا أيضا يضع ثقله للفوز في الانتخابات، خاصة أنه يعلم أن الهزيمة قد تنهي مستقبل الحزب ومستقبل سلالة غاندي، ويعطي الفرصة للحزب الهندوسي للحكم. والسؤال الذي يطرحه الجميع هل ستكون هذه الانتخابات نهاية لإرث غاندي وبداية حكم الهنودس؟.