لم تمض 24 ساعة على هبوط الاتفاق إلى دوري ركاء بعد مشوار طويل امتد إلى 37 سنة، إلا وتعالت المطالب بالتغيير الفوري لمجلس إدارة النادي والبدء في خطة إعادة الفريق لموقعه بين كبار أندية جميل، وظلت حاضرة المنطقة الشرقية وضواحيها ليلة البارحة الأولى تبكي السقوط المرير لفارس الدهناء بتعثره في الرمق الأخير من المسابقة وتلاشي أمله في البقاء. وطالت الانتقادات العمل الإداري في النادي الشرقي وطريقة تعاطي عبدالعزيز الدوسري وأعضاء المجلس مع الظروف التي قادت الفريق إلى الهاوية، وحملتهم المسؤولية الكبرى إزاء ما حدث هذا الموسم عبر عدة أخطاء رأى الاتفاقيون أنها خارطة الطريق إلى دوري فرق الدرجة الأولى. مطلب التجديد يؤمن عشاق الكوماندوز أن هبوط الفريق كان (القشة) التي قصمت ظهر البعير وأجهزت على العلاقة بين إدارة النادي والجماهير، بسبب ما وصف بالتخبطات خاصة في تجهيز الفريق على الصعيد الفني أو الإداري، أو حتى اللاعبين المحليين والأجانب قبل انطلاق منافسات الموسم الحالي بل إنها كانت تراهن على بناء فريق قوي للمستقبل، وعلى الرغم من التحركات الشرفية في الآونة الأخيرة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه إلا أن الفريق سجل تراجعا في نتائجه، إذ لم يقتنص سوى فوز وحيد على العروبة 4 / 1 في القسم الثاني من الدوري. والمتتبع للوضع الحالي يدرك خطورة موقف الإدارة، وربما يكون هناك تدخل شرفي حاسم خلال الأيام القليلة المقبلة، قد يعجل برحيل رئيس النادي عبدالعزيز الدوسري من منصبه، ومعه عضو مجلس الإدارة محمد الصدعان، وتشكيل إدارة مؤقتة إلى حين عقد جمعية عمومية لانتخاب مجلس جديد. بكاء على الأطلال وجهت جماهير النادي أصابع الاتهام إلى مجلس الإدارة، والطاقم الإداري للفريق، وحملتهم مسألة الهبوط، واشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي بردود أفعال ساخطة طالبت الإدارة بالرحيل، وأنه آن الأوان لفتح المجال أمام إدارة جديدة كي تتسلم دفة الرئاسة بعد أن اتضح إفلاس الإدارة الحالية، وعدم مقدرتها قيادة النادي إلى بر الأمان، وتمحورت الردود حول أن بقاء الرئيس 30 عاما في سدة الرئاسة لم يسعفه لتأمين بقاء الفريق في الأضواء على أقل تقدير، وربما يكون البكاء على الأطلال شاهدا حيا على محيا الجماهير التي أخذت تنشر صورا أرشيفية للفريق في حقبة الثمانينات الميلادية، وتتغنى بإنجازاته المحلية والخليجية والعربية. عودة محبطة اضطر الجهاز الفني للفريق منح اللاعبين راحة بالأمس بعد أن عادت البعثة عصرا إلى الدمام، وسيعاود الفريق تمارينه الاعتيادية على ملعب الراحل عبدالله الدبل الرئيسي بالنادي اليوم الثلاثاء، تأهبا لملاقاة الفيصلي السبت المقبل في المجمعة ضمن منافسات دور ربع نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين للأبطال، وربما يفتح الجهازان الإداري والفني صفحة جديدة مع اللاعبين لنسيان خسارة الأهلي والهبوط إلى دوري ركاء، والتركيز على كيفية تحقيق الفوز والتأهل إلى الدور الذي يليه. مطلب العودة النقاد اعتبروا الهبوط فرصة لتغييرات جذرية في الاتفاق، إذ يرى حمد الدبيخي أن هبوط الفريق إلى دوري ركاء ربما يكون «خيرة» من أجل إحداث تغيير جذري في العديد من الأمور التي غفلت عنها الإدارة، وتسببت في الهبوط وقال، «لا شك، أن الهبوط صعب على أي فريق، وقد يكون صدمة ليس لنا كاتفاقيين، بل على الرياضيين عامة.. لا بد، أن يتغير الفكر، والأشخاص بالنادي، لأنه حتى وإن بقي الفريق في الأضواء ربما لا يحصل هناك تغيير»، مضيفا، (إنه درس قوي بالفعل، وأعتقد أن الوضع الذي وصل إليه الفريق يستحقه، ولكن لا أحد يتمناه). واستطرد، «لقد قلت سابقا، إن سر كرة القدم تكمن في اللاعبين أنفسهم، فالفريق لا يملك نوعية وخامات جيدة محليا وأجنبيا. كان يجب على الإدارة أن تستثمر فرصة فتح باب سوق الانتقالات الشتوية من أجل تدارك الأوضاع، إلا أنها واصلت سقوطها الذي بدأته أول الموسم». وتابع، «لا بد أن تعيد الإدارة ترتيب أوراقها، وأن تأخذ الأمور بالأسباب، شريطة أن يكون العمل جماعيا، ومؤسساتيا، فالهدف الآن ليس عودة الفريق إلى الأضواء من جديد، بل لا بد من اختيار لجان فنية، واستشارية، ومنح الصلاحيات لهم، لا أن تتم الأمور بعشوائية، وارتجالية، وقد أكدت ذلك مرارا، ولكن لا حياة لمن تنادي، ولم يجد كلامي آذانا صاغية». مشيرا، إلى أن من أهم الأسباب التي أدت إلى هبوط الفريق تكمن في ثلاثة أشياء، هي: فشل ملف المدربين، واللاعبين المحليين، والأجانب، حيث لم ينجح منهم أحد. شوهوا تاريخ النادي فيما ألقى نجم خط الوسط السابق والذي عاصر الجيل الذهبي في حقبة الثمانينات الميلادية سعد السريهيد، باللائمة على اللاعبين فيما وصل إليه الفريق، وقال، «رغم أن الإدارة قصرت في بعض الأمور، إلا أنني ألوم اللاعبين على المستويات الهابطة التي قدموها منذ بداية الموسم حتى آخر مباراة، وهم من وضعوا أنفسهم تحت الضغط النفسي قبل ملاقاة الأهلي، وكان يفترض أن يحسموا الأمور في مواجهتي الفتح ثم الفيصلي وهم من كانا ينافسانه على الهبوط». وزاد، «لست مستوعبا حتى هذه اللحظة أن الفريق هبط، فهؤلاء شوهوا تاريخ النادي، ولطخوا سمعته، وصاروا يهزمون من فرق أقل منهم مستوى، لذلك غابت روحهم، وظهروا متفككين ، وكأنهم أشباح داخل الملعب». وبين قائلا «كنا في السابق نلعب بروح الفريق الواحد رغم قلة الإمكانيات المادية، ونخلص للشعار الذي نرتديه، أما الآن في زمن الاحتراف، صار اللاعب للأسف يبحث عن المادة، فصارت الانتقالات سهلة، ولكن إن هبط الفريق لن يعيرك اهتماما مثلما هو ابن النادي، وأستغرب حقيقة غياب دور الجهاز الإداري في تهيئة اللاعبين، فما أعرفه عن صالح خليفة أنه شخص مؤثر مثلما كان يقوم بذلك حينما كنا نلعب معا، بل نسمع كلامه ولا نسمع كلام المدرب». وتابع بحزن، «لقد خنقتني العبرة بعد إعلان الهبوط، ولم أتذوق حلاوة النوم في تلك الليلة بل واصلت إلى اليوم التالي وتوجهت إلى عملي، وكأنني غير مصدق ومندهش مما حدث». وطالب الإدارة، بالتعاقد مع مدرب وطني، ويفضل أن يكون أحد أبناء النادي إما فيصل البدين، أو عمر باخشوين، أو سمير هلال لأنهم يعرفون إمكانيات الفريق، ويستطيعون أن يوظفوا اللاعبين في دوري ركاء، الذي يعرفه الجميع بأنه صعب، ومتقلب النتائج، مبينا، أن أبناء النادي أفضل من الخواجات بمراحل.