عبر عدد من لاعبي الاتفاق السابقين وشخصيات رياضية في المنطقة الشرقية عن حزنهم لهبوط الفريق الأول لكرة القدم في نادي الاتفاق إلى دوري ركاء لأندية الدرجة الأولى للمحترفين، واصفين الهبوط بالحدث الأسوأ لكرة القدم في المنطقة الشرقية هذا الموسم، مؤكدين صعوبة مهمة الفريق الاتفاقي في الموسم المقبل نظرا لاختلاف دوري ركاء عن دوري جميل وعدم تعود لاعبيه على اللعب في هذا الدوري الذي دائما ما تكون فيه المنافسة على أشدها منذ البداية وحتى النهاية، مستشهدين بعدد من الفرق العريقة التي هبطت وما زالت تعاني أبرزها القادسية والوحدة. وشدد قدامى الفريق الاتفاقي وبعض رياضيي المنطقة الشرقية على ضرورة تكاتف الجهود، والعمل المبكر على تجهيز الفريق حتى يعود فارس الدهناء إلى موقعه الطبيعي في دوري عبداللطيف جميل للمحترفين، متمنين أن يكون الهبوط كبوة جواد عابرة سرعان ما يعود بعدها إلى مكانه بين الكبار. يرى رئيس نادي القادسية السابق السابق جاسم الياقوت «أن هبوط الاتفاق بعد القادسية والنهضة يمثل كارثة كبيرة لرياضة المنطقة الشرقية»، وقال «هذا أمر مقدر من الله، وجميع فرق العالم وأقواها تتعرض لمثل هذه الكبوات باختلاف أشكالها، وأضاف «من هذا المنطلق يجب أن نكون مؤمنين بقضاء الله وقدره والحمد لله على كل حال، وعلينا أن نفتح صفحة جديدة، وأن نصفي النيات، والعودة ستكون قريبة إن شاء الله»، وتابع «يجب على رجال الاتفاق والمنطقة أن يتقبلوا الأمر والواقع، لأنهم كافحوا كثيرا وجاهدوا للبقاء حتى أن الهدف جاء في وقت قاتل خلال لقاء الفريق أمام الأهلي، وقد تألمنا كأبناء لهذه المنطقة لهذا الخبر، وإن كنتُ منافساً لفريق الاتفاق في يوم من الأيام ولسنوات طويلة، إلا أنني محب لرياضة المنطقة وأدعمها بقوة». وأكد الياقوت «أن الرياضة في الشرقية وخاصة في كرة القدم تمر اليوم بوضع مأساوي، والثقة كبيرة في قيادات الأندية لتجاوز هذه المرحلة التي تتطلب جهداً مضاعفا لعدم وجود المال الكافي لتسييرها، لأن دعم رجال الأعمال ضعيف، ودعم الاتحاد السعودي ورابطة المحترفين، والإعلانات والنقل التلفزيوني تأتي قليلة ومتأخرة، ولا تتناسب مع حجم المصروفات والمتطلبات، وأحد هذه الأمثلة أن أنديتنا لا تستطيع مجاراة الأندية الكبيرة التي تدفع مبالغ كبيرة للاعبيها، مما يدفع أنديتنا لبيع عقودهم وتسيير أمورها لفترة من الزمن، حتى تعود المشكلة من جديد». وقال لاعب نادي الاتفاق السابق، ومدرب الخليج الحالي، سمير هلال إن هبوط الفريق الاتفاقي كان أمرا مؤلما وقاسيا جدا سواء للمنتسبين للنادي، أو أبناء المنطقة الشرقية، والحزن لم يقتصر على مشجعيه ومحبيه في المنطقة فقط، بل تعداه إلى خارج المملكة، ووقفت على ذلك الأمر من خلال متابعتي»، وزاد: «الاتفاق يمتلك شعبية كبيرة تدل على قيمته وتاريخه العريق، ومن لا يحب هذا النادي سواء كان مشجعا لنادي من أندية الرياض أو جدة أو الشرقية فهو حتما لا يكرهه». وتوقع هلال أن يعاني الفريق الاتفاقي في الموسم المقبل لأنه لا يملك تجربة في دوري ركاء لأندية الدرجة الاولى، وأوضح: «الاتفاق سيعاني كثيرا من التغيرات والفوارق الكبيرة بين الدرجتين، وإذا عاد في الموسم القادم فهو محظوظ، لأن التأهل لا يكون للأقوى فقط، بل هناك معايير يجب مراعاتها والتكيف معها، لأن دوري ركاء مختلف وصعب ومتقلب، ولا تعرف فيه من الهابط ومن الصاعد»، مشيرا إلى أن الاتفاق سيعاني من الاختلاف في توقيت التدريبات والمباريات ونوعية الملاعب في الأندية، وتغيير عقود اللاعبين بسبب السقف المحدد، مما سينعكس سلبيا على الفريق، إضافة إلى تغير الهالة الإعلامية وضعفها. وأضاف: «أتحدث عن كل هذه الصعوبات من واقع تجربة سنوات في الدوريين «جميل وركاء»، وهناك نماذج لأندية تأثرت بعد هبوطها وعانت الأمرين للعودة من جديد ولكن دون فائدة مثل الوحدة والقادسية والرياض وغيرها»، مطالبا إدارة النادي بعدم المغامرة باستقطاب مدربين عالميين على حساب مدربين ذوي خبرة بهذا الدوري، لأن أسلوب اللعب مختلف ومعقد ويحتاج إلى التعامل معه بواقعية، إذا اراد الرجوع سريعا إلى مكانه الطبيعي. من جهته، أبدى مهاجم نادي الاتفاق والهلال السابق حسين العلي أسفه على ما آل إليه الوضع في النادي الذي لعب فيه لسنوات عدة، وقال: «إنه شيء مؤسف أن يهبط فريق بحجم الاتفاق، وهذا أمر لم يكن في الحسبان أبدا، وفوجئت به تماما، وأتمنى يكون الهبوط كبوة جواد، ويعود الفريق من جديد إلى سابق عهده»، وتابع: « الاتفاق أكبر وأعرق أندية المنطقة الشرقية، وبالتالي سيؤثر عدم وجوده في الأضواء على الرياضة في المنطقة من الناحية الإعلامية والفنية، وأيضا على باقي الأندية التي تستفيد أحيانا من لاعبيه»، مؤكدا أن عودة الفريق تتطلب تكاتف جهود الجميع من إدارة ولاعبين وأعضاء شرف، وعلى الجميع أن يضحوا بمصالحهم من أجل مصلحة الكيان حتى يعود قويا ومنافسا ليس للصعود بل إلى طريق البطولات. فيما وصف مدير مكتب رعاية الشباب في القطيف محمد بومية هبوط الفريق الاتفاقي بالخبر الأسوأ هذا الموسم والكارثي على المنطقة التي عاشت خلال الأسابيع الماضية فرحتين بتأهل نادي الخليج إلى دوري عبداللطيف جميل للمحترفين، والصفا إلى دوري ركاء للمحترفين. وقال. «سيسجل التاريخ أن الفريق الذي كان حاضنا للأساطير من أمثال صالح خليفة وعبدالله صالح وزكي الصالح ومروان الشيحة وسعدون حمود قد هبط، لأن هذا التاريخ الذي تجاوز ال30 عاما لا يعفيك من الهبوط إذا قل عطاؤك في أي موسم، ولا ينفع الآن البكاء والندم، وعلى الإدارة العمل والتكيف على الأسلوب الجديد الذي سيدخل فيه الفريق مرحلة جديدة».