يأمل الاتفاقيون أن ينتصر لهم التاريخ بالبقاء في دوري عبداللطيف جميل والخروج من النفق المظلم الذي دلف إليه فريقهم الأول، ويتلمسون بصيص أمل في استعادة بعض من بريقهم المفقود هذا الموسم في مسابقة دوري عبداللطيف جميل للمحترفين، الذي بات فيه واحدا من فرق القاع المهددة بالهبوط إلى دوري ركاء للمحترفين لأندية الدرجة الأولى في الموسم المقبل ويشاركه في ذات المعاناة ستة فرق، في ظل تبقي جولة أخيرة وحاسمة من عمر الدوري، ستكشف عن هوية الفريق الثاني الذي سيرافق النهضة إلى دوري ركاء. وجاء التعادل الإيجابي الأخير الذي حققته فرقة «الكوماندوز» مع الفيصلي بمثابة الضربة الموجعة وربما تكون المدمرة إن لم تفلح في انتزاع الفوز على الأهلي في أصعب المواجهة. يواجه رئيس النادي عبدالعزيز الدوسري على نحو خاص موجة إنتقادات حادة ومطالبات بالرحيل يراها غير مبررة، وكان أول الحاضرين في قلب المدرج لتحفيز الفريق قبل المواجهة المصيرية، ورغم إعلان إدارة النادي شراء تذاكر المباراة وتسهيل دخول الجماهير بالمجان، إلا أن الاحتجاج كان واضحا في اللقاء السابق إذ واصلت غيابها عن الحضور إلى الملعب ولم يتعد حضور لقاء الفيصلي (5) آلاف، وهو ما يعطي دلالة واضحة على سخطه من موقف إدارة النادي وامتعاضه حول العمل الذي قدم حتى الآن من قبلها. خطر الأهلي أكبر تحدٍ يواجه الفريق تخطي عقبات الأهلي الصعبة، إذ يخوض النزال في وقت يعاني إيقافات بالجملة إذ تحصل عدد من لاعبيه على إنذارات ملونة أمام الفيصلي، وتأكد معها غياب محمد كنو، والروماني نيكولاي جريجوري والبرازيلي داني مورايس عن المشاركة، الأمر الذي جعل مدير الكرة صالح خليفة يقوم بإعداد مذكرة والرفع بها إلى اتحاد الكرة في الاتحاد السعودي للاستفسار والتأكيد على موضوع اللاعبين الموقوفين من قبيل التأكد وهو ما عكس حالة الارتباك في النادي. أما مدرب الفريق الروماني إيوان أندوني فسيكون في مأزق حقيقي لتعويض غيابهم خصوصا أنه يعتبرهم ركائز أساسية، وسيعمل خلال التدريبات المقبلة على تجهيز البدلاء للزج بهم في الوقت المناسب على حد تعبيره. البقاء بأيدينا يعلق مدير الاحتراف بالنادي خالد الحوار أن أمر بقاء الفريق في دوري عبد اللطيف جميل للمحترفين سيكون بأيدي لاعبيهم، وليس بأيدي الخصم. وقال: « صحيح، إننا خسرنا أهم النقاط أمام الفيصلي في مسيرة الدوري، ولكن لايزال أمل التعويض واردا، وأملنا في البقاء أفضل من غيرنا». مضيفا: « نتمنى أن يعمل الفريق بجهده، وأن يستشعر اللاعبون أهمية مباراة الأهلي، وهي من تحدد مستقبل النادي، وتاريخه، ففريقنا قادر على تحقيق نتيجة إيجابية، بدليل أن نتائجنا أمام الأهلي في السنوات الأخيرة كانت في مصلحتنا، وآخرها فوزنا في الدمام بهدفين دون مقابل». وحول، غياب دوره كمدير احتراف عن وضع آلية وقانون بالحسم من مرتبات بعض اللاعبين المتهاونين في المباريات من مبدأ الثواب والعقاب، خصوصا أن الفريق خسر أول ثلاث مواجهات في القسم الثاني من الدوري، أوضح الحوار: نحن « لا نستطيع أن نخترع آلية وقوانين في منظومة الاحتراف لدينا، فعملية الخصم بسبب هبوط مستوى اللاعب وخسارة ثلاث مباريات متتالية ربما تؤثر على أدائه، فالحسم يأتي من خلال تقرير فني إذا لاحظ تكرر الأخطاء، وهذا لم يحصل مع المدربين الذين تعاقبوا على الفريق، وعلى الجانب الإداري يتم الحسم بناء على غياب اللاعب، أو تأخيره، أو عدم إلتزامه بالمواعيد. نحن نؤدي كما يجب، ويبقى القرار النهائي بيد الإدارة ». وقلل، من احتمالية رحيل لاعبي الفريق في حال هبوطهم، أو بقائهم في الدوري. وأضاف: « يبقى نادينا كبيرا بغض النظر عن وضعهم الحالي، فالنصر صبر سنوات عديدة، واستطاع أن يبني فريقا قويا هذا الموسم وحقق بطولتين حتى الآن، وكذلك الاتحاد الذي مر بظروف صعبة، استطاع أن يتجاوز أزمته رغم رحيل أبرز لاعبيه أمثال نايف هزازي للشباب، وسعود كريري للهلال، وتمكن من الابتعاد عن خطر الهبوط في الجولات الأخيرة، فهذه أمثلة للفرق الكبيرة، والتاريخ يشهد.. نادينا لن يكون مفرخة للأندية الأخرى، وإن فرطنا بلاعب أو لاعبين فهذا لا يعني أن الإدارة مقصرة بحق الفريق، وقد تستفيد من العائد المادي من أجل تسيير أمور الفريق. أعتقد، أن الإدارة لها خطة متوازنة من أجل استقرار الفريق، وهناك عمل مثمر في الفئات السنية، من أجل تقديم مزيد من المواهب للفريق الأول خلال السنوات المقبلة». مجاملات وفوضى الناقد الرياضي حمد الدبيخي يرى أن اللاعبين يتحملون الجزء الأكبر مما وصل إليه الفريق في الدوري، وقال: هم أساس المشكلة، فالإدارة غيرت ثلاثة مدربين، وأسندت مهمة التدريب لمدرب الفريق الأولمبي في فترة مؤقتة، فأين الخلل ؟!... أعتقد، أن الكرة الآن في مرمى اللاعبين، كنا نأمل أن تستفيد الإدارة من فترة الانتقالات الشتوية لتقوية خطوط الفريق، وحتى يكون وضعهم أفضل من الآن، ولكن استمر الخطأ الإداري بدليل أن الفريق لم يفز في القسم الثاني سوى في مباراة واحدة حتى الآن على العروبة.. الوضع مخيف جدا، وتبقت مباراة مصيرية أمام الأهلي، فإما أن يفوزوا ويضمنوا البقاء، أو أن يعتمدوا على نتائج الفرق الأخرى، فليس هناك حلول إلا بيد اللاعبين أنفسهم ». وحول حضور اللاعبين القدامى للنادي، والوقوف إلى جانب الإدارة من أجل شحذ همم اللاعبين، ودعمهم نفسيا، ومعنويا.. أوضح قائلا: «لا نريد أن نقف على اسطوانة اللاعبين القدامى، ولا نريد أن نكذب على أنفسنا، فالإدارة في معزل عن القدامى، ولم يأخذوا آراءنا قبل بداية الموسم، فهل ننتظر منهم أن يدعونا في هذا التوقيت الحساس ؟!»... واستطرد بالقول: « لاعبو الفريق محترفون، فإذا لم يحرصوا على مستقبلهم، فهل سنحرص عليهم نحن ؟!.. ليتهم لم يحصلوا على مكافآت الفوز على العروبة، وتمنيت أن يتسلموها بعد ضمان البقاء. أريد عملا احترافيا وليس عاطفيا، فمتى يحس اللاعب أن ناديه، ومستقبله، وراتبه الشهري الذي يستلمه كل شهر في خطر ؟! »... وتابع قائلا: لقد تعبنا من المجاملات التي ذبحت الفريق من الوريد إلى الوريد، فإن هبط الفريق فهم يستحقون، ولن نكابر على حب نادينا، وللأسف إن الرئيس لا يريد أن يعمل بجانبه في النادي الأشخاص المخلصون.. وما خفي أعظم.