انتقدت الإعلامية السعودية مها شلبي البيئة المحيطة بالإعلاميات السعوديات، معتبرة أنها لا تعين على نجاحهن، فضلا عن أن البعض يعتبر عملهن في الإعلام خروجا عن المبادئ. وأضافت «عانت الإعلامية السعودية ولفترة قريبة من التهميش»، مسلطة الضوء على البيئة الإعلامية التي ترى أنها لا تعين أحيانا على الإبداع، وإشارت إلى أهمية ثقافة المذيعة في تحقيق نجاحها وليس بالاقتصار على أناقة مظهرها فقط. ورأت أن الواسطة موجودة في الإعلام، غير أنها تعتبر أن نسب نجاح إعلامي الواسطة ضئيلة. في البدء، ما المشكلات التي تعاني منها الإعلامية السعودية عموما، والمذيعة على وجه الخصوص؟ تعاني الإعلامية من البيئة المحلية التي لا تساعد على البروز والنجاح، وخصوصا في المجال الإعلامي، وللأسف ما زلنا نعاني من ترديد جملة «إخراج المرأة عن معاييرها»، فبتنا نواجه ذلك في الطرح الإعلامي، ونحن الإعلاميات نعيش تحديات وعلينا مواجهتها، وأقول الإحباط من أكثر الآفات التي تصيب المفعم بالحيوية والخبرة، ولا يخفى أن الهجوم والمحاربة موجود في كل المجالات، وبخاصة في الوسط الإعلامي، ولكن لن تعيرني هذه الأمور لأن الإعلام مجاله واسع ومتجدد ويتطلب إمكانات بشرية ومادية. أفصحت سابقا عن أن الإعلامية السعودية مهمشة، وأرجعت ذلك لعدم تقبل البعض لدورها.. نود التوضيح؟. حتى وقت قريب، فعلا كانت الإعلامية السعودية تعاني من التهميش، فلا يساعد المحيط على لفت النظر لتميزها أو قدراتها في المجال الإعلامي، ولا أنكر أنه في السنتين الأخيرتين بات الالتفات إلى عمل المذيعة السعودية أكبر من ذي قبل، والسبب وجود من أدرك أهمية دمج خبرة المذيعة السعودية بالخبرات الأخرى، والإعلام اليوم بات يسلط الضوء على تميز ونجاح السعوديات في أغلب المجالات، وأقول الإعلام مهنة ذات رسالة وهدف واضح. تشيرين إلى أن البيئة المحيطة بالإعلامية ليست بناءة، وأنها لن تتقدم إلا إن خرجت من المحيط حولها.. نود التوضيح؟ ما زلت أؤكد أن البيئة الإعلامية ليست مهيأة للإبداع أو إطلاق الخبرات؛ لأن هناك تحديات وأمورا تجعلنا نقبل بالأمر الواقع؛ لذا لا تجدنا نحظى بشهرة كالإعلاميات اللاتي هاجرن لإبراز مهنتهن، وأنا أبحث عن النجاح ومن ثم الشهرة التي تمنحني مزيدا من التشجيع وتجعلنا نحمل مسؤولية تقديم الجيد والأفضل، فتقديمي لبرنامج ناجح يترك نفعا أفضل من شهرة بلا هدف. البعض ربما يرجح نجاح مذيعة على أخرى عطفا على هيئتها وصورتها.. فكيف تردين على ذلك؟ لا أنكر أن هذا جزء من نجاحها، لكن لا بد أن نعلم أن المشاهد اليوم على وعي أكبر، ويدرك من هي صاحبة الأداء والأسلوب التمكن، وأقول المظهر مكمل لحضور وأداء المذيعة، فإن افتقدت المذيعة البعد الثقافي فسيجعلها تخسر الكثير ولن يشفع لها جمال هيئتها. ما مدى ثقافة الإعلاميات بالأحداث المعاصرة؟ المذيعة بلا ثقافة كالبرواز بلا صورة، ولن يحميها أحد إن كانت بلا ثقافة، بل لن تصمد في المجال الإعلامي؛ لأن العمق الثقافي من المتطلبات الجوهرية للمذيعة، حتى يساعدها ذلك على الخوض في كافة المواضيع بقدرة، إذ لا يمكن لها أن تكون ذات ثقافة محدودة، وخصوصا بالأحداث المعاصرة؛ لأنها ستواجه عددا من المواقف في مسيرتها الإعلامية، لذا ينبغي أن تكون ذات ثقافة. وما الذي تفتقر إليه المذيعة السعودية لترتقي بمهنيتها؟ تحتاج إلى دعم مهني وتأهيل جيد، كما تحتاج إلى بيئة محفزة، فلدينا تقنيات حديثة وكوادر بشرية، ولكن ينقصنا الإنتاج الصحيح، والالتفات إلى العمل الهادف مع تخطي المحسوبيات والشخصنة في التعامل. هل الواسطة في المجال الإعلامي منتشرة على حساب الكفاءات؟ أليس هذا المجال بالذات يضيع من دخله عن طريق الواسطة؟ الواسطة والمحسوبية موجودة في كل مكان، وهي من مظاهر الفساد؛ لأنها تضع الشخص غير المؤهل في غير مكانه وتهدر الجهد والوقت، ولا أعتقد أن كل من عيّن عن طرق الواسطة في المجال الإعلامي سيستمر أو سينجح إلا القليل.