عبر عدد من الأدباء والمثقفين في المنطقة الشرقية عن استيائهم مما وصفوه بضعف مستوى مخرجات المؤتمرات الأدبية والثقافية التي تنعقد بشكل دوري سنويا، حيث كما يقولون لا يجدون فيها ما يلبي طموحاتهم أو يحقق أمنياتهم للارتقاء بالثقافة السعودية إلى المكانة التي تستحقها عربيا ودوليا، وقالوا في استطلاع ل «عكاظ» إن ذلك يتضح جليا لكل من يرصد ويتابع حركة المشهد الثقافي والأدبي السعودي، ولا سيما من يشتغل على نوع من أنواع المعطى الثقافي السعودي أو أي فن من فنون الأدب، حيث أن غالبية المثقفين والأدباء اليوم يؤكدون أن الخطاب الثقافي تعتريه ضبابية تحجب الرؤية والبصرية عمن أندمج في هذا المعترك، بل يصل بحسب تعبيرهم لحد الهزالة والتسطيح أحيانا فيما يتناوله بالمناقشة في الكثير من القضايا. البداية كانت مع القاصة والأديبة عضوة نادي الشرقية الأدبي منيرة الأزيمع، حيث بادرناها بالسؤال عن رأيها في مؤتمرات المثقفين هل قدمت شيئا لهم كمثقفين، فقالت متسائلة: «لماذا ننظر للوضع الثقافي بمعزل عن بقية هذه الأمور والبيئة المحيطة، فالثقافة ليست سوى جزء من هذه المنظومة». وأضافت «الثقافة عندنا في كثير من جوانبها مجرد وجاهة اجتماعية وإشباع لذوات تتغذى على الظهور، لا تتعامل مع العمل الثقافي بجدية، وأنه مسؤولية تاريخية وإنسانية، وهذه الإشكالية يبدو لسنا الوحيدين الذين يعانون منها، فهي موجودة بمعظم الدول العربية بتفاوت طبعا نظرا لعمق التجربة وعمرها». وعن رأيها في المواضيع المطروحة في المؤتمرات هل لبت الطموح، قالت: هل انتهت قضايا الثقافة والأدب السعودي لنجتر نفس المواضيع وحتى العناوين في كل مناسبة ثقافية، وأيضا نفس الوجوه والشخصيات التي تحضر في كل مؤتمر دون جدوى تذكر، واقترحت أنه كان بإمكان المؤتمر مناقشة هذه الإشكالية بدلا من تكرار نفس المواضيع للخروج أيضا من الصندوق الضيق الذي بعثر خطابنا الثقافي. وأضافت: «لقد كان لي شرف المشاركة بمؤتمر الأدباء الأول، والذي أقيم بجدة برئاسة الدكتور عبدالعزيز السبيل، والذي تمخض عن عدد من التوصيات رأى بعضها النور وفعلت على مستوى الواقع، لكن ماذا عن باقي التوصيات والمطالبات التي خرجنا بها من المؤتمر الأول، فلماذا لم يتبنها المؤتمر الحالي!! بدلا من إعادة مواضيع معادة، وقد سبق أن أشبعت مناقشة». فيما يرى المسؤول الإعلامي بجمعية الثقافة والفنون بالمنطقة الشرقية يوسف الحربي أن المؤتمرات الثقافية تجمع الآراء وتزيد من الأفكار وتساعد على تنمية الفوارق الفردية لدى المجتمع حيث، قال: «أرى أن الإكثار منها يزيد في تطوير الأدب والثقافة والتنوع بين مجالاتها». وانتقد الحربي هذه المؤتمرات فيما تقدمه من كثرة الآراء التي تفتقد للمصداقية، ما تؤدي هذه العوامل لتعثر التوصيات وكذلك الافتقار لدعمها وتذليل العقبات أمامها. وعن مشكلة تكرر المدعوين والمدعوات، قال الحربي: «إن مسألة المحسوبيات والواسطات سببت في تكرار الوجوه، وهذا يفقد المؤتمر قيم البحث والمصداقية في الطرح». وقال من المحاور التي تعيق المؤتمرات تكرر الموضوعات المطروحة مع الابتعاد عن النماذج الإيجابية وذوى الخبرة ففاقد الشيء لا يعطيه. أما محمد المشعل المسؤول الثقافي في نادي المنطقة الشرقية الأدبي، فأشار إلى أن «المؤتمرات الثقافية والأدبية لم تقدم أي شيء جديد خلال السنوات الماضية، بل تكاد تعيد نفسها في كل عام من خلال الموضوعات المطروحة والبرامج التي تقدمها مع اختلاف العناوين، ناهيك عن أنها وفي كل عام يتكرر بها نفس الوجوه التي تدعى في كل عام وبعضها في كل المناسبات تقريبا!؟ ونشاهد إهمالا واضحا للشباب المثقف وعدم إعطائهم فرصة المشاركة وطرح مرئياتهم ووجهات نظرهم في المواضيع المطروحة والمساهمة بها». وزاد «إننا يجب ألا نغفل غياب المتخصصين من الموظفين العاملين في وزارة الثقافة والإعلام لمثل تلك المؤتمرات الثقافية إلا ما ندر، ما يؤثر سلبا في التجديد والطموح الذي يتطلع له المثقف، ونرجع لنقطة المحسوبيات والمزاج الثقافي في العمل والاختيار بعيدا عن السبل الكفيلة بالنجاح والتقدم نحو الأفضل. كما أننا لم نشاهد على أرض الواقع تنفيذا للتوصيات المهمة التي تخرج بها المؤتمرات والفعاليات الثقافية والأدبية التابعة للوزارة، خصوصا تلك التي تخدم الثقافة والمثقفين في الوطن لعدم وجود آلية تنفيذ عمل واضحة وشفافة».