تشكل فيروسات (كورونا) فصيلا كبيرا يشمل فيروسات يمكن أن تسبب نزلات البرد، وفي بعض الحالات يمكن أن تسبب متلازمة العدوى التنفسية الحادة (سارس). ومعظم حالات الإصابة بهذا الفيروس بسيطة، ومن أبرز أعراضه: ارتفاع درجة الحرارة، آلام في الجسم، احتقان بالحلق، ورشح وسعال، حيث تستمر هذه الأعراض لمدة أيام ثم تختفي، إلا أن فيروس (كورونا) الذي ظهر مؤخرا هو فيروس جديد لا يعرف حتى الآن الكثير من خصائصه وطرق انتقاله، وتعكف وزارة الصحة مع منظمة الصحة العالمية والخبراء الدوليين على معرفة المزيد من المعلومات حوله. وقد أرشدت وزارة الصحة للعديد من الطرق للوقاية من الفيروس والحد من انتشاره، منها المداومة على غسل اليدين جيدا بالماء والصابون أو المواد المطهرة الأخرى التي تستخدم لغسل اليدين، خصوصا بعد السعال أو العطاس، واستخدام دورات المياه، وقبل التعامل مع الأطعمة وإعدادها، وعند التعامل مع المصابين أو الأغراض الشخصية لهم. وتجنب ملامسة العينين والأنف والفم باليد، فاليد يمكن أن تنقل الفيروس بعد ملامستها الأسطح الملوثة بالفيروس ويجب استخدم المنديل عند السعال أو العطس وتغطية الفم والأنف به، والتخلص منه في سلة النفايات ثم غسل اليدين جيدا. وإذا لم يتوافر المنديل، فيفضل السعال أو العطس على أعلى الذراع وليس على اليدين، ولبس الكمامات في الأماكن المزدحمة. ولا يوجد علاج أكيد حتى الآن للفيروس، ولكن كل ما يمكن عمله هو الوقاية. يذكر أن طبيبا عربيا مختصا بعلم الفيروسات يعمل بأحد المستشفيات الخاصة بجدة، اشتبه بإحدى الحالات وقام بإرسال عينات لمختبرات متخصصة وأثبت النتائج إصابة المريض بنوع جديد من الفيروسات أطلق عليه لاحقا اسم كورونا، وظهرت أول حالة بالمملكة في شهر شوال 1433ه، وتوالت حتى وصل عددها 163 حالة، توفي منها 64 حتى الآن، وتشير البيانات الرسمية الصادرة من وزارة الصحة، إلى أن الحالات ظهرت في كل من جدة والمدينة المنورة وحفر الباطن والأحساء والجوف وعسير وأكثرها بمنطقة الرياض. وسعيا من وزارة الصحة في البحث عن تفاصيل هذا الفيروس، قامت بفحص المخالطين بأحد المصابين، وبأخذ عينات من البيئة المحيطة بالمريض، بما في ذلك مجموعة من الجمال في حظيرة تابعة للمريض، وقد اتضح إيجابية أحد الجمال للفحوصات المخبرية المبدئية للفيروس وتعمل الوزارة حاليا وبالتنسيق مع وزارة الزراعة والجهات العلمية، لتأكيد الفحوصات وعزل الفيروس ومقارنته، من ناحية التركيب الجيني مع فيروس المريض، وفي حال ثبوت تطابق الفيروس المصاب به المريض والجمل، فإن ذلك يكتشف لأول مرة على مستوى العالم، ويعتبر فتحا في معرفة مصدر هذا الفيروس، وسيسهم بإذن الله في معرفة العالم لوبائية المرض وطرق انتقاله.