يخيم الظلام ساعة كاملة من الثامنة والنصف إلى التاسعة والنصف مساء اليوم على عدد من القطاعات التجارية والفنادق والمطاعم في عدد من مناطق المملكة استجابة لدعوة «ساعة الأرض» في مواجهة التغير المناخي والتصدي لانعكاسات الاحتباس الحراري، حيث تحتفل جميع دول العالم بقطع الكهرباء عن المباني الحيوية لمدة ساعة كاملة كتعبير رمزي لأهمية تخفيض الانبعاثات الحرارية المسببة للاحتباس الحراري الذي تعاني منه دول العالم، وتطفأ الأضواء والأجهزة الكهربائية بهدف التوعية والتثقيف بأهمية البيئة والحفاظ عليها والالتفات للمخاطر التي تهدد الكرة الأرضية التي نعيش عليها. ورأى الخبير البيئي الدكتور عبدالرحمن كماس أن ساعة الأرض تعتبر دعوة ورسالة صادقة إلى دول العالم لترشيد استهلاك الكهرباء، ما ينعكس إيجابا على البيئة والموارد الطبيعية، مبينا أن ساعة الأرض دعوة لكل العالم لتقليل استهلاك الكهرباء وخفض الانبعاث الحراري الذي تسببه مصادر الطاقة المختلفة والتي تشكل مخاطر بيئية عديدة على كوكب الأرض، لافتا إلى أن فكرة ترشيد الطاقة لمدة ساعة في العام ظهرت أول مرة في سيدني في أستراليا عام 2007، عندما أطفأ سكان 2.2 مليون منزل ومؤسسة أنوارهم لمدة ساعة كاملة، متخذين موقفا حازما في مواجهة تغير المناخ، وبعد سنة واحدة أصبحت ساعة الأرض حدثا عالميا وتحركا بيئيا ضخما حول العالم. وأشار إلى أن ارتفاع درجة الحرارة أدى لظروف مناخية أكثر تطرفا كالعواصف وشدتها ومعدل حدوثها وظهورها في أماكن لم تكن تحدث فيها، وظواهر النينو والتسونامي، وازدياد حرارة المياه في القطبين، وهو ما انعكس على زيادة معدل ذوبان الجليد. وفي سياق متصل أوضح مدير التوعية والإعلام البيئي في الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة الدكتور نايف صالح الشلهوب، أن التغير المناخي هو أكبر تحد يتعرض له كوكبنا هذه الأيام، حيث أن هذا الكوكب يزداد سخونة مؤثرا بذلك على الأنماط المناخية ومصادر المياه والنمو الموسمي للنباتات حول العالم وعلى أسلوب معيشتنا، بالإضافة إلى الكائنات الحية الأخرى التي تشاركنا هذه الأرض. وخلص الشلهوب إلى القول أن ساعة الأرض تعزز نشر ثقافة الحفاظ على البيئة وحماية كوكب الأرض بين فريق العمل لديه من خلال ترشيد استلاك الطاقة وتجنب الاستهلاك المفرط الذي يمثل أكبر تهديد للبيئة نتيجة التغير المناخي.