كشف عائدان من الصراع الدائر في سوريا عن استغلال الجماعات الإرهابية للشباب السعوديين، مستغلين صغر السن وحماسهم وعاطفتهم على الدين، ودفعهم لقتال إرهابي يودي بحياتهم. وشدد كل من العائدين محمد العتيبي وسليمان الفيفي على أن الوضع الميداني الدائر في سوريا حاليا هو اقتتال ما بين جماعات إرهابية أطلقت على نفسها «داعش» و«جبهة النصرة»، وأوضحا أن القتال هناك تحول من قتال الجيش النظامي إلى القتال فيما بينهم. وسبق أن كشف ل«عكاظ» رئيس حملة السكينة التابعة لوزارة الشؤون الإسلامية عبدالمنعم المشوح أن التجنيد الموجه للشباب السعوديين للذهاب للمشاركة في القتال الدائر في سوريا تحت غطاء الجهاد يتم عبر «تويتر» حيث تم رصد 160 هاشتاقا و1500حساب محرضة للسعوديين للمشاركة في القتال في سوريا ضمن جماعات متطرفة. وأكد المشوح تورط شبكات دولية من إيران وأوروبا ودول أخرى تتبنى تحريض وتجنيد الشباب السعوديين للذهاب لسوريا، مشددا على أن تلك الشبكات نفسها سبق أن تولت عملية التحريض على الفتن والفوضى عبر الفيسبوك قبل سنتين في المملكة. وقال المشوح «الجهاد عبادة شرعية، لذلك لا بد من توضيح الموقف الشرعي من مشاركة السعوديين في القتال الحاصل في سوريا، فالجهاد ليس عبثا أو شهوة دموية أو تفريغا عاطفيا، بل هو عبادة ولعظمها لا بد من تحقق أركانها واشتراطاتها، والحال في سوريا القائم الآن أقرب وصف شرعي له أنه (قتال فتنة) قد يكون جهادا خاصا للسوريين المعتدى عليهم، أما بالنسبة للسعوديين فثمة موانع كثيرة لا يجعل العبادة متحققة في هذه الحال، وعلى سبيل المثال: لا بد من وجود راية واضحة صحيحة ظاهرة وهذا غير متحقق فكثرة الرايات وتقلبها وتغيرها يجعلها رايات غير صحيحة ولا تحقق مبدأ الجهاد الشرعي الذي يمكن الانضواء تحته، كذلك إذن ولي الأمر شرط من شروط الجهاد، ولو قلنا إن الجهاد لا يشترط فيه إذن ولي الأمر لأصبح مجرد فوضى ولخرج شباب المسلمين متى ما اشتهوا لمواطن الصراع، كذلك إذن الوالدين، أضف إلى ذلك تحقق وجود جماعات غالية لديها انحراف عقدي ومنهجي وفقهي تتبنى القتال وهي تتبنى كذلك الغلو في التكفير فوجود مثل هذه الجماعات مانع من موانع اعتبار الجهاد شرعيا بالنسبة للسعوديين ورايتهم راية عمياء باطلة، أضف إلى ذلك وجود ووضوح الفتوى لدينا من الجهة المعنية بالفتوى في منع بل وعدم جواز مشاركة السعوديين في قتال سوريا.