تواصل مسلسل فقدان المباني التاريخية في المنطقة التاريخية إثر انهيار جزئي لمبنى صباح أمس اندلعت النيران فيه لأسباب لاتزال مجهولة، وانتقل الحريق إلى أربعة منازل تاريخية أخرى مجاورة، قبل أن ينهار المبنى الذي تم تشييده قبل أكثر من 210 سنوات على حد وصف بعض كبار السن في المنطقة، والذين أكدوا ل«عكاظ» بأن هذا المبنى من المباني الأثرية المصنفة والمشهورة في المنطقة. وأشار عمدة حي البلد الشيخ عبدالصمد محمد عبدالصمد إلى أن المنازل المحترقة تعود لآل عشماوي والحنبولي ووقف آل جمجوم وهي من المنازل القديمة والأثرية. الحريق شب صباح أمس وشاهد سكان المنطقة ألسنة النيران تتصاعد في المنزل التاريخي والذي لا يقطنه أي شخص منذ سنوات طويلة، وأبلغ الجيران غرفة العمليات التابعة للدفاع المدني بالحريق وعلى الفور تمت مباشرته بمتابعة مدير الدفاع المدني بجدة العميد سالم المطرفي. وتحركت لإخماد الحريق 18 فرقة إطفاء وإنقاذ وإسعاف إضافة لسيارات سنوركل وسلالم تابعة للدفاع المدني وتمكنت من محاصرة النيران والسيطرة عليها قبل أن تنتقل لمبان أخرى بسببب الرياح. واشتملت خطة الدفاع المدني إخلاء مبان مجاورة كانت قريب من المبنى المحترق، وتم تخصيص فرقة إطفاء لتباشر عزلها ومنع وصول النيران إليها، فيما توقفت آليات الدفاع المدني على بعد أكثر من 100 متر من المنزل لضيق الطرقات القريبة من الموقع. بدوره أكد نائب الناطق الإعلامي بمنطقة مكةالمكرمة المقدم وليد سامي أبوشنب أنه ورد بلاغ لمركز عمليات الدفاع المدني بجدة في الساعة 6:50 صباح هذا اليوم (أمس) عن وجود حادث حريق في جدة حي البلد المنطقة التاريخية، وفي حينه تم توجيه الفرق اللازمة للموقع وعند وصولها اتضح أن الحادث عبارة عن اشتعال النار في منزل شعبي مكون من 5 أدوار آيل للسقوط. وأضاف: شارك ميدانيا كل من الهلال الأحمر والدوريات الأمنية والمرور وتم تطويق المنطقة وتحويل خط سير المركبات وتسهيل وصول فرق الدفاع المدني، مشيرا إلى أن الحريق امتد لأربعة منازل شعبية بمساحة تقدر ب(55×20)م2 تقريبا وبلغت نسبة السيطرة 90 في المائة بمشاركة 18 فرقة حريق و6 فرق إنقاذ. وقال «الحريق بدأ بمنزل واحد وانتقل إلى أربعة منازل متلاصقة اثنان منها مهجوران، وانهار جزء من أحدهما نتيجة عمليات الإطفاء، ولم يتضح حتى الآن وجود أية إصابة». وأبان المقدم أبو شنب في وقت لاحق أن فرق الإطفاء سيطرت على حريق آخر شب في منزل أثري بالمنطقة التاريخية جنوب دوار البيعة، موضحا أن ضباط التحقيق تواجدوا في الموقع لمعرفة ملابسات الحادث الذي تكرر للمرة الثانية في نفس الموقع أمس.