كشف استفتاء أجرته «عكاظ» على عينة من المواطنين والاختصاصيين حول توصية 6 وزارات بتطبيق قرار إغلاق المحال في التاسعة مساء ما عدا الصيدليات ومتاجر المواد الغذائية، معارضة نحو 70 في المئة لذلك الإجراء حال تطبيقه، خصوصا في المدن الكبرى، بينما أيده 15 في المئة، وتحفظ عليه 15 في المئة. برر المعارضون رأيهم بأن القرار حال تطبيقه يقلص ساعات العمل، ويكبد التجار خسائر فادحة، ويحصر وقت الذروة في زمن محدود، في حين رأى مؤيدو القرار أن تطبيقه بداية جميلة نحو مجتمع أكثر تنظيما، ويسهم في ضبط مواعيد العمل في القطاع الحكومي، ويخفف من الازدحام. وأوضحت نشوى عبدالهادي طاهر رئيسة اللجنة التجارية بغرفة جدة، أن قرار إغلاق المحلات التجارية عند الساعة 9 مساء الذي أوصت به 6 وزارات وهو تحت الدراسة لتطبيقه له إيجابيات وسلبيات سوف تطرأ على المجتمع خاصة أن العادات والتقاليد لا يمكن تغييرها لدى الناس بسهولة، لافتة إلى أن التجار تفرق معهم الساعة والنصف الساعة، وربما يعطل هذا القرار مصالحهم، خصوصا أن الإغلاق في أوقات الصلاة سيحسب من هذا الوقت، «إلا إذا كان دوام المحلات التجارية يبدأ من الساعة 9 صباحا وحتى 9 مساء يكون مقبولا، أما إذا كان غير ذلك من الأفضل للتاجر الاستمرار في فتح المحل زيادة ساعة ونصف، بدلا من أن يغفل فترة طويلة من بينها أوقات الصلوات». وقالت طاهر: «إذا كان الهدف من هذا القرار الناحية الأمنية أو الاجتماعية أو حتى الترشيد للكهرباء لا بد أن يكون هناك وضوح في هذا القرار وأن يخاطب عقول الناس بالمنطق أفضل من أن يكتنفه الغموض». من جانبها، رأت سيدة الأعمال غادة غزاوي أن للقرار في حال تطبيقه أثرا سلبيا اقتصاديا، مشيرة إلى أن فترة البيع ستكون قصيرة جدا، ما بين غلق المحلات في فترة العصر، كما تتخلل الفترة المسائية صلاتا المغرب والعشاء، ومن ثم تغلق المتاجر، متوقعة أن يتكبد التجار خسائر فادحة. وبينت غزاوي أن غالبية الناس في المجتمع تفضل قضاء احتياجاتها بعد صلاة العشاء، وهي فترة محدودة لا تزيد على نصف ساعة، مشيرا إلى أنها غير كافية، متمنية من تلك الوزارات التي أوصت بالقرار شرح أسبابها في محاولة تطبيقه وإقناع المجتمع بالإيجابيات منه. واتفقت الإعلامية ناهد الأحمد مع سابقتيها، لافتة إلى أن هذا القرار لن يكون صائبا من الناحية الاقتصادية والاجتماعية، لافتة إلى أنه من الصعب تغيير العادات والتقاليد بعد أن اعتدنا عليها لفترات طويلة. وذكرت أنه في حال تطبيق القرار ستتقلص معدل ساعات العمل في المحال التجارية إلى أربع ساعات، ملمحة إلى أن هذا القرار سيقلل من حركة التسوق في وقت نسعى لاستقطاب المستثمر العربي والخليجي إلى المملكة. لكن المهندس ناصر عديني كان له رأي مغاير، إذ وصف تحديد موعد إغلاق المحال التجارية والخدمات الأخرى والإبقاء على الضرورات خطوة رائعة نحو السلوكيات الحضارية بفرض ضوابط مجبرة على جدولة الأعمال للفرد والأسرة. وتوقع أن تطبيق هذا القرار يكون بداية جميلة نحو مجتمع أكثر تنظيما، متوقعا أن يكون هناك انضباط بمواعيد العمل بالقطاع الحكومي، وتحصيل الدارسين سيكون أفضل، خلاف العوائد الأمنية وتخفيف الازدحام لساعات متأخرة، وتقوية العلاقات الأسرية. وأوضح مهند زرير أنه مع القرار ولكن مع وجود بعض التحفظات، منها أنه سيكون مجحفا في حق الموظفين الذين ينتهي عملهم في وقت متأخر، خصوصا أنهم يجدون فترة المساء الوقت الأنسب لتسوقهم خاصة لظروف وقت عملهم وهناك بعض نشاطات المحلات لا يمكن أن تغلق في الساعة 9 كالصيدليات والمطاعم. وانتقد هيثم محمد بكري قرار إغلاق المتاجر في الساعة التاسعة ليلا، لافتا إلى أن من أوصى به لا يعرف طبيعة أجواء بلادنا ولا يدرك حرارة صيفنا نهارا ولم يسمع عن فترة الغبار في عز النهار ولم يشاهد زحام الشوارع في وقت الظهيرة، متسائلا بالقول: «لماذا لم يراع متخذ القرار وضع أصحاب المحلات الصغيرة ومدى تأثرهم بتقليص فترة عملهم، وقلة دخلهم، مع رفع رسوم العمال من رواتب وتجديد ومكتب عمل وإيجارات باهظة». وأفصح المهندس وسام بحيص، بأنه لا يؤيد قرار تحديد عمل المتاجر بالتاسعة ليلا، واصفا إياه بالصعب، على بعض الموظفين وبالذات الموظف في القطاع الخاص لأن مجال عمله لا يسمح له بالخروج إلا بعد انتهاء فترة دوامه. وقال بحيص: «وإذا فكر أي أحد منا في قضاء بعض الأغراض، فهو يفضل أن تكون بعض صلاة العشاء، لذلك لن يجد الوقت الكافي»، متمنيا أن يعاد النظر في تلك التوصيات التي لا تراعي الصالح العام - على حد قوله. وأجمع كل من عزيزة سهلي ومرام عباس على أن التوصية بإغلاق المتاجر في التاسعة مساء غير موفقة، ويجانبها الصواب، لأسباب عدة منها ارتباط الناس بالدوام الصباحي، ما يعرقل شراء مستلزماتهم الضرورية في الفترة الصباحية والوقت المناسب لهم فترة المساء بعد أخذ قسط من الراحة. ورأت سهلي وعباس أن القرار ينافي أحوال المجتمع وعاداته أيضا، مستغربين محاولة تطبيق هذه الإجراء، مشيرتين إلى أن من يوصي بهذا القرار كأنه لا يعرف طبيعة المجتمع في المملكة، خصوصا في المدن الكبرى التي تسهر حتى الصباح. وذكرت أن تزاور الأهالي يبدأ عادة في الليل، وبعد صلاة العشاء تحديدا، وسيعيش الناس حالة من الإرباك في حال أغلقت المتاجر مع التاسعة مساء، متوقعتين أنه بتطبيق القرار لن يتمكن الأهالي من قضاء حاجياتهم بسهولة، وسيتضاعف الزحام ويصبح الوقت كله ذروة.