أوصى إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس المسلمين بتقوى الله عز وجل والعمل على طاعته واجتناب نواهيه، وقال في خطبة الجمعة أمس بالمسجد الحرام: «برزت قضية مؤرقة فاتكة لوحدة الأمة ممزقة لها، هي الطعن بالأعراض والذوات واتهام البرءاء والنيات، إنها لبيئة ذميمة يسعى أصحابها من قراصنة الأعراض وسماسرة الأمراض إلى نشر الفتك والبهتان والأقاويل المفسدة بين المسلمين بالتدابر والهجران»، موضحا أن الله توعد كل من انتهك أعراض المسلمين في قوله تعالى: (والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا وإثما مبين)، مستدلا بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: (الربا سبعون حوبا، أيسرها مثل نكاح الرجل أمه، وإن أربى الربا استطالة الرجل في عرض أخيه)، وأكد أن حفظ الأعراض أحد مقاصد الشريعة الغراء، محذرا من تتبع المسلم لعيوب وعثرات غيره، والتعريض برموز الأمة وعلمائها عبر وسائل الإعلام والاتصال الحديثة، وقال: «كثير من الناس في الإعلام الجديد لا يسكن لهم قرار، ولا يهدأ لهم بال إلا بتمزيق الأعراض بصواعق الألفاظ وهمزات الألحاظ، وبئست الغايات والأغراض، فهم يكتبون الزور وبه تجري أقلامهم ويكتمون الحق وبه تأمرهم أحلامهم في تفتيت لوحدة الأمة الإسلامية والأخوة الإيمانية بتصنيفات فكرية وتقسيمات حزبية ومسالك مذهبية ونعرات طائفية لا تخدم إلا الأجندات الخبيثة التي تستهدف وحدة وأمن واستقرار المجتمع الإسلامي، فترفعوا عن تلك المستنقعات والمهابط، واطلبوا من الديان النجاة والسلامة قبل حلول الفجاءة والندامة، واعلموا أن عقوبة التعدي على الأعراض عقوبة ترتعد لها الفرائص، وأوضح أن الحكم على النيات واتهام المقاصد والخوض في غيب السرائر، وقذفها بالعيوب والجرائم التي لا يعلم حقيقتها إلا الله سبحانه وتعالى، ينشر الضغينة والأحقاد، واستدل بقول الرسول صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع: (إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في بلدكم هذا في شهركم هذا)، وقول الإمام أحمد رحمه الله: (ما رأيت أحدا تكلم في الناس إلا سقط)، وقال شيخ الإسلام أحمد ابن تيميه رحمه الله: (والكلام في الناس، يجب أن يكون بعلم وعدل، لا بجهل وظلم، والوقيعة في أعراضهم أشد من سرقة أموالهم). وفي المدينةالمنورة، أوضح إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف الشيخ صلاح بن محمد البدير أن أنواع الناس تتفاوت وتتباين في الحياة الدنيا، لافتا إلى أن الجليس الصالح معول خير للإنسان في الحياة، وقال: «الإنسان قد يماثل أخا له في الطباع والسلوك وكل يصبو ويحن إلى من يماثله، فالأرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف»، وأضاف: «الجود بالمودة من كريم البذل والبوح بالمحبة من جميل الفضل وقصرها على أهل التقى وعلى أهل التقوى دليل العقل عند المرء»، وذكر أن الفصيح لا يصافي غريبا حتى يسبر أحواله، ولا يؤاخي مستورا حتى يكشف أفعاله، المرء يوصف بأفعال من صاحب، والرجل على دين خليله فلينظر من يخالل، واستشهد بقول المصطفى عليه الصلاة والسلام: «إنما مثل الجليس الصالح وجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير»، لافتا إلى أن الجليس الصالح معول خير للإنسان في الحياة الدنيا،. وفي نهاية الخطبة دعا البدير الله أن ينصر المسلمين ويعلي كلمتهم ويوحد صفوفهم ويحفظ بلاد المسلمين من كيد الحاقدين.