حذر إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ عبدالرحمن السديس من الطعن في النيات والوقوع في أعراض الصالحين والحكم على نياتهم واتهام مقاصدهم، مطالبا بالأخذ على أيدي هؤلاء الطاعنين والحزم في مقاضاتهم. وأوضح السديس خلال خطبة الجمعة اليوم بالحرم المكي أن تتَبع العيوب والعَورات وتقصُّد النقائص البشرية والعَثَرَات سلوك رَث هدَّام وخُلق أهل اللؤم والآثام، مشيرا إلى أن ذلك مُحَاد لشرع الله وهدي رسوله القائل "طوبى لمن شغله عَيْبُه عن عُيوب الناس". ولفت إلى قول أحد السلف: "أدركنا السلف الصالح وهم لا يرون العبادة في الصلاة والصيام، ولكن في الكف عن أعراض الناس"، وقول غيره: "كفى بالمرء إثمًا ألا يكون صالحًا ويقع في عرض الصالحين"، مبينا أن الأعظم من القدح الصريح والطعن هو الحُكم على النِّيَّات واتِّهام المقاصِد والمآلات والخَوْض في غَيب السرائر، التي لا يعلم حقيقتها إلا الله. وأكد السديس أن مما زاد الطين بِلَّة وجود من جعل نَهْش الأعراض تأصيلاً مُسْتطابا وجعل من هَدم تلاحم الأمَّةِ نقدًا واحتسابا، ومن ظلم القدُوات نَهجا حقًّا وصَوَابا. وأشار إلى أن الخَطْبُ عَظُم بِفَري أعراض رموز الأمة وعُلَمَائها مِمن مناقبهم بعدد أنجم السماء، حيث يتم التنقص منهم وتُكلم سُمْعَتُهم في وسائل الإعلام الحديثِ عبر ما يُعرف بالتغريدات والهاشتاقات، طعنًا في الأخيار والبُرَآء والمُصْلِحِين والنُّزَهاء الذين يعيشون قضايا الأمّة وجراحها ويضمدون نزيفها، مذكراً بقول رسول الله "كل المسلم على المسلم حرام، دمه وماله وعرضه". ودع السديس إلى التوقف عن هذا، قائلا: "أيها المُتهَوِّكون في سِيَرِ العِبَاد ونِيَّاتِهم، تجافوا عن تلك المساخط وارغبوا إلى الدّيان بالنجاة والسلامة، قبل حُلول الفُجَاءة والندامة"، مطالبا بالأخذ على أيديهم والحزم في مقاضاتهم وتطبيق أحكام الشرع فيهم، حتى لا تكون أعراض الأمة حِمىً مباحًا وكَلأً مستباحًا لكل راتع، وتسلم المجتمعات من غلواء هؤلاء.