هاجم الشيخ عبد الرحمن السديس إمام وخطيب المسجد الحرام الذين يخوضون في أعراض المسلمين، وولاة الأمر والعلماء، لاسيما في هذه المرحلة التي تشهد ما سمّاه : "زمجرة الإعلام الجديد" الذي يسعى لتمزيق الأعراض، وذلك بحسبما ذكرته "رأي اليوم". ووصف السديس نشطاء الاعلام الجديد بأنهم يكتبون الزور وبه تجري أقلامهم، ويكتمون الحق لتفتيت وحدة الأمة الإسلامية، بتصنيفات فكرية، ومسالك طائفية، لا تخدم إلا الأجندات الخفيّة، وتوجه السديس بخطابهم قائلا: ترفعوا عن هذه المهابط والمستنقعات. وقال السديس إن عقوبة التعدي على الأعراض وأكل لحوم الناس ترتعد له الفرائص، مطالبا بالأخذ بأيدي هؤلاء المتطاولين، ومقاضاتهم، وتطبيق أحكام الشرع فيهم، حتى لا تكون أعراض الأمة كلأ مباحا لكل راتع، ولتأسيس سلام ذاتي، لتجاوز المرحلة الحرجة. وتلا السديس قوله تعالى "والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا و إثما مبينا". وبقول الرسول الكريم "..وإن أربى الربا استطالة الرجل في عرض أخيه". وقال السديس إن حفظ الأعراض من أعظم مقاصد الشريعة الغرّاء. مشيرا إلى أن تتبع العورات، سلوك رثّ هدام، وخلق أهل اللؤم والآثام ، مستشهدا بحديث الرسول الكريم: "طوبى لمن شغله عيبه عن عيوب الناس″. وهاجم السديس من يستخدمون وسائل الاعلام الجديد في النيل من رموز الأمة وعلمائها ممن أعراضهم أشرف من ذكاء "الشمس″، ومناقبهم بعدد أنجم السماء حسب وصفه. واستشهد إمام المسجد الحرام بخطبة الوداع للنبي محمد صلوات الله عليه والتي قال فيها: "إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا في بلدكم هذا في شهركم هذا" "وبقوله صلوات الله عليه "كل المسلم على المسلم حرام: دمه وماله وعرضه" واستشهد السديس بقول ابن تيمية " الكلام في الناس يجب أن يكون بعلم وعدل، لا بجهل وظلم". وقال السديس إن الخائض في أعراض ولاة الأمر والعلماء هو معرض عن الله، لا يعرف لذوي الفضل حمدا ولا شكرا، ولا مقاما ولا قدرا، مستشهدا بقول النبي محمد صلوات الله عليه: "من ذبّ عن عرض أخيه، كان له حجابا من النار"، وتلا قوله تعالى "يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم ولا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضا أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه واتقوا الله إن الله توّاب رحيم" وبقوله عليه الصلاة والسلام: "المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده". وأنهى السديس خطبته داعيا بالنصرة لأهل الشام مكررا ثلاث مرات "اللهم إنهم مظلومون فانصرهم، اللهم إنهم مظلومون فانصرهم، اللهم إنهم مظلومون فانصرهم".