جاءت الملايين التي ضخت لخزينة نادي نجران لتداوي بعضا من جراحه، بعد أن ضرب عدد من أعضاء الشرف بمستقبله عرض الحائط، وفضلوا المناكفات والاستعراضات والتغني بأمجاد وهمية، رغم أن الفريق الأول لكرة القدم يصارع من أجل البقاء في دوري عبداللطيف جميل، ولم يبق له من أمل إلا حصد أكبر عدد من النقاط في المباريات الثلاث المتبقية له أمام الفيصلي والأهلي والاتحاد. ظهر عضو الشرف عبدالعزيز بن مسلم الذي رفض الانضمام لهيئة أعضاء الشرف «الوهمية»، في الوقت الذي توارى فيه بعض أعضاء الشرف عن الأنظار، رغم الموقف الصعب الذي يمر به النادي، وكان في أمس الحاجة لوقفاتهم لو كانوا صادقين في توجهاتهم وحرصهم على مستقبل ناديهم. ضخ عضو الشرف الفعال عبدالعزيز بن مسلم الذي لم تظهر له صورة واحدة في وسائل الإعلام المختلفة ملايين الريالات، واختفى أصحاب المصالح الذين كانوا يبحثون عن عضوية الهيئة لتحقيق أمجاد شخصية، خصوصا بعد أن أيقنوا بأن لا مجال لظهورهم على الأقل في الوقت الحاضر، وهم يدركون ماذا أقصد. وقد يرى البعض من المتابعين لأوضاع النادي، وخصوصا الحريصين على بقائه في دوري الأضواء، أن الظروف الصعبة التي أحاطت بفريق كرة القدم كشفت المستور وفضحت النوايا، وأعلنت التوجهات لبعض من يحاولون المزايدة على أنهم من يدعمون مسيرة الفريق، وهم في الأصل من يحاولون ترسيخ سياسة الاستحواذ على أمور النادي والتحكم في قراراته. ولعل أكبر دليل على صدقية رؤية محبي النادي في كشف هؤلاء «المهايطين»، هو اختفاء الشرفيين الذين كانوا يتغنون بأنهم من يقفون خلف الأوضاع المرضية والنتائج الجيدة التي حققها الفريق في بداية الموسم، وقبل أن يتعرض للإخفاقات التي جاءت نتاج تدخلاتهم غير المبررة، ومحاربتهم من أجل إقصاء أبناء النادي الحقيقيين وإبعادهم عن مشهد الاجتماعات والحوارات التي كانت تدار في الفنادق، بحثا عن الوجاهة والاستعراض بدون نتائج فعلية على أرض الواقع. أما وقد استعاد نادي نجران جزءا من عافيته، وأصبح مهيأ تماما لحصد النقاط في المباريات المتبقية، بعد أن ضخت الملايين في خزينته، فإن المطلوب في هذا الوقت الصعب العمل في اتجاهين، أولهما: ابتعاد أعضاء الشرف «المهايطين» الذين جلبوا الويلات للنادي، وثانيهما تصدي مجلس الإدارة لمسؤولياته والتخطيط لتجاوز الظرف الراهن بقرارات جريئة تعيد للفريق هيبته. تحقيق هذين التوجهين بيد رئيس النادي هذيل آل شرمة الذي ساهم في فك الضائقة المالية، شريطة أن يتخلى عن سلبيته في التعامل مع بعض الشرفيين، والابتعاد عن المجاملة في عملية التخطيط، وأن يرمي بالعاطفة خلف ظهره؛ لأنه المسؤول الأول والأخير أمام جماهير نجران إن سلبا أو إيجابا، فهل سيكون محل الثقة وعلى قدر حجم المسؤولية؟ ننتظر وستكشف الأيام ذلك.