كثيرون من أنصار نادي نجران أصابهم الذهول، ويتساءلون بألم وحرقة: لماذا هذا السقوط المدوي من أعلى سلم الدوري إلى أسفله، ولماذا وصل الوضع إلى درجة الخوف من الهبوط، وتوديع دوري الكبار، رغم الجهود التي تبذل، والدعم المالي الذي يقدم وإن كان محدودا. الإجابة على هذه الأسئلة قد لا تكون دقيقة في ظل حالة التوهان التي أصابت العقول وشتتت الأفكار، فهناك من يذهب إلى أن النادي وقع ضحية نوايا بعض من ابتلي بهم، ولا هم لهم إلا أن يسيروا الفريق ولوحدهم، بل والعمل على إقصاء كل من يشعرون بأنه سيكون ندا أو منافسا لهم. وآخرون يرون بأن التدخلات من بعض الشرفيين في ظل ضعف مجلس الإدارة الطوعي، جعل قرارات المعالجة تترنح بين نجرانوجدة والشرقية، فتأتي إما متأخرة وبعد فوات الأوان، أو سريعة وبطريقة ارتجالية فتزيد الأوضاع سوءا. ولعل ما زاد مخاوف محبي نجران الذين يبكون على حاله مكتفين بالفرجة على مسرحيات تدار هنا وهناك من أجل الظهور، هي تلك الخسارة المفاجئة أمام نادي أبها ضمن مباريات مسابقة كأس خادم الحرمين الشريفين، لتؤكد وبما لا يدع مجالا للشك بأن الفريق يسير نحو الهاوية. هناك من يعتقدون بأن الوضع أصبح صعبا للغاية، وأن الحلول قد لا تأتي بجديد رغم فترة التوقف، خصوصا أن الفريق سيقابل في المباريات الثلاث المتبقية الفيصلي والأهلي والاتحاد، وهي مباريات صعبة وقوية تأتي بعد سلسلة إحباطات إدارية وتحكيمية. أما كثير من المتفائلين فيرون بأن بقاء نجران ممثلا للمنطقة في دوري الكبار يتطلب تضحية واحدة فقط حتى وإن كانت مؤلمة للبعض، تتمثل في ابتعاد أعضاء الشرف كليا عن الفريق، والنأي بأنفسهم عن أحواله ومتابعة أوضاعه، وعدم حضور أو مشاهدة مبارياته، فلربما يكون النحس في أي منهم، خصوصا أولئك الذين يحاربون من أجل البقاء في الواجهة ليس حبا في الكيان، وإنما لكي يقال بأنهم من جعلوه في مقدمة الكبار، فباءت محاولاتهم بالفشل ووقع الفريق ضحية لنواياهم. بصراحة، هذه التضحية مطلوبة، خصوصا أنني كمتابع وقفت متفرجا على مسرحيات هزلية مضحكة، أجزم بأن النادي كان ضحيتها، وأبطالها مجموعة لا يتعدون أصابع اليد الواحدة، ولكن ها أنا أقول لجماهير نادي نجران الوفية، بأن من قادوا الفريق إلى هذا الوضع المتردي لن يتركوه لحظة واحدة، حتى وإن كان في ابتعادهم إنقاذ لمسيرة النادي، وبيني وبينكم الأيام القادمة.