يمثل الشعر الشعبي قيمة إبداعية واجتماعية لأنه يعبر عن ثقافة مجتمع وعن مشاعر وأحاسيس الشعراء الذين يمتطون الهامش والقاع الاجتماعي ولذلك تحمل كلماتهم حرقة الواقع وتعكس أشعارهم تجاربهم الوجدانية حيث نجد الصدق البالغ والألم المعبر عن تلك التجارب وذلك الواقع. ولأن الأمر كذلك، تأتي قيمة هذا الكتاب والذي جاء تحت عنوان «الشعر الشعبي الفرساني ومناسباته» للشاعر والباحث إبراهيم مفتاح، الصادر عن «نادي جازان الأدبي والدار العربية للعلوم ناشرون» الذي يرصد الشعر الشعبي في جزر فرسان. وقد جاء إهداء الكتاب: «إلى جزيرتنا التي فرضت الطبيعة عليها حصارها فاستطاعت بياض أشرعة الشعر وتحليق أجنحة الكلمة أن تكسر طوق هذا الحصار ولم تبحر إلى الآخرين بل أغرت الآخرين بالإبحار إليها.. إلى فرسان وجزرها وقراها أهدي عملي هذا». وفي التمهيد يقول المؤلف الأستاذ إبراهيم مفتاح: «الحديث عن جزر فرسان ذو شجون وذو جوانب متعددة سواء في جغرافيتها أو تاريخها أو حضارة أهلها وعاداتهم وتقاليدهم وموروثهم الشعبي، هذه الجوانب مازالت بقاياها ماثلة للعيان إلى يومنا هذا في مبانيها ومعمارها ونقوش بعض حجارتها وزخرفاتها ونمنماتها التي تعود إلى آلاف السنين، أنا في هذا العمل لست بصدد ذلك كله لأني قد أشرت إلى أشياء من ذلك في بعض كتبي السابقة». ويضيف قائلا: «إن ما يهمني - في هذه المقدمة - أن أمهد لقراءة ما يحتويه عملي هذا من شيء قليل من التراث أو الموروث الشعبي الشعري الفرساني بألوانه المتعددة التي أزعم أنها فرسانية خالصة في مناسباتها وفي نوعية موضوعاتها وفي ألحانها وفي رقة شاعرية كلماتها وما تعكسه من أثر وطابع خاص للبيئة فيه بصمتها الخاصة من بحر ونخل واغتراب وحرقة وشجن ومعاناة يلمسها الدارس أو القارئ في هذا التنوع الثري من المناسبات والكلمات التي أشرت إليها». في هذا التمهيد الإضاءة يثمن إبراهيم مفتاح الجهود التي قام بها المؤرخ محمد بن أحمد العقيلي والمؤرخ حجاب بن يحيى الحازمي وتلميذه الباحث اللغوي عبدالرحمن بن محمد الرفاعي. الكتاب يقدم إضاءات مهمة على شعراء شعبيين من أمثال الشاعر الأعمى بلغيث، وشعراء آخرين «حمد حبادي وعمر عيسى حسن وعبدالله عمر مفتاح وأخيه أحمد عمر مفتاح ومحمد عمر مفتاح وأخيه أحمد عمر مفتاح» وشعراء آخرين كما يقول مفتاح «إنهم يمثلون الجزر والقرى الفرسانية الأخرى من أمثال علي بن الحسن سهيل علي بن الحسن سهيل الثاني الملقب ب(علي ياكل) وعبدالله بن علي الراجحي وجبران بن أحمد جبران ومحمد ناصر وحميد الشبيلي رحمهم الله جميعا». يقول مفتاح «حاولت الاهتمام بالموروث الشعبي والفرساني الصبغة والانتماء شعرا ومناسبة في أفراح الزواج وأفراح ختان الصبيان ومناسبة الانتقال من فرسان إلى قرى النخيل أيام الصيف وهو الانتقال المعروف ب(الشدة) وبأغانيها المعروفة بأغاني الشدود وعادات الحج والدانة الفرسانية وبعض الأهازيج البحرية». كتاب الشعر الشعبي الفرساني ومناسباته، كتب مقدمته حسين محمد سهيل الذي قال في مستهل هذه المقدمة: «من يريد أن يعرف شيئا - قليلا أو كثيرا - عن جزر فرسان لا بد وأن يزور مفتاح هذه الجزر، أقصد به الأستاذ إبراهيم مفتاح ولسانها الناطق بجل مكوناتها، ها هو التلميذ يكتب مقدمة كتاب أستاذه بناء على طلبه». وجاء ترتيب الشعراء حسب ترتيبهم الهجائي: 1- إبراهيم عبدالله مفتاح 2- أبكر عثمان عقيلي 3- أحمد عمر مفتاح 4- بلغيث الأعمى 5- حمد حبادى 6- عبدالله صيقل 7- عبدالله عمر مفتاح 8- عبدالله محمد عبدالله علي 9- عمر محمد مليسي 10- عمر علي حسن 11- محمد حسن محبوب 12- محمد عمر سالم.. وآخرون.