في ليالي الحريد يخرج أهالي جزيرة فرسان لإحياء تقاليدهم، والتغني بداناتهم وسط استعراض فلكلورهم الممتلئ بشجن وإيقاعات الزمن الجميل، لتشدك دهشة الفن والجمال إلى التمعن والإنصات لحياة فرسان التي شدت إليها رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز أول من أمس الذي تجول بين أزقتها وفي أحيائها المسكونة ورصد بعدسته تفاصيل المكان، واطلع ميدانيا على المعالم السياحية والأثرية والتقى بأهلها من المعمرين، جولة الأمير سلطان أمضاها مشيا على الأقدام، ووقف فيها على المباني والمساكن ذات الطراز العمراني القديم، مؤكدا أن إنسان فرسان استفاد بحسه المرهف من تنوع وغنى الطبيعة الساحرة من حوله في بناء المنازل بتصاميم فريدة جاعلا منها أنموذجا خاصا يعكس ثقافته وحبه للحياة التي تكيف معها. وقال الأمير سلطان : "لم أشعر بالتعب أثناء السير في تلك الأحياء التاريخية بل كنت مستمتعا بذلك التاريخ الذي أشاهده أمامي من خلال المباني والأزقة وجلوسي مع كبار السن واستماعي لأحاديثهم عن تجاربهم في البحر وعن حياة الماضي التي تحكي كفاح الأجداد". وشملت الجولة زيارة المتحف البحري للمواطن زيلعي محمد زيلعي واختتمت بالتأكيد على أن جزيرة فرسان منتجع سياحي مميز لطبيعتها الساحرة ولما تضمه من تراث عريق. من جهته بين المدير التنفيذي لجهاز الهيئة العامة للسياحة والآثار بجازان رستم الكبيسي أن فرسان تحتض مواقع سياحية سيتم استغلالها ثقافيا كقرية القصار التراثية التي احتضنت جانبا من الفعاليات الثقافية لمهرجان الحريد. واعتبر الشاعر والكاتب إبراهيم مفتاح مهرجان الحريد مناسبة تحيي العديد من العادات والتقاليد وألوانا من الفنون والألعاب الشعبية التي اندثر جزء منها، حيث تقدم ضمن فعاليات المهرجان، وقال إن الكثير من العادات الفرسانية تغنى بها الشعراء الفرسانيون وتناولوها في قصائدهم لارتباطها القوي بحياتهم منذ مئات السنين بعد أن توارثوها جيلا بعد جيل. إلى ذلك وتحت رعاية محافظ فرسان ،نظم نادي جازان الأدبي عبر مركزه الثقافي بفرسان فعالية مفتوحة في قرية القصار التراثية بفرسان، تحت مسمى (ملتقى القصار الثقافي) وتنوعت هذه الفعالية حيث تحدث خلالها إبراهيم مفتاح و حسين سهيل، و إبراهيم صيادي وعبد المحسن يوسف عن ذكرياتهم وحكاياتهم مع البحر وطقوس الحريد وموسمه وأهازيجه ورقصاته، وحضر الشعر الشعبي من خلال مشاركة علي مليسي وإبراهيم حسن، كما حضرت الرقصات الشعبية والدانات الفرسانية المشهورة، وتاريخ القصار المكان والإنسان والإبداع. الفعالية التي امتدت على طول مساء الخميس الماضي وكانت بإدارة المشرف على المركز الثقافي بفرسان عثمان حمق.