ترجمت الشاعرة عائشة النويمي تجربتها الشعرية التي تراوحت بين القصيدة الفصحى بشكليها العامودي والحر، والقصيدة العامية بشقيها الحديث والنبطي، في ديوانين صدرا في وقت واحد، أحدهما للشعر الفصيح بعنوان «حفلة أرق» صدر عن نادي جازان الأدبي وضم 24 قصيدة، والآخر للشعر العامي تحت عنوان «تدري لو إنك سحابة» وضم 15 قصيدة.. تولت نشره كإصدار خاص. «عكاظ» التقت الشاعرة «النويمي» على هامش حفل توقيعها لديوان «تدري لو إنك سحابة» من أجل إلقاء الضوء على تجربتها الشعرية. عبور بداية، سألتها «عكاظ» عن إصدارها لديوانين فصيح وعامي في وقت واحد، وعن ماذا يعني لها ذلك على المستوى الثقافي؟، وجاء ردها سريعا: «يعني لي ذلك أمرين معا، أولهما إيماني أن الشعر هو الشعر، سواء كتبناه بالفصيح أو العامي، فالشعرية هي مقدرتنا على كشف أسرار اللغة وترجمة رؤانا عبر سياقاتها عامية كانت أو فصيحة، والأمر الثاني أنني أردت أن أعبر مرحلة وأغلق الباب خلفي كي أتمكن من خوض مرحلة أخرى، النشر ينبغي له أن يكون قطعا مع مرحلة سبقته وتبشيرا بمرحلة تالية». تعاون الأندية وعن اللغة الشعرية التي تحرص على تبنيها، قالت النويمي: «أحرص على أن تكون لغة شعري هي لغتي، وأسعى إلى أن تكون إضافة وليست تكرارا، أبحث عن أحاسيس غامضة ورؤى جديدة وأخيلة مختلفة تنقذني من الوقوع في اللغة المكررة والتي تشكل مأساة كثير من التجارب الشعرية». أما ما يتعلق بالصعوبات التي واجهتها في نشر ديوانيها وكيف تغلبت عليها، فأشارت إلى أنها لم تواجه أي صعوبة بإصدار ديوانها الفصيح «حفلة أرق» عقب مبادرة المسؤولين في نادي جازان الأدبي، وعلى رأسهم الشاعر حسن الصلهبي إلى تبني نشر الديوان. وأضافت: «مهد لهذا الأمر أننا كنا زملاء يجمع بيننا الشعر حين كنا ننشره في موقع (منتدى قامات الثقافي) الإلكتروني، والذي كنت أتولى الإشراف على قسم الشعر الفصيح والعامي فيه، أما ديواني العامي (تدري لو إنك سحابة)، فقد اختصرت الطريق ونشرته على حسابي؛ لأنني لا أعرف جهة يمكن لها أن تتولى نشر الشعر العامي». لغة خاصة وفي سؤال عن الإضافة التي تود الشاعرة النويمي تقديمها للساحة الأدبية، قالت: «ما أود إضافته هو مجرد محاولة لشاعرة تسعى إلى أن تكتب لغتها الخاصة، غير أن ما أراه حقيقة هو ما يمكن أن تضيفه لي الساحة الأدبية من خلال نقد التجربتين الفصيحة والعامية سلبا وإيجابا، ما يعينني على بلورة هذه التجربة وتحقيق المزيد من الشعرية لها، وتطرقت النويمي إلى تعاون الأندية الأدبية مع الإصدارات الأولى للكتاب والمبدعين»: «من خلال تجربتي مع نادي جازان الأدبي، وجدت كل ترحيب وتشجيع غير أنني لا أستطيع أن أعمم هذه التجربة على بقية الأندية الأدبية».