أكد المشاركون في ندوة «الإعلام الجديد .. منهجية النقد وإلغاء السرية» المقامة ليلة البارحة ضمن برنامج معرض الرياض الدولي للكتاب وإدارها عادل عصام الدين أن الاسم المستعار وجد منذ أمد طويل ومن الصعوبة اليوم أن نجد قانونا سحريا لإلغاء السرية في مواقع التواصل الاجتماعي والصحافة والإلكترونية ، مستعرضين تجاربهم في الكتابة للصحافتين الورقية والإلكترونية والتدوين في شبكة الأنترنت. بداية أشار ناصر الصرامي في ورقته إلى أنه سيسرد مجموعة من التجارب التي تعطي مؤشرات لمفهوم ما يقدمه وأنه سيبتعد جدا عن أخذ الحضور في جدليات خاصة بالتعريفات ، فهذا ليس مكانها ، متناولاً سرية الأشخاص من حيث تقديمهم لأنفسهم في الإعلام الجديد أو التقليدي وأوضح أن مسمى الإعلام الجديد كمحور تعبير يثير الجدل وأنه شخصيا يفضل تسمية الإعلام المتجدد ،حيث ان ما ينتجه هذا الإعلام من تطبيقات تتكاثر وتنتشر ، وبشكل لا يكف عن إبهارنا ويخطف أبصارنا وحواسنا ، وأوضح انه لا قانون سحريا يلغي السرية لدى الأشخاص ، ولكنه سيكشف بعض السرية من خلال الإصرار والترصد وأضاف الصرامي قائلا إن الأسماء المستعارة بدأت منذ وقت قديم قبل الصحافة المؤسسية ، حيث كان البعض حين يكتب بأمور عاطفية أو شعر يكتب باسم مستعار لاعتبارات أسرية واجتماعية ، مستعرضا تجربته الخاصة حين يكتب في الاقتصاد فانه يظهر باسمه أما في الصفحات الفنية فهو يكتب باسم آخر، وذكر تجربة مماثلة أثناء دراسته في جامعة الإمام محمد بن سعود حين كانت الفتيات في الجامعة لا يبادرن بالكتابة بمرآة الجامعة إلا بعد أن كتب مقالا موقعا باسم «طالبة» حتى كسر حاجز الولوج في هذا المحظور سابقا .وأشار إلى المنتديات في الأنترنت وكون الكثيرون كتبوا بأسماء مستعارة بسبب الرهبة من الرقابة وسلطة المجتمع ، أو أن البعض قد يكون موظفا في جهة معينة ويخشى على نفسه من أن يتعرض للعقوبة . أما عبدالله المغلوث فقال في ورقته ان الإعلام قاسم مشترك في كل التخصصات العلمية ، وإذا تحدثنا عن الرقابة في الإعلام المعاصر وخاصة الإعلام الجديد سنجده صوتا لمن لا صوت له وسنجد كلا يكتب ما يحلو له وما يشاء ، ولكن هناك من ينسى من يسمى بحارس البوابة ، وهي نظرية قديمة ومتجددة وتعتمد على المادة قبل التحرير ، ولا زالت تمارس إلى الآن وهي آلية نشر الخبر وكيف تتم الموافقة عليها حيث انه في وجود الانترنت والفضاءات لم يعد هناك رئيس تحرير ، ولكن ما حدث الآن أنه أصبح هناك قضية ما بعد النشر. وأضاف «إنه وعلى الرغم من تسابق الصحف والمواقع الالكترونية على نشر أخبار وحوادث معينة إلا أن الأمر لا يخرج من طائلة المسؤولية حين تبدو الأخبار غير حقيقية أو صادقة» وأضاف المغلوث إن الهاشتاق أو الوسم في فضاء تويتر أصبح رقيبا من حيث مشاركة أسماء كبيرة ومعروفة ومؤثرة فيه ، قد تقود مع الآخرين إلى تحصيل حق من الحقوق أو المطالبة بأمور لها شرعيتها، مشيرا إلى أن هناك من يغير مسار هذه الأمور بمشاركات تبعد الوسم عن هدفه الأساس. بدورها تحدثت رانيا سلامة في ورقتها عن سرد تاريخي لدخول الانترنت إلى المملكة وبداياته مع «نسيج» الذي ربط مناطق المملكة مع بعضها، وبداية التواصل مع الآخرين المجهولين عام 1997 ، ودخول المجتمع في تجارب الحوار وكيف يتحول النقاش إلى صراع، حتى عام 1999 وبدايات الصحف والمواقع الالكترونية وصدور مجلات الكترونية مثل عربيات وإيلاف، وأصبح الانترنت ينافس الإعلام الورقي حتى في توظيف الدعاية والإعلان وبدأ هناك تداخل في المفاهيم بين التفاعلي والالكتروني، وبدئ خوض مجالات وحقول جديدة في التأسيس للمواقع في المملكة حيث استخدمنا كحقول تجربة ومنافسة في هذا المجال. وفي ذات السياق تناول المتحدث المهندس يوسف الحضيف تجربته في برنامج إذاعي بدأ به ولم يجد هناك إقبالا إلى الاستماع للإذاعة ، فبدأ بتفكيك الحلقة إلى أجزاء وبثها على اليوتيوب فاكتشف أن عدد المشاهدات اختلف جذريا، وهذا نتيجة أن الطريقة المفضلة هي التي يسعى الآخرون لاستخدامها في تلقي المعلومة، وأضاف أن ما يحدث في تويتر ظاهرة صحية بدليل أن الحوارات بدأت تشكل ضغطا على جهات معينة لتصحيح بعض الأمور أو اتخاذ القرارات. وأشار إلى أن ل«تويتر» فضلا على مركز الحوار الوطني حيث اختلفت تعبيرات الناس من خلاله، حيث اعتدنا في مجالسنا على أن يكون الصوت العالي هو الأقوى، ويحرم الآخرون من أصواتهم.