يتحدث خطيب الجامع الكبير بمليجة الشيخ فهد بن سعد العبلان، عبر خطبته اليوم، عن التعدي في الدعاء، موضحا صور ذلك التعدي بما ورد في حديث النبي صلى الله عليه وسلم: «لا تلاعنوا بلعنة الله ولا بغضبه، ولا بالنار». وسيتناول، عبر خطبته، نماذج من التعدي في الدعاء؛ كمن يدعو على نفسه بالعذاب في الدنيا بدلا من الآخرة، مطالبا بتحري العبد الدعاء المشروع والتحرز من الممنوع منه. ويلفت إلى نماذج من التعدي في الدعاء كصرفه لغير الله، أو دعاء غيره معه لقول الله تعالى: (إن تدعوهم لا يسمعوا دعاءكم ولو سمعوا ما استجابوا لكم ويوم القيامة يكفرون بشرككم ولا ينبئك مثل خبير)، أو ثناء العبد على الله بما لم يثنه على نفسه أو يأذن به؛ كقول بعضهم: يا سبحان ويا برهان ويا غفران أو ما يقوله البعض: يا رب طه ويس، أو بتصغير أسماء الله تعالى، أو الدعاء بصفاته سبحانه كالقول: يا رحمة الله، أو الاقتصار في الدعاء على طلب الدنيا فقط، أو هجر الدعاء في حال الرخاء كحال الكفار الذين ذمهم الله في القرآن، بقوله تعالى: (نسي ما كان يدعو إليه من قبل). كما يحذر العبلان من الدعاء بلفظ اللعن أو النار، كقول البعض لعنه الله، أو عليه غضب الله، أو أدخله الله جهنم، أو الدعاء على الآخرين بالدمار والزلازل والأمراض، أو الدعاء بتعجيل العقوبة على النفس أو الولد. وبين أن من أسباب استجابة الله لدعاء عبده ما ذكره النبي صلى الله عليه وسلم: «لا يزال يستجاب للعبد ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم». كما يتناول ما يكره في الدعاء كتعليقه بالمشيئة، كقول بعضهم: اللهم ارزقني إن شئت، أو اللهم وفقني لكذا إن شئت، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: «إذا دعا أحدكم فليعزم المسألة، ولا يقولن اللهم إن شئت فأعطني، فإنه لا مستكره له»، كما أن من المكروه في الدعاء السجع في اللفظ وتكلف صنعة الكلام؛ لأنه يذهب الخشوع والإخلاص ويلهي عن الضراعة ويشغل الخاطر بازدواج الألفاظ وإقامة الأوزان.