فطر المولى عز وجل الإنسان على أن يكون له ميول وانتماء. لا يملك الفرد منا أن يغير انتماءه او ميوله، فتتجه ميول الفرد مثلا ليشجع أحد الأندية. الانتماء والتشجيع الرياضي حق مكفول للجميع بدون استثناء. ما يشوه التشجيع الرياضي هو ظاهرة التعصب في التشجيع. التشجيع عندما يتجاوز حدود الأدب وقوانين اللعبة يغادر قاموس الرياضة. يبدو أن التعصب الرياضي، أصبح سمة مقترنة بجمهور كرة القدم. حتى لا نظلم هذه الفئة من الجماهير فهي ذات تأثير ضعيف نسبي في حلقة التعصب. للأسف الشديد أن بعض الإعلاميين وأطروحاتهم هي الوقود والمحرك الأساسي للتعصب. الطرح الاعلامي السلبي ينقل الرياضة من تنافس شريف إلى تنافس مشحون بالعداوة والكراهية. نواة التعصب مدفونة في بعض الإعلاميين او حتى منسوبي الأندية. الجماهير هي من يصنع الشكل الأخير لهذه الظاهرة فالمشجع أصبح ذا نزعة شديدة في التعرض لإخوانه المشجعين واللاعبين والحكام بالعبارات المسيئة والكلمات غير اللائقة والبعيدة عن ديانا وأخلاقنا وعادتنا. ردود الأفعال عند تلك الجماهير تشكل الأجواء الملبدة بغيوم التعصب. التعاطي الاعلامي لبعض مسؤولي الأندية ساهم وساعد في الوصول لهذا الوضع المحتقن. بعض البرامج الرياضية ترتكب أخطاء تشعل روح التعصب الاعمى وتشحن جماهير الاندية الاكثر شعبية ضد بعضها البعض لضمان مشاهدة عالية. ايضا ما تفعله بعض الاجهزة الإدارية الفنية من تصريحات غير مسؤولة من شأنها استثارة الجماهير سلوكيا. انتشر التعصب وتأججت مشاعر الغضب وارتفع صوت الجهلاء في سماء الوسط الرياضي ومازال المتضررون هم البسطاء من الجمهور عندما يكون الإعلام طائشا .. عندما يموت الضمير المهني .. عندما تكون الإثارة هي المطلب.. عندما تكون لغة التأجيج هي السائدة.. عندما تسيطر التصاريح غير المسؤولة.. فاعلم ان التعصب الرياضي ينمو ويكبر وسيزداد. خلوديات التعصب كارثة تهدد رياضتنا. بعض الأحداث في مسابقات الفئات السنية توضح مدى التعصب الرياضي. خزائن الله لا تنفد فكن واثقا به.