ما الذي يحدث.. أبداً لا شيء، فشلنا في العمل وفق الأنظمة والقوانين، لا يعرف عنا سوى التنظير، نعم ندعو إلى النظام، ولكن نرفض الالتزام أو الاعتراف به، خاصة إذا لم يتلاءم مع ميولنا. استفحلت الأقلام، وطالت الألسن، وتجاوزت الخطوط الحمراء إيغالاً في الآخر. يبدو أننا استعجلنا الانتخابات في الرياضة، إذ لم نكن مهيئين لأنظمتها وقوانينها، أو قادرين على ممارسة الآليات المسيرة لها. ما يحدث في حراكنا الرياضي يجعل السؤال الأكثر ترددا: هل بتنا أقرب لإعلان فشل اتحاد الكرة والانتخابات، وهل نجح حراس الأندية في اللجان والأمانة في وأد التجربة، وهل نجح مشجعو الأندية في الإعلام في ضرب هذه التجربة وإسقاطها.. الأسابيع الماضية هذا الصخب تجاوز حدود الرياضة، وأصاب كل ذي عاقل بالذهول، وأبرز سؤالاً عن أسباب هذا الاحتقان الذي باتت معه كلمات العيب أولى أبجدياتها. في حراكنا الرياضي سقطت كل معايير التعليم والإعلام والتربية والثقافة، واستفحل الجهل وخرج الخبث، لا يمكن لأي سبب مهما كان أن أرمي شريكي في هذه الأرض بالسباب لمجرد الميول. إنني أخشى نتيجة لهذا الاستفحال أن نذهب أبعد من ذلك، ونغرس هذا العبث في نفوس أجيال قد لا تمحى من ذاكرتها ونكسبهم ذنبا لن يغفر لنا. هذا الذنب الذي طال كل الشرائح المكونة لرياضتنا التي طالت الرئيس العام لرعاية الشباب، ورؤساء الأندية، وأعضاء الشرف، ولاعبين، أما الكتاب فالردح بينهم تجاوز إنقاذ الغريق.. والذي جعل من أبواب المحاكم ولجان القضاء في وزارة الثقافة والإعلام أقرب لأقدامنا من الملاعب، المؤسف لا أرى بوادر تخنق هذا الاحتقان، وتلجم هذا الصخب، ويأتي الضعف في القرار تفسيرا لهذه الحالة. بل يأتي نتيجة طبيعية لضعف المؤسسة المسيرة للحراك الرياضي. لقد حصل المجتمع الرياضي على فرصة حقيقية عظيمة بانتخابات جاءت بأبنائه، كل في مجال تخصصه؛ لاعبين وإداريين وحكام.. المؤسف أن هذه التجربة باتت ألماً ينخر جسد الرياضة، ويبدو حقاً أن هؤلاء الأبناء غير قادرين على تسيير هذا الحراك، نتيجة ضعف، أو قل اهتراء المكونات الأساسية لهذا الجسد.. ويأتي إنذار الجمعية العمومية لرئيس الاتحاد وأمينه صرخة استنكار لهذا الضعف، كما أن هروب اللجان تباعاً من قضية العنزي دليل آخر صارخ على عدم قدرة تحمل المسؤولية، وضعف المرجعية واختلال الصلاحيات، وغياب الأنظمة، وليس انعدامها. ضعف اتحاد الكرة وصخب إعلامي فوضوي عنوان مرحلة بات لزاماً معها عودة أعضاء اتحاد الكرة للجمعية العمومية لتقوية هذا الجسد، أو تغييره باستقالة مبكرة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه. أما الصخب الإعلامي فلابد من تفعيل القانون، بل وإغلاظه، لأن الإنفلات وصل للذمم والأخلاق، فلم ينجح أحد في حراكنا الرياضي. *** الأهلي.. يحدد الليلة آلية انتخابات رئاسة النادي للسنوات الأربع القادمة وذلك حينما يلتئم اجتماع المكتب التنفيذي لأعضاء شرف النادي.. يختلف المشهد عن مشهد ذات ليلة كان المشروع الكبير فيه المرحلة الثالثة في تاريخ هذا الكيان، ليلتها استمعت مع زملاء لمشروع كبير يجعل النادي الأهلي مؤسسة برؤية تنظيمية، وهيكل إداري يجعل منه فعلا مؤسساتيا، نتاج ذاك المشروع الفكري تقدم أكثر من 6 مرشحين في أول انتخابات، هذا المشروع الذي عصف به (ولا أعرف سبباً لذلك) جعل من التجربة الثانية من الانتخابات أقل طموحاً بأن زكي الأمير فهد بن خالد بعد أن توسد المشهد، وعزف الآخرون على الترشح.. الانتخابات القادمة والتي ستحدد الليلة تواريخها وآليتها.. تعيد المشهد ذاته، فلا مرشحين يشبعون نهم المدرج المجنون.