طبيعة الحراك الرياضي ونوعيته هو انعكاس مرحلي للمنظومة الثقافية له، ثقافة الواقع المسيرة لمكوناته، وبالتالي فإفرازه هو نتاج بيئته الآنية، وما يترشح منه من (فعل أو قول) هو سلوك للمرحلة، هذا السلوك لا بد أن يقيم بهدف البناء قبل الهدم. اليوم كرتنا على مفترق طرق فبعد أن ابتلينا بجملة خسائر نتج عنها خروج من البطولات مبكرا وتصنيف متأخر، يظهر غول (الفساد) متسربا باستحياء في مفاصل الكرة شيئا فشيئا، ما يعني أن كرتنا أقرب إلى الهاوية منها من أي وقت مضى، المؤسف أن عمر هذا التأزم مرشح للاستمرارية رغم المطالبات الخجولة بوضع حد له أو حتى رفع الغطاء عنه رغم الكلام الصادر عن المرجعية المعنية بالأمر، المؤسف أن الرمال المتحركة في كرتنا ستطبق على كل وجه جميل بنيناه منذ عشرات السنين، فالهدم لا يستغرق سوى سويعات أو قضية عابرة وهو ما سيكون مرشح في ظل سوء الظن على درجة اليقين ولا يحتاج سوى مشاهدة دقائق لنزال يرى فيه المدرج ما لا يعجبه فسيملأ الهواء بعده بكل مراتب الرشاوى وسنبقى نشاهد في بعض النزالات ما يؤثر سلبيا لكي نعنونه (بالمرتشين) في مناخ رياضي أصبح المال هو الأكثر نفوذا والأكثر تسييرا، تصبح الأيدي والأفواه هي الأكثر تأثيرا في الاحتراف في ظل غياب (محكمة وقانون) يضبطها بدل من أن يصبح بالونا ما إن ينفجر حتى يلطخ الأوجه، فالمال المتدفق وغير المعروف اتجاهاته من عقود ورعاية يتطلب نظاما صارما وشفافية ناصعة بدلا من حالة الفوضى المتسم بها حاليا، كما أن إرثنا الاجتماعي والذي يمارس (الاستحياء) في ذكر الوقائع والمعالجة الخجولة لدرجة الترحيل والنسيان لها سيذهب بكرتنا لبحر دفن ذات مساء فساد مدينة. الفساد والرشاوى كائنان خبيثان ينخران الجسد أي جسد متى لم يواجها بسرعة القانون وسيفه، خاصة ونحن مقبلون في أجواء مشحونة على انتخابات اتحاد الكرة وهي (أجواء) عادة ما تكون مرتعا خصبا للمصالح ويعتبر (المال الرياضي) محركا لها. التساؤل الآني: كيف نحمي الانتخابات القادمة فيما هناك حالتا رشاوى إحداهما طواها النسيان والأخرى ما زالت تراوح بين غض النظر والمطالبة باستحياء أمام هذا الاستسهال، بدفنها تكون قدرتنا على المعالجة الحقيقية. إن معالجة سريعة تبدأ بكشف حالة (الرشوة الأخيرة) وتوقيف عناصرها عن النشاط الرياضي حتى الفصل فيه قانونيا هي أكبر رسالة توجه لهؤلاء المفسدين لتنظيف الحراك الرياضي ولإعطاء عملية الانتخابات القادمة إنذارا لنظافتها ونجاح الكفاءات وبالتالي تطهير الحراك الرياضي مستقبلا من فساد هذا المال واستشرائه خاصة أن (كرتنا) باتت تهريجا مسائيا من كل القنوات في سباق محموم لاستقطاب أكبر شريحة من المتابعين لهدف تسويقي تجاري بعيدا عن المهنية والمصلحة العامة حتى أصبحت مدرجات مشجعيه كل منهم يستقطب مدرجه بينما (الملاعب) عك آخر لا يمت لفنون الكرة في ظل احتراف مهترئ ناقص تسيره أموال أضرت به أكثر من استفادتها في مواقع تجني منها الكرة السعودية. لا يستقيم أي عمل بعيدا عن منظومته القانونية فكل فعل يصاحبه رد فعل أكان ذلك سلبيا أو إيجابيا، ما بدا حاليا من روائح فساد أو رشاوى سبقنا إليه الآخرون الدوري (الإيطالي – الفرنسي – التركي) لكن قانونهم أو سيفهم القانوني كان حاسما حازما، فرؤساء الأندية استضافتهم عنابر السجون وفرق عريقة هبطت للدرك الأسفل من الدرجات. ما لا يفهمه المدرج (المجنون) من إدارة ناديهم هو عدم الاستفادة من أخطائهم وركونهم للكسل حتى الثلث الأخير أو ليلة إغلاق التعاقدات، والشواهد كثيرة وليس آخرها (موراليس) وهي عادة ما تكون حفظا لماء الوجه أمام الجماهير، هذه الإعاقة دائما ما تفشل بالرغم من أن هناك متسعا من الوقت يجدر بهم البحث عن مواصفات احتياجاتهم بتروٍ، (فأبو الخدود) ومنذ مشاركته الأولى اتضح عدم قدرته أو ملاءمته، فما الذي يجعل إدارة النادي حتى اللحظة لا تبدأ البحث عن بديله.