حراكنا الرياضي.. لا يكاد يمر يوم، إلا في تفاصيله نزق، كان ذلك نزالا أو لقاء إعلاميا إلا ويرتد إلى وجهنا عبثه، باتت كرة القدم وتفاصيل أحداثها عبئا يزيد المجتمع الرياضي تأزما وغبنا. أزمتنا الرياضية بات عنوانها الحالي (العنصرية) تسممت رياضتنا بروح (جاهلية) طغت في لحظة ضعف، بل كل ميول فضل اللون أو النادي على مكتسبات وطن يجمعنا حد الانصهار. علينا أن نعترف وبصدق أن الوضع الرياضي الحالي خال تمام من أي روح رياضية، بل أصبح العبث مستشريا لدرجة أن هناك من يدافع وباستقصاد عن ألفاظ أو عبارات عنصرية، المؤسف أيضا أن النفوذ الاجتماعي والتداخل يمرر كل هذه الجاهلية من أجل لون أو طيف رياضي. إنما يجعل الإنسان أكثر خوفا وقلقا هو غياب أي رؤية أو مشروع لإعادة لجم هذا المدرج أو ذاك البرنامج بقانون يحد أولا، ثم يوقف هذا التسرب الجاهل في مهده. إن الحراك الرياضي وهو الأكثر شيوعا وانتشارا وتأثيرا باعتبار فئة الشباب منغمسين فيه حراكا وتنظيرا أكثر تأثيرا بنقل آفاته إلى أطياف أخرى في المجتمع، وبالتالي توسع رقعة هذا النزق على مستوى الوطن.. يأتي هذا كما أسلفت في ظل غياب أي مشروع لإصلاح هذا المجتمع الرياضي، وضرب كل صخبه المتناثر بسلطة القانون لإعادته إلى جادة صوابه. إننا بحاجة لثقافة.. الحق فيها واحد وليس متعددا بعيدا عن خطابي المدح والهجوم والتبرير من أجل الميول. إن قراءة واقعية للحراك الرياضي تجعل كل المشرعين أكثر سباقا لإيجاد تشريع جديد صارم يوقف هذا النزق، ويعيد لرياضتنا سموها قبل أن يستفحل هذا النزق لنجد في وقت قادم من الصعوبة الجادة.. المؤسف حتى النخب المنخرطين في المجال الرياضي باتوا جزءاً من المشكلة وليس طرفا لحلها. *** الأفكار الخلاقة والبيئة عاملان رئيسيان للنجاح.. نجاح أي عمل، فالاتحاد كما هو الهلال، كما النصر أيضا حاليا يتجدد الدماء فتشرئب الأفكار فتبنى البيئة الخصبة المهيأة لإنجاح أي فكر يزرع فيها، فالأندية الثلاثة السابقة تغيرت الأفكار بتغير الشخصيات والأسماء فكانت نتائجها حاضرة طوال المواسم الماضية، كان الحصاد محليا وإقليميا.. الأهلي يظل وحيدا لم يستطع حتى اللحظة الخروج من دائرة (الإخفاق) يعاود بداية كل موسم بناء سقف طموح ما يلبث هذا الطموح أن يضرب بتكرار الأخطاء و(جدابة البيئة) فتعود معه الآهات.. آهات أجيال تتجرع الصبر والخيبات. فالانتخابات والتي يبني عليها المدرج المجنون شيئا من الأمل ليعود السيد (الهامد) إلى الانطلاق وتصدر المشهد الرياضي كما هو مكانه.. فالانتخابات أجلت ولا يعرف تفاصيلها القادمة. الأهلي.. التغيير في الأفكار قبل الشخصيات هو المطلوب أولا وعاشرا، فلم يعد أنصاره أكثر تحملا لهذه الاستكانة. *** يقول السيد أحمد عيد في حضرة أعضاء لجنة التحكيم إنه لن يسمح برحيل المهنا، وإنه لن يسمح بأي تجاوز تجاه الحكام باعتباره مسؤولا عن اللعبة.. نعم وعد بإصلاحات وطالب الحكام بتطوير أنفسهم، لكن سؤالي: أين حقوق الأندية التي في بعض اللقاءات أهدرت بملء الصافرة والبصر، أين الملايين التي صرفت فجاء خطأ حكم ليهدرها.. العمل المؤسساتي يا (ريس) لا أمنيات ولا تصريحات يقيمه أو ينجحه، بل الفعل.. فكيف لرئيس اتحاد منتخب أن يدافع عن أفراد.. ففي العمل المؤسساتي إذا لم تنجح فأبواب الخروج أكثر من نوافذ الدخول.