من غير المألوف الاكتفاء بالمألوف لذا التعرف على النفس من خلال الضد أو الآخر هي جنة أنفسنا، فالكراهية للآخرين تولد الكراهية للنفس وبالتالي فإن خصومتنا لأنفسنا هي الإشكالية الكبرى التي تلازمنا حد الانصهار في كل مكان ولا نعود نرى إلا القبح، فنحاول عندها أن نثأر من أنفسنا لأنفسنا، هذه الحقيقة المؤلمة هي العنوان الأبرز لحراكنا الرياضي، نحاول العودة إلى أنفسنا الطاهرة فنجد الحقيقة المؤلمة بأننا ارتكبنا من المآسي لأنفسنا ما يجعلك تصرخ بسؤال يعلو هذا الصخب من أوصلنا إلى هذا الكراهية. *** تظل تجربة الانتخابات مثمرة إذا كانت نتاج تراكم سلوك ديمقراطي حقيقي، في أنديتنا وهي نواة الحراك الانتخابي ضعيفة في أندية وأنموذجيه في أخرى وفاشلة في جل الأندية، الانتخابات الناشئة تظل البدايات لما يسمى حقل تجارب ومخاضا عسيرا لعمل مؤسساتي يؤمن بالأنظمة واللوائح وتسيره القوانين، لذلك تكون الرؤية لدى المرشحين غير واضحة الأهداف غير دقيقة المعاني، فنحن بهذه الانتخابات نختار الطريق الصحيح لمسيرة نرى أنها تأخرت في مجالنا الرياضي لدرجة التعطيل خلت معها الكفاءات والقدرات المناسبة، وهي ما أعتقد أن الانتخابات القادمة ستوفرها على الكراسي شريطة الارتقاء فوق المصالح الضيقة واستحضار الوطن وإنجازاته كهدف سامٍ وليس المحاصصة وتغليب المصالح الآنية سواء كانت فئة أو شخصية، كما أن المرحلة القادمة تحتاج لرئيس حكيم أكثر منه تنفيذيا يتمتع برؤية وتجربة ثرية يكون معها الحارس على هذه التجربة أو الفكرة وينمي ويكرس العمل المؤسساتي بتوازن واضح وشفاف بين أدوات الحراك الرياضي لجانا وآليات خاصة في ظل إعلام بات أكثر تحريضا من المساهمة كفعل نقدي لإنجاح التجربة بعيدا عن مكاسب ألوان الأندية، كما أن التجربة تتطلب وقتا لابد أن تكون معها الأفعال والنوايا صادقة كفريق عملي مشترك يؤسس لمراحل متقدمة فيها من القواعد ما تجعل الانطلاقة سواء في الحراك الرياضي أو التجربة الانتخابية نموذجا، خاصة أن المجال الرياضي (الجمعية العمومية) فيها من الاسم ما هي جديرة بالمساهمة الحقيقية في تأسيس هذا الحراك الانتخابي. إن التفاعل الصادق والشفافية في التعامل بين مكونات الحراك الرياضي بما فيها الإعلام هي الحاضن للنجاح متى ما كان هذا التفاعل يرتقي لمصلحة الوطن، وفي المجمل أن التجربة حديثة عهد تتطلب تضافر الجهود كل الجهود وفق معطيات المرحلة وهذا ما يحدث في الانتخابات «الناشئة. *** أمس ظهرا ومساء كان الشارع الرياضي يقف خلف الممثلين الآسيويين الاتحاد والأهلي وكذلك الهلال اليوم، الفنيون يرون أن موازين القوى للفرق السعودية ومنافسيها متساوية، تظل عوامل اللحظة وظروف المباراة هي الفاصل في اجتياز أنديتنا لدور الثمانية، الاتحاد وهو المتمرس آسيويا قد يكون لقاؤه أكثر خطرا باعتباره يلعب خارج أرضه بالرغم من تجربته الثرية في شرق آسيا والجديرة بالحفاظ على مكاسبه، الأهلي التقى أمس وسط حالة استعدادية عالية فالرمز الذي تعالى على أحزانه ونزل للميدان لمتابعة الفريق والرفع من الروح المعنوية للاعبين جعلت الجمهور (المجانين) عنوانا لاستاد الأمير عبدالله الفيصل، هذه الجماهير التي أعادت الفريق إلى مناصات التتويج هي قادرة مساء أمس بقوتها الضاربة لتحريك الدماء وانتزاع الفوز وتجاوز المرحلة، هم فقط من يجعلون المدرجات نبض حياة وكرنفالا يتواجدون أينما حل عشقهم حتى أصبحوا للإبداع عنوانا ثابتا، ومن الصعب الكتابة عن حدث لم تر تفاصيله لكن ملامح المساء مليئة بالتفاؤل.