تعيش المسنة الخمسينية عافية جابر المالكي ألم الفقد والضياع منذ ستة عشر عاما بعد أن فقدت اثنين من الأبناء؛ وذلك بعد أن قررا أن يذهبا للبحث عن عمل من أجل مساعدة والدتهم في ظروف الحياة ومعاناتها. تحكي عافية المالكي بأنها فقدت ابنها مفرح والذي كان يبلغ من العمر حين فقدانه «20» عاما ومحمد «17» عاما، حيث تقول تخرج ابني مفرح من الثانوية وقال: إنه سيذهب للبحث عن العمل في أي منطقة أخرى وبالفعل ذهب في بداية الأمر وقدم على أحد المنشآت الحكومية ولكن أبلغوه بأنه في حال القبول يعود إليهم،وعاد مفرح ولكن بعد عدة أشهر قبل ولدي وقرر حينها أن يأخذ معه أخاه محمد من أجل أن يلتحق بالعمل في أي شركة، حيث أنهى جميع أشغاله و ماكان عليه إلا أن يباشر في اليوم الذي بعده وهم ولدي بالسفر واصطحبهما والدهما إلى محطة المواقف في صبيا من أجل أن يركبا إلى الطائف، حيث مقر العمل ومن تلك اللحظة لم أسمع عنهما خبرا هل وصلا أم لا ..هل غادرا ..أم لا وتقول مرت ما يقارب السنة وأنا لا أستطيع الحصول على خبر ولا حتى أستطيع الحصول على معلومات عنهما بحثنا عنهما في الطائف ولكن لم نجد لهما أي معلومة تشير أنهما لم يقدما إلى تلك المنطقة كما قمت بالإعلان بعد ثلاث سنوات من ضياعهما ولم أتلق أي معلومة قمنا بإبلاغ مراكز المحافظة التي نسكن بها وهي العيدابي كذلك بحثنا في جميع المستشفيات والمراكز ولم نجد فائدة ولكن بعد حين وآخر كانت تردنا أخبار من سكان المنطقة بأن هناك أناسا شاهدوهما في أحد المسارحة في إحدى الاستراحات وآخر يقول إنه شاهدهما في منطقة أخرى بينما وصلنا خبر مؤخر من صبي يمني يعمل لدى أحد أقاربي بأنه عثر عليهما في اليمن، ولكن لكبر سني لن أستطيع البحث عنهما والسفر والسؤال عنهما والتأكد مع العلم بأن والدهما لم يهتم بأمرهما علما أنه يلازمني شعور وإحساس كبير بأنهما مازالا على قيد الحياة، ولكن لن أستطيع البحث عنهما نظرا لكبر سني الآن، واختتمت عافية ها أنا قد حبستني الهموم والأحزان والأمراض بسبب ضياع أبنائي حتى أقعدتني هذه الهموم النفسية على فراشي، ورغم ذلك مازال عندي بصيص الأمل ومازال قلبي يقول إنني سوف أراهما وأحضنهما وأعيش معهما فرحة الأم .