دققت فوجدت أن أكثر الناس تركيزا على الأصل والفصل هم أشخاص يعانون عللا نفسية أصلها عدم تحقيقهم لنجاح في الحياة يفخرون به وعدم استقرار شخصيتهم فبحثوا عن تميز عرقي مزعوم يفاخرون به أقرانهم، على وزن كان أبي أو هذا هو لوني فمن أبوك وانظر للونك!!. وقرأت التاريخ فوجدت أن أكثر الناس عنصرية هم شخصيات أو جماعات وأناس لديهم أصلا شك في أصولهم ويفتقدون لتأكدهم من طيب معدنهم، هتلر مثلا عرف بالعنصرية الشديدة ومات ولم يعرف أباه الحقيقي، واختيرت بيا كيرسغورد زعيمة حزب الشعب الدانماركي اليميني المعارض كأكثر شخصية عنصرية في أوروبا ويرى رئيس تحرير مجلة Gringo (جرينجو) السويدية الشهيرة أن تصريحات كيرسغورد تشكل (كوكتيلا عنصريا خطيرا للغاية) وجاء بعدها في المرتبة الثانية عنصريا السياسي الهولندي جييرت ولدرز واحتل رئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو بيرليسكوني المرتبة الخامسة في الأشد عنصرية وجميعهم يعانون نقصا في القيم التي (يتعنصرون) من أجلها!!. الواثقون من أنفسهم بصفة عامة هم أبعد الناس عن التقليل من شأن الآخرين سواء في أمر الأصل أو الفصل أو حتى الوسامة والجمال وصفاء البشرة فمن هو واثق من أصله لا تعنيه أصول الآخرين ولم أر وسيما يسخر من خلقة قبيح بل العكس تماما، فالوسيم يحمد ربه والقبيح يريد أن يصور أحدا أنه أقبح منه!! وكان بشار بن برد دميم الخلقة وهجاء فاحشا في الهجاء يسخر من الخلقة واللون مع أنه ولد أعمى لا يرى نفسه ولا الآخرين. أقول قولي هذا وقد لاحظت أن الألفاظ العنصرية المتعلقة باللون والتلميح للأصول أو تلك المشككة في الانتماء للأرض والوطن قد استشرت وانتقلت عدواها من مدرجات كرة القدم إلى أقلام صحفية، بل أصبحنا نشك في مصدر الوباء هل انتقل من الكاتب الرياضي للمدرج أم من المدرج للكاتب، فقد أصبحت محيرة مثل وباء كورونا لا ندري انتقل من البعير للبشر أم العكس، لكن المؤكد أن من يتزعم العنصرية في الرياضة يحمل قلب بعير عجوز (هرش) هائج ويحتاج إلى من يجعله يجثو على ركبتيه ويزيل منه جرب العنصرية حماية لوطن نستحق العيش فيه بسلام.